«أم المصريين»: شهران على غلق الاستقبال والطوارئ وغياب الأطباء
«أم المصريين»: شهران على غلق الاستقبال والطوارئ وغياب الأطباء
الوضع فى مستشفى أم المصريين لا يختلف كثيرا عن غيره من المستشفيات التى اضطرت لغلق أقسام الطوارئ والاستقبال بها تجنبا للصدام مع البلطجية الذين لا يكفون عن الهجوم عليها وإهانة الأطباء وجميع العاملين فيها.
شهران كاملان والمرضى الذين يسكنون المنطقة المحيطة به يضطرون للبحث عن غيره لتلقى العلاج بسبب غلق قسم الاستقبال بعد تعرضه للهجوم أكثر من مرة، كان آخرها قيام أقارب إحدى المصابات فى حادث سقوط من طابق علوى بضرب وإصابة عدد من الممرضات وأفراد الأمن بالمستشفى، الأمر الذى صاحبه إغلاق قسم الاستقبال والطوارئ، واكتفت إدارة المستشفى بفتح العيادات والداخلى فقط لمنع الاحتكاك بين الأطباء وبين أهالى المصابين.
الحالات المرضية التى تذهب إلى المستشفى لتلقى العلاج كثيرة ولكنهم لا يجدون أمامهم سوى بعض أفراد الأمن الذين يخبرونهم بأن الاستقبال مغلق وأن المستشفى خالٍ من الأطباء، مما يضطرهم إلى الانصراف.
الحاجة سوسن (68 سنة) مريضة بالكبد، قررت أن تتحمل آلام بطنها لحين عودة ابنها من العمل ليصطحبها إلى المستشفى لكى تخضع للكشف الطبى «علشان يدونى حاجة تضيع النار اللى فى بطنى»، وبالفعل استأجر ابنها عصام سيارة وجاء بوالدته إلى المستشفى ممسكا بذراعها اليمنى وترك اليسرى لزوجته، وبمجرد نزولهما من السيارة طلب منه صاحب الكشك الموجود أمام المستشفى عدم إرهاق والدته «لأنها مش ناقصة»، وأخبره بأن جميع أقسام المستشفى مغلقة، انتابت الابن -الذى يغطى الهدوء وجهه- حالة من الحيرة الشديدة، وقرر أن يكمل مشواره إلى الداخل، وما هى إلا دقائق معدودة وخرج بعدها من المستشفى متوجها إلى السيارة بعد أن فشل فى العثور على أحد الأطباء بالداخل.
أكد أحد الأطباء بالمستشفى -الذى رفض ذكر اسمه- أن المستشفى أصبح مكانا «لتخليص الحق» بين البلطجية وبعضهم البعض، فبمجرد وصول المريض المصاب فى مشاجرة إلى المستشفى يأتى خلفه عدد من الذين كانوا يتشاجرون معه لضربه داخل المستشفى، فى الوقت نفسه يكون هناك حشد من أهالى المصاب لحمايته، كل ذلك والأمن فى غياب تام ولا يحس أحد بوجوده.
الدكتور خيرى عبدالدايم، نقيب الأطباء، قال: «كثرة الهجوم على المستشفيات والأطباء العاملين بها يرجع فى الأساس إلى غياب الأمن، لأنه ليس من المعقول أن يتم حماية مستشفى كامل بخمسة أفراد شرطة عسكرية فى الوقت الذى يزيد فيه عدد البلطجية الذين يهاجمون المستشفيات عن العشرات، بالإضافة إلى ضرورة تحسين الخدمات المقدمة للمرضى فالعديد من الأمصال غير متوافرة، لأن عدم رضا أهالى المرضى عن الخدمة المقدمة لأقاربهم يضطرهم إلى مهاجمة وتخريب كل شىء أمامهم»، وأضاف: «قبول وزير الصحة بميزانية متدنية لا تتيح للقطاع الطبى تقديم خدمات معقولة لجمهوره، تعتبر حجر الأساس فيما آلت إليه حالة المستشفيات الأمنية الآن».