كيري يدعم السعودية في أزمة إيران.. ويحث على استئناف الطرق الدبلوماسية

07:47 م | الخميس 14 يناير 2016

أبدى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، دعمه للمملكة العربية السعودية، في الأزمة التي يتسع نطاقها مع إيران عقب إعدام الرياض رجل دين شيعيا، فيما حث خصومها في المنطقة على استئناف الحل الدبلوماسي.

يأتي العمل المتوازن لواشنطن في وقت تستعد فيه إدارة أوباما لتخفيف عقوبات بقيمة مليارات الدولارات على إيران، والحصول في الوقت ذاته على دعم طهران لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

والتقى كيري وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، في خضم الجهود الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، والصعوبات الخاصة التي تواجهها أمريكا مع المملكة السنية. كما تزامنت المحادثات أيضا مع جهود إيران لتلبية بنود الاتفاق النووي الذي وقع صيف العام الماضي. وما إن تنتهي إيران من مهمتها، ربما خلال الأيام القادمة، ستبدأ في جني فوائد اقتصادية هائلة.

تشعر السعودية، التي أبدت تحفظات على اتفاق يوليو، بالانزعاج من اليورانيوم الإيراني المخصب والجرأة الإيرانية. وقد عرضت الولايات المتحدة على السعوديون ضمانات أمنية إضافية لكنها لا تزال منزعجة بشأن عمليات الإعدام الجماعية التي نفذتها في الثاني من يناير، الأمر الذي أثار الأزمة الأخيرة مع إيران. وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عقب اقتحام متظاهرين ايرانيين السفارة السعودية في طهران.

وطالب كيري، خلال محادثاتهما في أحد فنادق لندن دول الشرق الأوسط، بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، في إشارة إلى الاتهامات السعودية لإيران بإذكاء الاضطرابات الشيعية في جميع أنحاء الممالك السنية في الخليج العربي.

كما شدد كيري على أهمية الدبلوماسية بعد أيام فقط من سلسلة مكالماته الهاتفية المحمومة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لتأمين الإفراج عن 10 بحارة أمريكيين احتجزتهم إيران على جزيرة بالخليج.

وقال كيري، للصحفيين، إن الولايات المتحدة تتفهم "التحديات التي تشعر بها المملكة والدول الأخرى في المنطقة تجاه التدخل في بلدانهم". وأكد كيري على وقوف واشنطن إلى جانب أصدقائها، قائلا: "لكننا نريد أيضا أن تنجح الدبلوماسية. نريد أن نحاول أن نرى ما إذا كانت هناك وسيلة، والمضي قدما، لحل بعض هذه المشاكل دون الانتقال إلى صراع أكبر".

وقال كيري، واصفا ذلك بأنه رسالة ينقلها في محادثاته العادية مع ظريف: "آخر ما تحتاجه المنطقة هو المزيد من الصراع، أنا أعلم أن المملكة العربية السعودية تتفق معي في ذلك"، من جانبه أكد الجبير على أهمية التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية.

وقال الجبير، مشبها عدم الاستقرار الإقليمي الحالي بغزو صدام حسين الكويت احتلاله عام 1990: "إن أكثر الطرق فعالية بالنسبة لنا لحل هذه التحديات هي من خلال شراكتنا الوثيقة والتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية". وأشار إلى أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستتعامل مع التحديات "بطريقة تحافظ على مصالح بلدينا".

بيد أن إدارة أوباما لا تريد أن تلعب دور الوسيط بين السعوديين والإيرانيين، ذلك التردد الذي أثار انتقادات من كتلتي اليسار واليمين. فيرى النواب الجمهوريون في الكونجرس أن الرئيس قلق للغاية تجاه الحفاظ على الاتفاق النووي، كأحد إنجازات سياسته الخارجية، وأنه مستعد بدرجة كبيرة للتضحية بالدعم الأمريكي الكبير في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل. وقد حاولت جماعات حقوق الإنسان عبثا إدانة النظام القضائي السعودي الذي حكم بإعدام رجل الدين الشيعي وآخرين.