رغم زيارته للسعودية منذ يومين.. "أردوغان" يتجاهل الأزمة بين "الرياض وطهران"

رغم زيارته للسعودية منذ يومين.. "أردوغان" يتجاهل الأزمة بين "الرياض وطهران"
دائمًا ما يخرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منددًا بالتدخل الإيراني في سوريا، ويصف طهران بأنها تنتهج سياسة طائفية في رؤيتها للأزمة السورية منذ اندلاعها، ولا يختلف موقفه من التدخل الإيراني في اليمن، بعدما هاجم كثيرًا النظام بقيادة حسن روحاني، متهمًا إياه بأن دعمه للحوثيين يؤجج الصراع في المنطقة.
لكن الرئيس التركي ما زال صامتًا إزاء الأزمة بين الرياض وطهران، ولم يصدر حتى الآن بيانًا يندد فيه باقتحام إيرانيين القنصلية السعودية في مشهد، وإضرام النيران في السفارة السعودية بطهران، إضافة إلى أنه لم يعلق على إعلان المملكة العربية السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران، خصوصًا وأن دول المنطقة أيدت السعودية في قراراتها.
أردوغان الذي أعلن منذ أيام قليلة، أن زيارته للسعودية مثلت فرصة لبحث الخطوات التي سيتم اتخاذها من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، لم يحرك ساكنًا لما يحدث بين السعودية وإيران، ورغم تأكيده أن الزيارة تناولت مسائل تتعلق بمجالات التجارة، والدفاع، والاستثمار المتبادل، وزيادة الاستثمارات التركية في السعودية، والاستثمارات السعودية في تركيا، والتعاون في مجالي الطاقة والأمن، والتعاون العسكري ضد الإرهاب، خاصة بين الدول الإسلامية، إلا أنه لم يظهر أي تعاون مع السعودية أو حتى تعليقًا على الأحداث.
موقف أردوغان جاء متناقضًا تمامًا لما تم الإعلان عنه في أبريل من العام الماضي تجاه السعودية، حينما أكد هو ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، أنهما مستعدان "للرد بقوة على أي انتهاك لوحدة الأراضي السعودية"، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، واتفق الجانبان على أن أي انتهاك لوحدة أراضي السعودية سيتبعه رد فعل قوي من البلدين، على حد وصف البيان، كما اتفقا على تكثيف الجهود لإيجاد حل سلمي للوضع المتدهور في المنطقة.
ورغم توقيع اتفاقية عسكرية منذ أيام بين تركيا والسعودية، إلا أن أردوغان تجاهل الأزمة المشتعلة بين الرياض وطهران، حيث كانت المملكة العربية السعودية وقعت عددًا من الاتفاقيات مع تركيا، خلال زيارة أردوغان إلى السعودية، كان من أبرزها اتفاقية شراء العربات المدرعة، وفقًا لما أورده موقع "ترك برس" التركي الناطق بالعربية، وبحسب الموقع التركي، فإن العاهل السعودي وقع اتفاقية شراء السلاح من الجمهورية التركية، وذلك في أثناء زيارة الرئيس التركي قبل عدة أيام.
وأضاف الموقع، أن قيمة الصفقة التي وقعت بين البلدين تبدأ بـ2.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي، موضحًا أن شركة الصناعات العسكرية التركية "نورول" ستشرف على أكثر من 50% من الاتفاقية.