«باسم» مريض بـ«الأنيميا» نقلوا له دماً فأصيب بـ«الكبد»

كتب: دارين فرغلى

«باسم» مريض بـ«الأنيميا» نقلوا له دماً فأصيب بـ«الكبد»

«باسم» مريض بـ«الأنيميا» نقلوا له دماً فأصيب بـ«الكبد»

جسد هزيل، وعينان زائغتان، ويدان مرتعشتان. هذا ما ستراه من الوهلة الأولى عندما تقع عيناك على باسم محمود أحمد عبدالعظيم، الذى يبلغ من العمر اثنى عشر عاماً، الطفل الصغير يتعكز على والده، مقبلاً من قرية قرنفيل بالقناطر الخيرية، يذهب كلاهما فى رحلة «نقل الدم»، التى اعتادها الطفل منذ ولادته، حينما اكتشف الأطباء إصابته بأنيميا البحر المتوسط، وهو المرض الذى يسبب خللاً فى تركيب الهيموجلوبين داخل كرات الدم الحمراء، ويتطلب أن يحصل المصاب به على نقل دم مدى الحياة. {left_qoute_1}

أنبوب رفيع يتدلى من فتحة صغيرة بالبطن، موصل بجهاز طبى به حقنة تحتوى على دواء يعمل على التخلص من نسب الحديد الزائدة بالجسم، حتى لا تتراكم على الكبد والقلب والطحال، أما الأخير، فاضطر الأطباء فى مستشفى أبوالريش إلى استئصاله بعد أن أصيب «باسم» منذ 5 سنوات بتضخم الطحال.

ولكن يبدو أن الحالة المرضية التى رافقت «باسم» منذ ميلاده لم تمنع الإهمال الطبى من أن يصل اليه، فالطفل الذى اعتاد طيلة 10 أعوام أن ينقل إليه الدم بمستشفى أبوالريش للأطفال أجرى تحليلاً منذ بضعة شهور، ليكتشف والده إصابة ابنه بتليف بالكبد وهذا يعنى أن فيروس سى انتقل إليه منذ فترة طويلة قبل أن تصل حالته لدرجة التليف. يقول «محمود» والده: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عملوا كده فى ابنى، ده أنا راجل على باب الله كنت بشتغل فى سن السكاكين، لكن عنيا تعبتنى وبطلت شغل ومش ورايا غير باسم أنا اللى بأكله واشربه وألف بيه على المستشفيات بعد ما أمه سابتنا من 5 سنين»، ويضيف: «مش كفايا اللى ابنى فيه لا كمان يتنقله فيروس سى؟ أنا عاوز أجيب حقه ومش عارف أعمل إيه». وينهى حديثه قائلاً: «تبرع أحد الأطباء الكبار بعلاج باسم من فيروس سى، وكل ما أتمناه فى الحياة أن يتمكن باسم من إجراء عملية زرع نخاع عشان ما يضطرش ينقل دم كل 15 يوماً، أنا سمعت أنها غاليه بس معرفش بكام، لكن كل اللى أعرفه أن ربنا كبير ومش هيسيبنا».

 


مواضيع متعلقة