أبرز مواقف دول الشرق الأوسط تجاه إيران بعد إعدام "النمر"

كتب: دينا عبدالخالق

أبرز مواقف دول الشرق الأوسط تجاه إيران بعد إعدام "النمر"

أبرز مواقف دول الشرق الأوسط تجاه إيران بعد إعدام "النمر"

أسبوع واحد كان كفيلا بقلب الموازين وتغيير خريطة الشرق الأوسط بالنسبة لإيران، بعد إعدام القيادي الشيعي آية الله الشيخ نمر باقر النمر و46 آخرين، حيث كان بمثابة "القشة" التي قسمت ظهر العلاقات "السعودية - الإيرانية"، حيث سارعت إيران بالتنديد بذلك الحكم وتوجيه الاتهامات لـ"آل سعود"، واقتحم عناصر من ميليشيات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني القنصلية السعودية بمدينة "مشهد" في محافظة "خراسان" شمال شرق إيران، حسب اتهامات المملكة، وأشعلوا النيران بقسم من المبنى، لترد المملكة بـ"قطع العلاقات" مع طهران.

ولم يقتصر الموقف السعودي عند ذلك الأمر، حيث تقدمت بمذكرة إلى جامعة الدولة العربية لطلب عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل، وذلك لإدانة الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارتها في طهران وقنصلياتها في مشهد الإيرانية، وإدانة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية الداخلية، وهو ما استجابت إليه الجامعة، كما يعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعه العاجل غدا لمناقشة موقفهم تجاه طهران.

وبعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية، سعت عدة دول إلى مساندة موقف المملكة، بينما لم تدعم أي دولة طهران وظلت تتلقى ضربات عديدة من دول الشرق الأوسط، ففي يوم الاثنين 4 يناير، أعلنت وزارة الخارجية البحرينية، قطع العلاقات الدبلوماسية كاملة مع إيران، بعد أن أعلنت سحب سفيرها من طهران راشد سعد الدوسري في 2015، واعتبار القائم بأعمال سفارة إيران لدى المملكة شخص غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

وقال بيان الخارجية البحرينية إنه "بعد الاعتداءات الآثمة الجبانة التي تعرضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتجسد نمطًا شديد الخطورة للسياسات الطائفية التي لا يمكن الصمت عليها أو القبول بها وإنما تستوجب وعلى الفور ضرورة التصدي لها بكل قوة ومواجهتها بكل حسم".

فيما أوضحت صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، أن مملكة البحرين عن وقف الرحلات الجوية من وإلى إيران.

وبعد ساعات، طردت السودان السفير الإيراني في الخرطوم وكامل البعثة، واستدعى السفير السوداني من إيران، وذلك في اتصال هاتفي مع ولي ولي العهد السعود محمد بن سلمان بن عبد العزيز، موضحة أن ذلك "على خلفية حادثة الاعتداء الغاشم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، تعلن حكومة السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فورا"، بحسب بيان الخارجية السودانية.

وفي نفس اليوم، قررت دولة الإمارات العربية المتحدة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، فضلا عن استدعاء السفير الإماراتي في طهران سيف الزعابي، تطبيقاً لهذا القرار.

وقالت وزارة الخارجية في بيانها "إن هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي والذي وصل الى مستويات غير مسبوقة في الآونه الأخيرة"، مؤكدة أن المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وبعد مرور 24 ساعة، استدعت وزارة الخارجية الكويتية سفير إيران، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، فضلا عن استدعائها لسفيرها من طهران.

ويوم الأربعاء 6 يناير، أعلنت جمهورية جيبوتي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران تضامنا مع السعودية، وسحب سفيرها من إيران، وإمهال البعثة الدبلوماسية 48 لمغادرة البلاد، تلتها، دولة الأردن حيث استدعت السفير الإيراني لإدانة الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية.

كما ظهرت قطر أثناء تطورات المشهد السياسي، حيث سعت إلى تأييد الجانب السعودي، بإستدعاء السفير الإيراني في الدوحة وتسلمه مذكرة احتجاج ضد الاعتداء على السفارة المملكة في إيران.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أعلنت أمس الصومال قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسط الأزمة الدبلوماسية بين السعودية والجمهورية الإيرانية، وأمهلت الدبلوماسيين الإيرانيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وقال بيان وزارة الخارجية الصومالية "تأتي هذه الخطوة بعد فحص وتحقيق دقيق لما تقوم به إيران من مجموعة من الأنشطة التي تزعزع الأمن والاستقرار وتهدد العقيدة والوحدة الوطنية لجمهورية الصومال الفيدرالية".

وفي تدخل غريب، أدان رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، تدخل إيران في الشؤون الداخلية للسعودية، كما استدعت أنقرة السفير الإيراني على خلفية الاعتداء على السفارة السعودية.

بينما نددت مصر وسلطنة عمان بحادثي إحراق السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة "مشهد" الإيرانية، وأكدا ضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية وسلامة الأفراد العاملين بها، والتي كفلتها اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية.


مواضيع متعلقة