"البوعزيزي" يتكرر مرتين في الأهواز.. ولم يحدث "ربيع إيراني"

كتب: ميسر ياسين ومحمد علي حسن

"البوعزيزي" يتكرر مرتين في الأهواز.. ولم يحدث "ربيع إيراني"

"البوعزيزي" يتكرر مرتين في الأهواز.. ولم يحدث "ربيع إيراني"

الزمان: الاثنين 23 مارس 2015، المكان: إيران، الحدث: كان الآلاف من الأهواز يشيعون جثمان "يونس عساكرة"، الشاب ذو الـ34 ربيعًا الذي أشعل النار في نفسه يوم 14 مارس، أمام البلدية احتجاجا على مصادرة كشك الفاكهة الذي كان مصدر رزقه الوحيد ووسيلة لإعالة أسرته الفتية.

تم نقل يونس مطهري إلى مستشفى في طهران بعدما فشل الأطباء في الأهواز والمحمرة من علاجه، حيث غطت الحروق 90% من جسده، بالإضافة إلى إصابته بجروح بليغة أخرى، وحوَّل المشيعون مراسم الدفن إلى احتجاجات واسعة النطاق، حيث ردد المشاركون هتافات باللغة العربية ضد سياسات الحكومة الإيرانية التمييزية.

ما فعله "مطهري" قام به من قبل شاب في تونس، تسبب في اندلاع ثورات الربيع العربي، لكن الأمر مختلف في إيران، فالنظام يحكم إقليم الأهواز بقبضة من حديد، فبحسب تقرير منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، فإن بعض المصادر أبلغت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية (AHRO) أن الشرطة حاولت تفريق الحشد الذي كان متوجها نحو مقاطعة "كوت الشيخ" في المحمرة (خرمشهر) لحضور جنازة "يونس عساكرة" وتقديم التعازي والتضامن مع عائلة الفقيد، لكنهم لم يستطيعوا وقف الحشد الذي بدأ يتدفق من مدن مختلفة من المحافظة للمشاركة في الجنازة.

ونشر النشطاء تسجيلات فيديو وصورا لمحتجين وهم يرفعون صور "يونس" ولافتات تحمل شعارات حماسية بالعربية بينما يرددون: "بالدم والروح نفديك يا أهواز ويونس أمَر.. بالثورة.. الثورة"، ولم تتخذ السلطات أي إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن هذا الأمر وإنما حذروا عائلة يونس من إقامة جنازة له خوفًا من قيام احتجاجات.

وفي هذا السياق، ذكر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أن كي مون، الذي قدم أمام أعمال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك، في الفقرة 58 أنه "ألقي القبض على نحو 1000 شخص في 17 مارس 2015 لاحتجاجهم على محنة عربي من خُرمشهر (المحمرة) يدعى يونس عساكرة، أضرم النار في نفسه رداً على مضايقات السلطات المحلية له بصورة متكررة فيما يتعلق بالترخيص للكشك الذي كان يبيع فيه الخضار والفاكهة".

وبحسب تقرير "كي مون"، فإن يونس توفي بعد رفض تقديم العلاج الطبي المناسب له وتفيد التقارير بأن معظم المتظاهرين أُفرج عنهم بعد توقيعهم تعهداً، وعلاوة على ذلك، ففي الفترة من منتصف مارس إلى أبريل 2015، اعتُقل واحتُجز ما يقرب من 100 من عرب الأهواز، بما في ذلك ناشطون وعدة قُصَّــر، في أعقــاب احتجاجات سلمية نُظِّمت غداة الذكرى السنوية العاشرة لانتفاضة الأهواز".

وذكرت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية أن تفشي الفقر وتدهور الظروف المعيشية بين المواطنين الأهواز أصبح شيئًا لا يطاق، وغالبا ما تتوفر فرص العمل للمهاجرين الذين تجلبهم السلطات الإيرانية من المدن الإيرانية الأخرى، في حين يتم حرمان السكان المحليين من فرص العمل والحياة الكريمة بينما يعيشون فوق بحر من النفط.

الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشعل فيها أحد الأهواز النار في نفسه احتجاجًا على ظروف الحياة الصعبة في الأهواز، فمهدي مجدّم البالغ من العمر 32 عامًا أحرق نفسه أيضًا أمام مبنى محافظ الأهواز يوم الثلاثاء 16 أبريل 2013 حيث توفي بعد أيام فقط من وقوع الحادث.


مواضيع متعلقة