في عرف أردوغان الإعدامات بمصر "مذبحة للقانون" والسعودية "شأن داخلي".. وخبراء: "مراوغ"

كتب: سلوى الزغبي

في عرف أردوغان الإعدامات بمصر "مذبحة للقانون" والسعودية "شأن داخلي".. وخبراء: "مراوغ"

في عرف أردوغان الإعدامات بمصر "مذبحة للقانون" والسعودية "شأن داخلي".. وخبراء: "مراوغ"

"السياسة فن الممكن"، وتحت مصطلح "الممكن" تقع العديد من المعاني التي يعرفها العاملين بالسياسة ودارسينها، ومنها "المراوغة" التي تظهر جلية في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي تفسر الإعدامات التي تنفذها البلاد في حق مواطنيها، حسبما تهوى المصالح والعلاقات الدولية.

واعتبر أردوغان، أن الإعدامات في السعودية "شأن داخلي"، حيث قطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، الأحد، على خلفية اقتحام إيرانيين للسفارة السعودية في طهران، ومن قبلها قنصلية المملكة بمدينة مشهد، في تطور خطير للأزمة بين البلدين التي اشتعلت بإعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر و46 آخرين بتهمة الإرهاب.

وعلى بُعد 7 أشهر، كان للرئيس التركي رأيا آخر في أحكام إعدام أخرى أطقلتها مصر، حيث وصف أحكام الإعدام الصادرة بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وزعماء الإخوان المسلمين بـ"مذبحة للقانون والحقوق الأساسية"، وقال إردوغان في بيان رسمي "ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الأحكام التى تصدر بتعليمات الانقلاب العسكري والتى تهدد السلام الاجتماعي في مصر".

ويرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، أن التصريحين اللذين أدلى بهما أردوغان بشأن الإعدامات في مصر والسعودية، لا تعد متناقضة بقدر كونها "مراوغة"، حيث إن قادة الدول المسؤولين وفقا للدساتير، وليس بشكل شرفي كما في المملكة المتحدة أو إسرائيل، لا تأخد تصريحاتهم ومواقفهم مأخد الجد.

وأضاف فهمي، لـ"الوطن"، أن أردوغان يستخدم نظام المعايير المزودة والمراوغة حسب العلاقات التي تربطه بالبلاد، وأن ذلك لا يمنعه من تكرار سخافاته من ناحية التدخل في الشأن المصري ولا يريد أن يعترف بذلك.

من جانبه أشار الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات السياسية والدولية، إلى أن تركيا تعلق وقتما تريد على بعض الأحكام في مصر ما يعد تدخل في الشأن الداخلي، ولا تعلق في أحيان أخرى حينما يتعلق الأمر بالسعودية نظرا لوجود مجلس استشاري بين البلدين، وتصريحات رئيسها تعد درجة من درجات النفاق السياسي.

ولفت اللاوندي، إلى أن أردوغان اتبع أسلوبًا ملتويًا بعدم تعليقه على أحكام السعودية، بينما يعطي نفسه الحق في التعليق على الأحكام المصرية، ما يؤكد أنه زعيم التنظيم الدولي الإرهابي، مضيفا أن أردوغان يجب أن يكون متسقًا مع نفسه، وأن ما وراء تصريحاته هى محاولته في الإصلاح بين السعودية وإيران.


مواضيع متعلقة