بالصور| أول مدربة كمال أجسام في مصر لـ"الوطن": أحلم بلقب أقوى امرأة في العالم

07:41 م | الخميس 21 يناير 2016

"بحب أكون مميزة في كل شيء، في رياضتي، في شغلي، في حياتي"، تتحدث والثقة تعانق لسانها، حديث يجسد قصة تحدٍ تعيشها امرأة قوية لم تلتفت يوما وراءها، صمدت أمام رياح الغضب العائلية، ونظرة المجتمع، وسلكت طريقا رياضيا يحتاج قدرات غير عادية، ولا يعرفه في بلادنا إلا الرجال، لم تفكر في شهرة بقدر ما فكرت في هزيمة معتقدات تراها مخطئة، لتحقق بطولة تستحق بها لقب "المرأة الحديدية".

{long_qoute_1}

"خلود عصام" أول مدربة كمال أجسام في مصر، بحثت دائما بداخلها عن القوة الجثمانية، وحققتها في مشهد ترتدي فيه الملابس الرياضية، ويكسو رأسها الحجاب، وتستعرض عضلات بطلة كمال الأجسام الملتزمة بـ"الأصول"، التي تعرفها جيدا الفتاة الشرقية، حاملة في يديها "الدمبلز" الحديدية، وزن الواحدة منها 20 كيلو جراما وأكثر في تمرين شاق، يستمر لمدة ساعتين يوميا مع فتيات أحببن اللعبة سرا، ولم يفصحن بحبهن وممارستهن لها في العلن، خشية نظرة المجتمع وغضب الأهل.

تتحدث "خلود" لـ"الوطن" عن بدايتها مع تلك الرياضة العنيفة، والتي سلكت طريقها لها بحب وشغف، ولكن من بوابة رياضات أخرى: "مارست الرياضة، وأنا في المرحلة الإعدادية، ومن بعدها الثانوية لعبات متعددة، منها الـ(كونغ فو) و(التنس) و(السباحة)، بعدها بدأت أهتم أكتر بـ(الفيتنس) واللياقة البدنية، في الوقت ده بدأت ألعب حديد بأوزان متوسطة زي أي بنت، وبعدين حبيت اتخصص في لعبة كمال الأجسام، وفي نفس الوقت أكون محافظة على الفيتنس، فاتمرنت مع الكابتن أحمد ماربيلا المتخصص في تحضير أبطال كمال الأجسام، واللي شجعني على ممارسة اللعبة، وحببني فيها، ومن هنا بدأت الاحتراف".

{long_qoute_2}

ترى "المرأة الحديدية" أن ممارستها لـ"كمال الأجسام" لا تختلف كثيرا عن الألعاب التي مارستها في السابق، "هي رياضة زي أي رياضة تانية، وأنا لقيت المختلف في كمال أجسام، إني يكون عندي جسم قوي ومتناسق، وأنا دائما أبحث عن الاختلاف في كل خطوات حياتي، وتميزت بجسم أبطال كمال الاجسام عشان يكون فيه فرق بيني وبين أي بنت مجرد بتشيل أوزان، ولكن جسمها غير متناسق بالمرة".{left_qoute_3}

المنافسة في رياضة "كمال الأجسام" كانت صعبة بالنسبة لـ"خلود"، نظرا لعدم وجود اتحاد للعبة في مصر بالنسبة للسيدات، كما أن قواعد البطولات لم تكن تناسبها، بحسب وصفها "للأسف مفيش في مصر بطولات رسمية لألعاب القوة البدنية أو كمال الأجسام سيدات، فمعروف أن كمال الأجسام سيدات بتكون خارج مصر، وأي بنت ممكن تدخلها لو عاملة فورمة كمال الأجسام، والموضوع بالنسبالي مينفعش أدخل بطولة كمال أجسام لأني محجبة، ورفضت عروض كتير من خارج مصر للمشاركة في بطولات كمال أجسام سيدات، ورفضت عشان ربنا هو اللي علاني ماينفعش أغضبه".

{long_qoute_3}

حب "الكابتن خلود" للرياضة، جعلها لم تعمل في تخصصها الرئيسي، وتحترف التدريب، بحسب قولها: "أنا حاصلة على بكالوريوس نظم معلومات عام 2009، وحبي للرياضة جعلني تخصصت في مجال التدريب، ودرست (personal trainer)، و(certified fitness trainer)، وحصلت على دورات تدريبية في (الأيروبيكس)، و(إعداد مدرب من نقابة المهن الرياضية)، عشان أكون مدربة محترفة في مجالي، وأن الآن مدربة خاصة للسيدات، في مجالات اللياقه البدنية، و التخسيس، وكمال الأجسام".

وعن نظرة المجتمع لـ"مدربة كمال الأجسام" الشابة، تقول خلود: "كلها نظرات استغراب، وبعضها يحمل السخرية والتهكم، ففي إحدى المرات، سمعت شابا يقول لصاحبه "دي دراعها أكبر منك"، بالإضافة إلى المعاكسات والمضايقات، اللي بضطر في بعض الأحيان، إني استخدم فيها قوتي البدنية، وأي بنت حتى لو ماعندهاش عضلات لازم تستعمل قوتها الداخلية وتتجرأ على الكلاب اللي في الشارع"، لكن كل هذا لا يأتي شيئا مع المواجهة الشاقة والقاسية مع عائلتها، بحسب ما تذكر: "واجهت مشاكل كتير جدا بسبب مهنتي كمدربة كمال أجسام، وأهلي منعوني كتير، بعد ما احترفت كمال الأجسام، وبقيت مدربة فيها".

{left_qoute_1}

تتحدث "المرأة الحديدية" عن نظام التدريب والتغذية، الذي تسير على خطواته، بقولها: "ستايل يومي، بصحى الساعة 8 صباحا يوميا، وليا نظام تمرين ساعتين صبح وليل، بخاصة في فترة التجهيز، والنظام الغذائي، في الفطار بأكل وجبه الشوفان بالموز والعسل، بعدها بيكون عندي كل ساعتين وجبة، وطبعا النظام الغذائي ده في لعبتي مكلف جدا، وتماريني بتنقسم ما بين (الفيتنس) و(الحديد) طول الوقت".

تحلم "الكابتن خلود" باللعب في بطولة العالم للقوة البدنية، والمشاركة في بطولات أقوى امرأة، واصفة تلك البطولات بأنها "تحتاج قوة من نوع خاص، فمنافسات أقوى امرأة في العالم تشمل سحب عربيات كبيرة، ورفع أجسام صلبة وضخمة من على الأرض كالعربيات وكاوتشات بأوزان عالية جدا، وأنا الآن في مرحلة سحب العربيات، وهواصل التدريب، وحلمي هو لقب أقوى امرأة في العالم، وأتمنى تحقيقه، وبطالب بدعم من الدولة، عشان أقدر أواصل التدريب وارفع اسم مصر في العالم".

{left_qoute_2}

"أقول للبنات لعبة كمال الأجسام ممتعة، مش وحشة، هي صعبة وعاوزة صبر ومش بتغير من الأنوثة ولا بتمسها بشيء، بس لو مش بتحبيها ماتلعبيهاش عشان هي عاوزة حب مش عاوزة مجرد إنك تلعبيها وخلاص"، رسالة أول مدربة كمال أجسام في مصر للبنات والفتيات، تحمل التحدي والثقة، والحلم في تمثيلهن في المحافل العالمية، كأقوى امرأة في مصر والعالم.