«خور عواضة»: «النمل الأبيض» يلتهم أسقف بيوت الجبل

كتب: هدى رشوان وسمر نبيه

«خور عواضة»: «النمل الأبيض» يلتهم أسقف بيوت الجبل

«خور عواضة»: «النمل الأبيض» يلتهم أسقف بيوت الجبل

فى «خور عواضة»، إحدى قرى بندر أسوان، «محمود، أحمد، مصطفى، سلامة، أحمد، ومتولى»، أطفال لا يتجاوزون الثالثة عشرة من العمر، يعملون فى حمل الرمال طيلة الشتاء لبناء البيوت التى لا يمر شتاء دون أن تتهدم مع المطر، فيسترزقون بـ70 جنيهاً مقابل الحمولة التى يحملونها على ظهورهم لارتفاعات عالية تتجاوز الـ2 كيلومتر، فالبيوت فوق الجبال، وكأن خسائر البيوت مكاسب لهؤلاء الأطفال. بنظرة حزن يقول محمود أحمد، طفل فى الثانية عشرة من العمر: «لسه من يومين وقع بيت هنا، وقع لوحده على أهله، كلهم ماتوا ما عدا أحمد الصغير، البيوت بتقع هنا من هزة حجر، وبيوت بتقع من المطر، والناس بتفضل تبنى اللى بيقع عشان تعيش».

مصطفى عسلان، 13 سنة، يصف حاله: «إحنا هنا مش بنشيل الرمل بس عشان ناخد فلوس نأكل بها أهلنا، إحنا كمان بننزل الجبل كله ونطلعه 10 مرات وأكتر فى اليوم عشان نشيل الميّه ونطلعها لبيوتنا فوق نشرب وعشان نشترى الأكل ونجيب كل حاجتنا». بين جبلين تقع منازل «خور عواضة»، بين الارتفاعات الشاهقة توجد البيوت التى بنيت من أسفل الجبلين على الأرض، وحتى وسط هذه الجبال، فى المساحات الفارغة، استغل الأهالى هذه المساحات، لبناء منازل من الطوب اللبن، أسفل المنازل المبنية على حجارة، ليواجه أهالى هذه البيوت خطرين، سقوط منازلهم بسبب الحجارة، أو بسبب السيول التى تغرق كل البيوت بين الجبلين كل شتاء، وكأن «ريما» لا تتعلم من عاداتها القديمة.

بقطع من الصاج، وأعمدة من الحديد، سقفت بعض هذه البيوت، والجمعيات الأهلية لا تستطيع الوصول لها لحمايتها من المطر الذى يغرقها، فلا يمكن تسقيفها بالخشب الذى يأكله النمل الأبيض. سلوى عبدالفتاح، 35 سنة، تصف حالها: «عشت فى أوضة واحدة من 30 سنة هنا وسط الجبل، بعدها عرفت أنا وجوزى ننحر جزء تانى من الجبل، ونبنى أوضتين تانيين، حوّطنا عليهم بالطوب، عشان يفصلنا عن البيتين اللى جنبنا، بس البرد بياكلنا أكل، والمطرة بتغرّق البيت، عايزين سقف بالصاج يحمينا من المطر، الجو هنا بالليل برد شديد».

أما بيت رمانة متولى، 60 سنة، فرائحته تفوق أى كلمات لوصف بشاعتها، وقوع البيت داخل جوف فى الجبل منع دخول الشمس والهواء له، ليستطيع أهله فقط تحمله، رضوخاً لذل الزمن وضيق الحال. تقول «رمانة»: «البيت من غير سقف، والمتعرش من الأوض بالخوص والبطاطين، بينزل علينا المطر واحنا نايمين، عايزين بس سقف، ما احنا لو معانا كنا سقفنا، بس نجيب منين؟ أنا جوزى مابيشتغلش، مفيش شغل.

 


مواضيع متعلقة