محمود جابر: الإخوان خططوا مع الإيرانيين لإنشاء معسكرين لتدريب 50 ألف مقاتل بالساحل الشمالى والصالحية مقابل دعم مشروع «إيران العظمى» للسيطرة على المنطقة

كتب: عبدالفتاح فرج

محمود جابر: الإخوان خططوا مع الإيرانيين لإنشاء معسكرين لتدريب 50 ألف مقاتل بالساحل الشمالى والصالحية مقابل دعم مشروع «إيران العظمى» للسيطرة على المنطقة

محمود جابر: الإخوان خططوا مع الإيرانيين لإنشاء معسكرين لتدريب 50 ألف مقاتل بالساحل الشمالى والصالحية مقابل دعم مشروع «إيران العظمى» للسيطرة على المنطقة

قال محمود جابر، القيادى الشيعى البارز، ومؤسس حزب التحرير، إن علاقة إيران بتنظيم الإخوان كانت قوية جداً، وقائمة على المنفعة المتبادلة وممتدة منذ خمسينات القرن الماضى، وكشف عن محاولة تنظيم الإخوان تمكين الدولة الإيرانية من مصر ومن باقى الدول الأخرى وتسريب وثائق ومعلومات مخابراتية مهمة، وأوضح أن فكر سيد قطب يمثل مرجعية سياسية لقادة الشيعة فى إيران بعد أن تم تأليف 100 كتاب عنه وعن أفكاره. {left_qoute_1}

وأكد فى حواره لـ«الوطن» أن الحرس الثورى الإيرانى ساعد الإخوان فى إقامة معسكرات تدريبية لعناصر الإخوان لتكوين ميليشيات مسلحة تحل محل الشرطة والجيش لكن عزل مرسى أحبط كل هذه المخططات.

■ متى بدأت العلاقة بين إيران وجماعة الإخوان؟

- العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجماعة الإخوان قديمة جداً، وتعود إلى الخمسينات من خلال قيام القيادات والمراجع الدينية بعمل زيارات متبادلة للتقريب بين أفكار الإخوان والشيعة، وتوطدت العلاقات أكثر عن طريق حزب الدعوة فى العراق، وهو الحزب الحاكم الآن هناك، وتعتبر إيران كتب سيد قطب من أهم المراجع الفكرية فى سلطة الدولة الإسلامية.

■ هل معنى ذلك أن كتب سيد قطب تُرجمت إلى الفارسية ومنتشرة هناك؟

- بكل تأكيد، كتب سيد قطب تُرجمت للفارسية ودُرست على المستوى السياسى الحاكم فى إيران، وداخل حزب الدعوة العراقى، على اعتبار أن أفكاره ووجهات نظره قابلة للتطبيق داخل المجتمع الشيعى.

■ وهل كانت هذه الأفكار سبباً فى اندلاع الثورة الإسلامية هناك؟

- عوامل الثورة كثيرة ومعقدة وتخضع لظروف كثيرة، ومن أهم العوامل الدافعة أفكار سيد قطب، ولذلك فإن القائد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران كتب كتاباً عنه وسماه «حياة سيد قطب»، وجدير بالذكر أنه جرى تأليف 100 كتاب عن سيد قطب، وهناك تيار كبير يحكم فى إيران إن لم يكونوا إخواناً مسلمين، فهم يتبعونه فكرياً وتنظيمياً، ولن تجد اختلافاً كبيراً بين أفكار السلطة الشيعية فى إيران والإخوان.

■ بشكل محدد ما نقاط الالتقاء بين إيران وتنظيم الإخوان؟

- كل طرف منهما لديه فلسفة فى التقارب ونقاط الالتقاء، لكن الإخوان لا يستطيعون الوفاء أو تقديم ما يعدون به دائماً، ومن نقاط الالتقاء بين الاثنين أن الإخوان والإيرانيين ليسوا قوميين ولا يحبون الفكر القومى، فالإخوان كانوا يروجون أن القومية غير صالحة للتطبيق وضد الإسلام، والإخوان كانوا يرددون ذلك لجذب غيرهم نكاية فى النظم السياسية العربية، بالإضافة إلى وجود حساسية مفرطة لدى الإيرانيين تجاه أمريكا وبريطانيا، ومخابرات هذه الدول تريد أن يكون لديها طرف ثالث يستطيع اختراق الدولة الإسلامية أو الاتصال بهم.

■ وهل اخترقت إيران المجتمعات العربية من خلال القضية الفلسطينية؟

- الإيرانيون كانوا يريدون أن تكون لهم يد فى القضية الفلسطينية، ونحن نعلم أن فلسطين تخلو من الشيعة، إذن من يستطيع إدخال إيران لهذه القضية؟ والاجابة الإخوان، وبالفعل استطاع الإخوان إلقاء شباكهم للإيرانيين للدخول إلى خيوط الأزمة، واستطاعت إيران استخدام ورقة القضية الفلسطينية لكسر الحصار المفروض عليها والتقرب إلى الشعوب العربية، ونجحت فى ذلك من خلال استخدام خطاب راديكالى ضد إسرائيل، وحتى الآن يعتبر خطاب حسن نصر الله أقوى وأجرأ حديث يهاجم إسرائيل ولن تجد له مثيلاً فى الدول العربية.

استطاعت إيران التقاط البعد النفسى للشعوب العربية من خلال التقرب إليهم بمهاجمة إسرائيل، ودليل ذلك دعم الشعوب العربية لحزب الله فى حربه مع إسرائيل فى عام 2006، حزب الله لبنانى وحسن نصر الله لبنانى المولد والنشأة، لكنه الآن جزء من الدولة الإسلامية وإحدى أذرعها السياسية والعسكرية المهمة فى المنطقة، يحدث ذلك فى الوقت الذى فشلت فيه الراديكالية السنية أو المنظمات المتشددة فى التقرب إلى الشعوب العربية بعد ارتكاب جرائم حرب وقتل المسلمين فى العراق وسوريا وحتى سيناء، لكن حسن نصر الله قال فى خطابه قبل يومين «قمنا بالهجوم ضد العدو الإسرائيلى اللى بيساعد السعودية»، حزب الله يلعب جيداً فى المنطقة ويستخدم عبارات ماكرة جداً لصالح السياسة وفى النهاية الجمهور لا يصفق إلا للعبة الحلوة.

■ وكيف كانت العلاقة بين الاثنين بعد ثورة 25 يناير؟

- علاقة الإخوان بإيران قبل الثورة حددت شكل العلاقة بعد الثورة، والإخوان كانوا يحضّرون أنفسهم للحكم منذ 2005 من خلال تدريبات تلقوها فى عدة دول من خلال مراكز للدراسات السياسية تابعة للمخابرات الأمريكية، واستطاع الإخوان الوصول للسلطة فى تركيا، وكانوا عبارة عن أكبر محل سمسرة فى العالم أو وسيط تجارى وسياسى، إيران لديها أزمات اقتصادية وتريد وسيطاً يبيع لها البترول فكانت تركيا هى التى تقوم بهذه المسألة.

■ وماذا عن علاقة إيران والإخوان فى مصر ميدانياً؟

- حرصت إيران على استخدام جماعة تتمتع بنفوذ إقليمى وعالمى مثل الإخوان، لأنها واثقة من تقديم كل ما تطلبه عكس المؤسسات السيادية المصرية التى لا تبيع المعلومات وأسرارها إلى دول أخرى مثلما فعل الإخوان، وهى القضية التى يحاكم عليها مرسى فى القضية المشهورة إعلامياً بقضية التخابر، الإخوان يتعاملون مع المعلومات والوثائق باعتبارها سلعة معروضة للبيع والأهم قبض الثمن، وعرضت إيران على الإخوان دعماً مالياً قوياً بعد الثورة، مع مساعدتهم فى تكوين وتدريب ميليشيات مسلحة لتحل محل الشرطة والجيش أسوة بالحرس الثورى الإيرانى، وكان التخطيط يقوم على إنشاء معسكرين للتدريب، الأول فى الساحل الشمالى، والثانى فى مدينة الصالحية، على أن يتراوح عدد المتدربين فى المرحلة الأولى بين 20 ألفاً و50 ألف شخص، وهذا الكلام موثق وجرى إثباته من خلال تسريبات ما بعد ثورة 30 يونيو، عرض إيران السخى كان مقابل مساعدة الإخوان لها فى أن تكون مصر بوابة العبور إلى دول شمال أفريقيا ووسط أفريقيا، وأن تكون محطة مهمة لنقل الفكر الإيرانى إلى دول أخرى، لأن إيران لديها مشروع كبير وهو «إيران العظمى» وهو ذو بعد إقليمى، لأنهم يرون أن المنطقة بها فراغ كبير ويجب أن يتم شغل هذا الفراغ، بدلاً من الأمريكان.


مواضيع متعلقة