باحثون في الحركات الإسلامية: إعلام "داعش" يساهم في جذب أكبر عدد من الشباب

05:42 م | الخميس 14 يناير 2016

"وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديهم القدرة على جعل المذنب برئ وجعل الأبرياء مذنبين، وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير"، هكذا وصف الناشط الأمريكي مالكوم أكس، تأثير الإعلام على الجماهير، وهذا ما أدركه تنظيم "داعش" الإرهابي، بإنشائه المؤسسات الإعلامية المختلفة سواء الصحف أو المجلات مثل مجلة "دابق" الداعشية، وإذاعة "البيان" بالإضافة إلى استخدامها للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخر هذه الأدوات الإعلامية حينما اخترقت "النايل سات" وبثت قناتها الفضائية، وأطلقت كتابها الذي يحمل عنوان "المبادئ التوجيهية للسلامة والأمن للمجاهدين والخلايا الصغيرة" لتقديم النصائح لمقاتليها الجدد.

وقال الشيخ نبيل نعيم، القيادي الجهادى السابق لـ"الوطن"، إن تنظيم "داعش" يستخدم الإعلام لتجنيد عناصر جديدة، مضيفا أن داعش يستخدم الإعلام بطريقة جيدة لأنه يمتلك مجموعات كبيرة وعناصره يتحدثون لغات أجنبية مختلفة ويستطيع التنظيم تصدير إعلامه بلغات عدة.

وأضاف أن الكثير يشاهد إعلام "داعش" حيث تجري وسائل الإعلام وراء إعلام التنظيم الإرهابي، لمشاهدة نشر عمليات القتل التي يبثها عبر وسائله الإعلامية، بالإضافة إلى أن الكثير من الجماهير يشاهد وسائلهم الإعلامية من باب الفضول.

وأوضح "نعيم" أن تنظيم "داعش" يستطيع جذب عناصر شبابية جديدة لأن بعض الشباب يبحث عن كل ما هو مثير.

ووصف "نعيم" إعلام "داعش" بأنه "قوي" ونصح بمواجهته فكريا مثل بث البرامج التليفزيونية للرد على أفكارهم الخاطئة.

ورأى "نعيم" أن "كل ما يبثه تنظيم داعش عبر وسائله الإعلامية يعتبر نقطة ضعف بالنسبة لهم، لأننا نستطيع أن نشاهد فكرهم ومعرفتهم أكثر".

وأضاف الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث في الحركات الإسلامية، لـ"الوطن" أن تنظيم "داعش" يمتلك أكثر من 15 مؤسسة إعلامية، أبرزهم "قناة أجناد الأرض"، و"مؤسسة الحياة" والتي تصدر مجلة "دابق" باللغة الفرنسية واللغة التركية، بالإضافة إلى إصدارها دورية "أبناء يهود".

وأضاف "عبدالمنعم"، أن "داعش" يهتم بتعليم النشء وإصدار دوريات مختلفة عن التاريخ والشعر والجغرافيا، بالإضافة إلى الاهتمام بتعليمهم التدريبات العسكرية.

وأشار إلى أن "داعش" يجذب الكثير من الشباب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ويستغل الأحداث التي تجري في العالم الإسلامي من عنف وقتل ويبدأ في إثارة نعرة الجهاد والقتل بزعم نصرة الإسلام، ثم يبدأ في التواصل معهم وهدايتهم ببعض الهدايا وإعطائهم التعليمات ومناهجهم.

ومن الناحية الإعلامية، قال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابق والخبير الإعلامي لـ"الوطن"، إن تنظيم "داعش" الإرهابي يدرك جيدا تأثير الإعلام على الجماهير سواء كان إعلام مطبوع أو مرئي، ويستخدمه لتصدير الخوف لأعدائه ولجذب أكبر عدد من الشباب الضال.

وأضاف أن "داعشط يستخدم الإعلام بشكل جيد، ويتطلب التصدي له برامج توعية لسد المنابع التي تؤدي للإرهاب مثل القضاء على بطالة الشباب وتمكينهم سياسيا.

ورأى "مكاوي"، أن إعلام داعش قوي بالنسبة للشباب المحبط والمضلل ويستطيع جذبهم بسهولة، ولكنه ضعيفا بالنسبة للشباب المتعلم والواعي.

وتعجب "مكاوي" من الجهة التنظيمية التي منحت "داعش" الترخيص لإطلاق قناتهم الفضائية، مضيفا: "ليس بالتأكيد من النايل السات المصري، ولكنه توجد أقمار صناعية تدور حول النايل السات المصري، ومن الممكن منع القناة إذا عرفت هذه الجهة وتم مقاضاتها والضغط عليها لحذف هذه القناة".