«الخيول» أسرار

11:24 م | الاثنين 04 يناير 2016

«الخيول» أسرار

طريق ممهّد يمتد لعدة أمتار فى مزرعة «الزهراء» للخيول العربية الأصيلة، يصل بك إلى ما يُعرف بـ«الحضانة»، التى تضم خيولاً أعمارها تجاوزت الـ6 أشهر بقليل، بعد فصلها عن الأم، لبدء تدريبها من قبَل مدربين محترفين. خلف الله محمد، رجل خمسينى، قضى معظم حياته مع الخيل فى المزرعة، وتجمعه بها علاقة خاصة: «الخيل الأصيل أجدع صاحب، وفى طفولته يحتاج رعاية وتربية زى الأطفال»، مضيفاً: «بنفصل الذكور عن الإناث فى إسطبلات خاصة بالذكور، من عمر 3 سنوات، حتى لا يتم تزاوج عشوائى».

{long_qoute_1}

«الوطن» اقتربت من واقع الخيول العربية الأصيلة، من خلال ما كشفه «خلف الله»: «لكل حصان سمات شخصية، استمدها من سلالة والديه، لذلك عند عرض الحصان فى مزاد، يتم توضيح فصيلة الأب والأم.

تربية الخيول لها أصول وفنيات، وضحها «شعبان أحمد»، مدرب خيل محترف بأنه «يتم وضع كميات معينة من الأكل أمام الحصان، لأنه لا يعرف الإحساس بالشبع، ويمكن أن يظل يأكل حتى الموت، وتحديد حصة الأكل يتم وفقاً لعمر الحصان والمجهود الذى يقوم به».

ينفى «شعبان»، معلومة سائدة عن موت الحصان فور إصابته، حيث يختلف مصير الحصان، وفقاً لشخصيته: «فيه حصان بيصعب عليه نفسه لما يتكسر، بيرفض ياكل أو يشرب لحد ما يموت، أو يضطر صاحبه ينهى حياته بالموت الرحيم، وفيه أحصنة بتتعافى من خلال طرق علاج جديدة، زى التجبيس والعلاج الطبيعى، بس مش بيرجع زى الأول».

«الأحصنة بتكره وبتحب، وبتعرف تنادى على اللى بتحبهم»، هذا ما يؤكده «شعبان»، مبرراً تعلّق أشخاص بحصان معين، ودفع مبالغ باهظة لشرائه، تتجاوز نصف المليون جنيه، بأنهم يشعرون بحالة من التآلف والحب، لا تتوافر مع أى كائن آخر، فالحصان بمجرد معرفته بالشخص، يقترب منه ويشمه، ويقرر إما أن يحبه ويصاحبه، وإما ينفر منه ويعاديه.

معلومة طريفة ذكرها «شعبان» بأن الحصان العربى الأصيل له جواز سفر، يتضمن كل المعلومات المتعلقة به، من حيث اسم وفصيلة الأب والأم، وتاريخ مولده بالتحديد، وتوقيع الطبيب الذى أشرف على الولادة، وسرد جميع مواصفات الحصان، والـDNA الخاص به، حتى يتسنى له السفر، وحرصاً على عدم تبديله بحصان آخر.