مسئول فى «الصحة» يفجر مفاجأة: 100 طبيب طوارئ فقط فى مصر و«الاستقبال المسائى» لا يعرف سوى جهاز الضغط والمسكنات

11:01 م | الأحد 10 يناير 2016

قال مصدر مسئول بوزارة الصحة إن أعداد الأطباء المتخصصين فى «نيابة الطوارئ» لا تتجاوز مائة طبيب على مستوى الجمهورية، نظراً لرفض غالبية طلاب كلية الطب التسجيل فى هذا التخصص «علشان مافيهوش سبّوبة وماينفعش يفتح عيادة بيه، فغالبية الطلاب بيسجلوا فى الأقسام اللى ينفع يشتغلوا بيها بعد أوقات العمل الرسمية فى المستشفيات الحكومية، زى الأنف والأذن والجهاز الهضمى والكبد والنساء والتوليد وغيرها من التخصصات الحيوية اللى بتجيب فلوس».

{long_qoute_1}

وأضاف المصدر أن أقسام الاستقبال والطوارئ فى المستشفيات الحكومية أثناء فترة المساء تكون بها أدوية مسكّنة فقط «حبوب وحقن»، بالإضافة إلى جهاز أكسجين بكل مستشفى، فى ظل وجود طبيب أو طبيبين على الأكثر فى حالة المستشفيات الحيوية، أما باقى الأقسام مثل الأشعة ومعامل التحاليل فيتم غلقها بانتهاء الفترة الصباحية ولا تعمل فى المساء، ويكون طبيب الاستقبال مسئولاً فقط عن تسكين آلام المرضى الذين يدخلون إليهم فى المساء، وقياس الضغط، وفى حالة خطورة الحالة يتم وضعها على أجهزة الأكسجين، باستثناء ذلك لا يكون لدى طبيب الاستقبال ما يقدمه للمرضى.

وعن حالات الحوادث والنوبات القلبية التى تحتاج إلى رعاية مركزة ومتابعة بشكل سريع، أشار المصدر إلى أن غرف العناية المركزة لا يتم إدخال المرضى إليها لحظة دخولهم المستشفيات، نظراً لازدحامها بشكل مستمر، لذا يكون على المريض انتظار فترة زمنية ليست بالقصيرة لحين خلوّ سرير له، أما النوبات القلبية وما شابهها، فيكون التعامل معها بالمتابعة فقط، لأن كل مستشفى يكون به طبيب امتياز أو اثنان على الأكثر، مسئولان عن ملاحظة عدد هائل من المرضى، وغالباً يتم استخدام أجهزة الأكسجين للتعامل معهم ومحاولة إفاقتهم، لذا فما يتعرض له أطباء الاستقبال من إهانات ومشاحنات من قبَل أهالى المرضى الذين يرغبون فى سرعة إسعاف ذويهم ليس له مبرر، لأن الطبيب يكون مكلفاً بمهام معينة، ولديه إمكانات لا يستطيع تجاوزها، والشجار وارتفاع الصوت لن يأتى بنتيجة سوى تعطيل الطبيب عن متابعة الحالة.

وأكد المصدر أن منظومة الطوارئ والاستقبال فى المستشفيات العامة يجب إعادة النظر فيها بشكل عاجل، ليس فقط من قبَل وزارة الصحة التى تعمل فى حدود إمكانات محددة، وإنما من القيادة السياسية، عن طريق تخصيص مستشفى للطوارئ يتم توزيعه جغرافياً على المحافظات بشكل يتلاءم مع عدد السكان، يعمل بكامل قوته على الأرض، وليس للاستهلاك الإعلامى فقط كما حدث من قبل، ولا مانع من تحصيل رسوم رمزية من المرضى فى مقابل تقديم خدمة لهم، خاصة إذا قورنت تلك المبالغ الرمزية بالتى يضطر المرضى لدفعها فى العيادات الخاصة التى وصل سعر الكشف فى بعضها إلى ألف وخمسمائة جنيه، لأنه ليس من المعقول أن يتم الارتكاز إلى نظرية «أصلهم بيتعالجوا ببلاش»، ومقابل تلك المبالغ الرمزية يتم تجديد الأجهزة وتحسين الخدمة وتوفير أدوية أخرى للمرضى غير المسكّنات التى يرفضها أهالى المرضى ويطالبون بتشخيص حالات ذويهم بالشكل اللائق، ومن ثم يقع العديد من الاشتباكات اليومية بينهم وبين أطباء امتياز لا يملكون فى منظومة الصحة سوى العمل بالإمكانيات المتوافرة لهم فى الأوقات المحددة لعملهم.