100 عام على الحركات الإسلامية بإندونيسيا.. بدأت تعليمية وانتهت "عنيفة"

11:45 م | الخميس 03 سبتمبر 2015

لم تعد العلاقة بين الحركات الإسلامية في إندونيسيا والنظام الحاكم عقب مرور 100 عام على ظهورها على الوجه الذي يفضله أنصار تلك التيارات، بخاصة مع اتهامها بالعنف وتدبير حوادث إرهابية، كان آخرها تفجير "بالي" الذي وقع عام 2002، وبناءً عليه اعتقلت السلطات الحاكمة عددا من أعضاء الجماعة، ونفذت فيهم أحكام إعدام عام 2008.

ورغم البداية الناجحة التي حققتها "الجمعية المحمدية"، وهي إحدى الحركات الإسلامية التقليدية التي تأسست عام 1912 ويبلغ عدد أعضاؤها 25 مليون عضو، وتعتمد في عملها على قطاع التعليم وإنشاء المدارس، إضافة إلى النجاحات التي حققتها رابطة نهضة العلماء، والمؤسسة عام 1926، إلا أن الحركات الإسلامية في إندونيسيا انجرفت إلى العمل السياسي وهو الطريق الذي أودى بها في النهاية إلى "خط العنف".

في عام 1984 وبالتزامن مع استقلال إندونيسيا، أعلن كارتوسوريجو الدولة الإسلامية بعد أيام فقط من إعلان سوكارنو ومحمد حتا الاستقلال، لتبدأ موجة جديدة من التمرد المسلح ضد دولة الاستقلال الجديدة انطلاقا من جاوا الغربية تحت اسم "دار الإسلام".

وتمكنت الحركة خلال الفترة ما بين 1949 و1953 من استقطاب المزيد من الحلفاء والمؤيدين لها في جاوا الوسطى وكالمنتان وآتشه وجنوب سولاويزي تحت اسم حركة "تنتارا إسلام إندونيسيا" بقيادة قاهر مذكر، الذي كان ضابطا في الجيش وعمل في فريق الحماية الشخصية للرئيس سوكارنو، لكن الحركة دخلت طريق العنف بقوة في بداية التسعينات عقب تشكيله تيار مسلح جديد تحت اسم "إرهاب ورمان" نسبة إلى قائد الفصيل موسى ورمان الذي خطط لقتل العديد من المخبرين الذين ساعدوا السلطات في اعتقال قيادات رابطة الإسلام.

"نداء الإسلام" لا تعد الحركة السياسية الإسلامية الوحيدة في إندونيسيا، وإنما شهدت البلاد تأسيس حركات أخرى من بينها الجماعة الإسلامية، إضافة إلى فرع جماعة الإخوان هناك، وخلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، حاولت الحركات الإسلامية الهروب من الملاحقات الأمنية، فقامت الحركات الكبيرة بتفتيت نفسها إلى حركات صغيرة، فتحولت الجماعة الإسلامية إلى حركة صغير تحمل اسم "كوماندو جهاد"، الذي بقي هو الآخر فصيلا يؤمن بالعنف المسلح على قيد الحياة تحت قيادة أجينغان مصدوقي الذي تحول إلى إمام لكامل الجماعة عام 1987 .

وفي أغسطس عام 2000 اجتمعت مجموعة "نغروكي" بعد تفرق دام سنوات في مؤتمر بمدينة جوغجاكرتا سمي بـ"كونجرس المجاهدين"، ليظهر للعلن "مجلس مجاهدي إندونيسيا"، والذي شكلت قائمة قياداته في أغلبها من مجموعة "نجروكي" لتبدأ عمليات عنيفة في أنحاء متفرقة من البلاد.

وبعيدًا عن مشهد العنف الذي ارتبط تاريخيًا بالجماعة الإسلامية، بقي حزب "العدالة والرفاهية" الامتداد الفكري والتنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين، يؤمن بالعملية السياسية، والذي يعود امتداده لحزب "العدالة" المؤسس في يونيو 1998م، وتغير اسمه لحزب "العدالة والرفاهية الإسلامي" في أبريل 2002، وحقق الحزب في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل 2014، النسبة الأكبر في مقاعد البرلمان، وتعبر تلك الانتخابات هي الرابعة منذ سقوط نظام سوهارتو في مايو 1998 أو ما يعرف بـ"عهد الإصلاح".

لكن تظل العلاقات بين الحركات الإسلامية والسلطات الإندونيسية متوترة للغاية مع تعدد المناهج التي تؤمن بها تلك الحركات، حيث يحاول بعضها البعد عن الصدام بالسياسة فيما يقبع آخرون في دائرة العنف التي تظهر ملامحها بعمليات متفرقة من حين إلى آخر.