الكوارث البيئية تحاصر عرب الأهواز.. والحكومة الإيرانية ترفض المساعدة

الكوارث البيئية تحاصر عرب الأهواز.. والحكومة الإيرانية ترفض المساعدة
شهدت مدن الأهواز على مدى السنوات القليلة الماضية، موجات من العواصف الرملية عطّلت الحياة اليومية للمواطنين، كما دفعت جزيئات الغبار العالقة بآلاف من المدنيين للهرع إلى قسم الطوارئ بالمستشفيات، سعيًا للعلاج من آثارها.
وبدراسة هذه الظاهرة والكوارث الإنسانية الناتجة عنها، سرعان ما يظهر أنها نتاج سياسات الحكومة لتدمير البيئة وغياب الإدارة في مجال البيئة على مدى العقود الـ3 الماضية، بالإضافة إلى لا مبالاة المسؤولين بالمخاطر التي قد تقع على عرب الأهواز نتيجة لذلك.
وتسببت هذه العواصف في دمار بيئي، فما هي إلا نتيجة لمشاريع السدود التي تقيمها الحكومة الإيرانية على الأنهار التي تتدفق نحو مدينة الأهواز مثل: الدز والكرخة وكارون، ما أدى إلى التصحر والجفاف الذي طال الأهوار "المستنقعات المائية"، ومزارع النخيل في الأهواز، والتي كانت تساعد على تنقية الهواء من ذرات الغبار الملوثة.
كما تتسبب الملوثات المنبعثة من النفط والنفايات الصناعية الأخرى، والدخان المحترق الناجم عن الإحراق السنوي لقصب السكر، أضرارًا خطيرة، ليس فقط على البشر الذين يقطنون هذه المناطق وإنما على البيئة أيضًا.
وكلما ثارت عاصفة رملية كلما تصاعدت تصريحات المسؤولين، لكن ما أن تهدأ العاصفة حتى تخبو تصريحات المسؤولين أيضًا.
فيما يتطلب علاج هذا الأمر برامجًا للتوزيع العادل للمياه، سواء على المدى القصير أو الطويل، وحل مشكلة العواصف الرملية التي تجتاح المدن والقرى الأهوازية.
ويعد الهواء الملوث والدخان الخانق الذي ينتشر ويزداد بشكل واسع على مدينة الأهواز شيئًا مألوفًا بالنسبة للسكان الذين تنغص عليهم، وتهدد حياتهم تلك الأدخنة الضارة الناتجة عن التنمية الصناعية الجامحة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية "WHO)"، تعد مدينة الأهواز الأكثر تلوثًا في العالم، فالجسيمات العالقة في هواء مدينة الأهواز وفقًا للمقياس "PM10" تبلغ 372 ميكرو جرامًا في المتر مكعب، وهذا يفوق النسبة في ثاني أكثر دول العالم تلوثًا "عاصمة منغوليا أولان باتور" بأكثر من الثلث.
وألقى هذا المستوى المذهل من تلوث الهواء بظلاله على السكان المحليين الذي ينتمي معظمهم إلى الأقلية العربية المضطهدة، حيث يبلغ متوسط العمر أدنى مستوى له في إيران، وتبلغ الإصابة بمشكلات الجهاز التنفسي والسرطان أعلى معدلاتها.
من جانبها، سعت الحكومة الإيرانية إلى لوم الولايات المتحدة الأمريكية على التلوث، مدعية أن الغبار السام نتيجة لاستخدام قنابل اليورانيوم المنضب "هو ناتج ثانوي من عمليات تخصيب اليورانيوم"، خلال حرب العراق، إلا أن مستويات الـPM10 في مديني الكويت وبوشهر القريبتان أقل بكثير مما هي عليه في الأهواز، كما أن المدينتين لا تعانيان من أمراض الجهاز التنفسي التي يعاني منها سكان منطقة الأهواز؛ فمدينة الأهواز لديها أسوأ سجل على الإطلاق في منطقة الخليج.
ولقد ساهم في هذا التلوث عوامل التصحر الناجم عن تحويل مجرى الأنهار وتجفيف الأهوار، بالإضافة إلى مصانع النفط والبتروكيماويات والمعادن والسكر والورق في الأهواز وما حولها.
وتشهد المنطقة دمارًا بيئيًا لا يمكن إصلاحة، ولقد وجه برنامج الأمم المتحدة للبيئة "UNEP" تحذيرًا رسميًا إلى منظمة البيئة الإيرانية، يفيد بأن جنوب غرب إيران ستواجه وضعًا مماثلًا للكوارث البيئية، التي أصابت بحر آرال في آسيا الوسطى وأدغال الأمازون.
إذ إن المنطقة تمتلئ بالمستنقعات والأنهار التي تحتوي على أنواع مهددة بالإنقراض من الأسماك والطيور المهاجرة، كما يعتمد المزارعين والصيادين الأهواز على المياه لكسب قوتهم.
وعلى مدى عام فشلت الاحتجاجات التي قام بها آلاف المواطنين ونشطاء المجتمع المدني حيث كانت هناك عدة تجمعات ومسيرات على ضفاف نهر كارون في الأهواز للاحتجاج في إيقاف مشاريع نقل المياه لنهر الإقليم إلى محافظات وسط إيران وتجفيف نهر كارون.