«الجيش الثالث» يحاصر الإرهاب فى جبال وسط سيناء

07:31 م | الأحد 03 يناير 2016

انتشرت قوات الجيش الثالث الميدانى فى عدة مناطق بوسط سيناء، أمس، بالتزامن مع عمليات مداهمة موسعة على عدد من المغارات والمناطق الجبلية والزراعية، لتطهيرها من أى وجود للعناصر الإرهابية ضمن عملية «حق الشهيد 2»، التى استأنفت أعمالها، صباح السبت، بعدما تلقت قوات الجيش معلومات عن تحول وسط سيناء إلى مخازن لمتفجرات وأسلحة تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، المنقولة عبر الدروب والطرق الترابية والجبلية لمدن العريش ورفح والشيخ زويد. {left_qoute_1}

وعلى مدار اليومين الماضيين، عثرت قوات الجيش على مخزنين كبيرين للمتفجرات والأسلحة فى مغارة ومقبرة، خلال مداهمات أمنية فى منطقة جبل البحيرى بوسط سيناء. وبحسب مصادر أمنية فإن القوات عثرت داخل المغارة على 4 أكياس كبيرة الحجم تحتوى على ربع طن من مادة «تى إن تى» شديدة الانفجار، وكمية من الأسلحة والذخائر، بعد 24 ساعة فقط من ضبط مخزن آخر للمتفجرات داخل مقبرة فى وسط سيناء.

واستشهد رائد الشرطة إيهاب أحمد (32 عاماً)، مساء السبت، فى انقلاب مدرعة للشرطة أثناء مطاردة سيارة «كروز» يستقلها إرهابيون فى منطقة الحسنة بوسط سيناء، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى السويس العسكرى، فيما قالت مصادر أمنية إن المدرعة كانت تمشط منطقة الحسنة، عندما رصدت تحرك عناصر إرهابية داخل سيارة كروز، فتبادلت معها إطلاق النار بشكل مكثف، ما أسفر عن انقلاب المدرعة نتيجة انفجار الإطار الأمامى لها بطلق نارى.

وفور الحادث، حاصرت قوات الجيش الثالث عدداً من المناطق الجبلية والدروب والأودية والمغارات فى وسط سيناء، ونشرت الأكمنة العسكرية فى الطرق بين قرى ومراكز وسط سيناء، والطرق والمنافذ التى تربط جنوب ووسط سيناء، فى محاولة لمنع تسلل أى عناصر إرهابية إلى الجنوب. وبحسب مصادر أمنية فإن وسط سيناء شهدت أعمال تمشيط مكثفة خلال الساعات الماضية، بمشاركة مروحيات أباتشى، لرصد أى تحركات للعناصر الإرهابية، وتشديد الخناق عليهم.

وخلال الحملات الأمنية المكثفة، عثرت قوات الجيش على 4 خنادق خرسانية تحت الأرض خاصة بعناصر التنظيم الإرهابى فى قريتى التومة والمقاطعة، لاستخدامها كملاجئ للهروب من الضربات الجوية، فضلاً عن ضبط مخزنين للمتفجرات فى «المقاطعة». وقالت مصادر أمنية إن «قوات الجيش عثرت خلال حملاتها البرية على 4 ملاجئ خرسانية تحت الأرض، ومخزنين للمتفجرات والأسلحة والذخائر، وتم تفجيرها.

وواصلت قوات الأمن حملاتها ومداهماتها لعدد من مناطق شرق العريش، وجنوب الشيخ زويد ورفح، أمس، رغم تعرض شمال سيناء لموجة من البرد القارس. وقال شهود عيان من أبناء القبائل، إنهم سمعوا أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات فى تلك المناطق، مشيرين إلى أن قوات الأمن حققت تقدماً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، فى مواجهة الجماعات الإرهابية، فيما غطت الطائرات الحربية عمليات القوات البرية التى تقدمت على 3 محاور، لتمنع الجماعات المسلحة من الهرب.

وأشار أحد أبناء القبائل إلى أن قوات الأمن تتقدم من العريش غرباً، ومن الطريق الدولى المقابل لكرم القواديس باتجاه الخروبة، فيما تتقدم الآليات المقبلة من معسكرات الأمن فى الشيخ زويد ورفح من طرق الجورة والماسورة وشيبانة، مضيفاً أن القوات الخاصة كثفت وجودها على طريق سد الوادى وساحل العريش والقرية الشبابية، لليوم الثانى على التوالى، واستنفرت جميع الكمائن على طريق العبيدات والخروبة وجرادة والريسة، شرق العريش، كما فتشت قوات الأمن جميع السيارات المارة على طريق «الشيخ زويد- العريش» بدقة.

واستهدف مسلحون سيارة إسعاف بقذيفة «آر بى جى»، على الطريق الدولى بين الشيخ زويد ورفح، بعد استدعائها لنقل جرحى انفجار عبوة ناسفة فى مدرعة، أثناء مرورها على الطريق. وبحسب مصادر طبية فإن المسعف وسائق السيارة أصيبا بجروح بين طفيفة ومتوسطة، ونقلا إلى مستشفى العريش العام.

كانت الجماعات المسلحة حذرت سيارات الإسعاف فى بيان نشرته على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعى، الشهر الماضى، من نقل أو إسعاف المصابين من قوات الأمن، متوعدة باستهداف تلك السيارات على الفور.