مرصد "الأزهر": الإسلام نهى عن بيع السلاح في أيام الفتن

كتب: وائل فايز

مرصد "الأزهر": الإسلام نهى عن بيع السلاح في أيام الفتن

مرصد "الأزهر": الإسلام نهى عن بيع السلاح في أيام الفتن

قال مرصد الأزهر إن الشريعة الإسلامية نهت عن بيع السلاح أيام الفتن، خاصة للفئتين المتقاتلتين من المسلمين، لما في ذلك من تزكية الفتنة وتأجيج نار العداوة وزيادة الهرج، وما يستتبع ذلك من وقوع قتلى وازدياد عدد الضحايا ممن لا جُرم منه ولا ذنب له من الأطفال والشيوخ والنساء.

وأضاف المرصد أن النهي عن بيع السلاح في وقت الفتنة جاء صريحا عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فيما رواه عمران بن حصين، رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ"؛ لأن بيع السلاح حينئذ يشجع على الاقتتال ما يؤدي إلى عكس مقصود الشارع الذي أمر بوأد الفتنة، وإقامة الصلح بين الفئتين المتقاتلتين، قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الحجرات:9.

وتابع أن من مناقب الحسن بن علي، رضي الله عنه، والتي أفصح عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لبيان شرفه والاقتداء به، قوله "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ"، وكان ذلك عندما تنازل الحسن، رضي الله عنه، عن الخلافة لمعاوية، رضي الله عنه، وكان أحق الناس يومئذ بهذا الأمر فدعاه ورعه وشفقته على أمة جده (صلى الله عليه وسلم)، إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، ولم يكن ذلك لقلة ولا ذلة، فبايعه على الموت 10 ألفا، بل كان ذلك حقنا للدماء وإصلاحا بين الفئتين العظيمتين من المسلمين.

واستطرد "ما يميز التشريع الإسلامي أنه صالح لكل زمان ومكان، بما اشتمل عليه من مبادئ عامة وقواعد كلية يمكن أن يدخل تحتها، ويُخرَّجُ عليها كثير من المسائل والفروع التي تُستجدُّ هنا أو هناك في كل عصر وآن"، مشيرا إلى أن من هذه المبادئ العظيمة التي ينعم في ظلها المجتمع: الحث على التعاون على البر والتقوى والنهي والتحذير من التعاون على الإثم والعدوان، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وندب الله تعالى إلى التعاون على البر وقرنه بالتقوى؛ لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البر رضا الناس، فمن جمع بينهما فقد اكتسب رضا الله تعالى وحب الناس، وإذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "الدال على الخير كفاعله"، فإنه يفهم منه أيضا أن الدال على الشر كصانعه، لأن من القواعد المقررة في الشريعة الإسلامية أن: "الإعانة على المعصية معصية"، والله تعالى يقول: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.


مواضيع متعلقة