حفلات الطلبة بعد التخرج: بيزنس ورقص وخمور.. راح فين زمن البراءة؟

كتب: إسلام زكريا

حفلات الطلبة بعد التخرج: بيزنس ورقص وخمور.. راح فين زمن البراءة؟

حفلات الطلبة بعد التخرج: بيزنس ورقص وخمور.. راح فين زمن البراءة؟

حفلات ما بعد التخرج أصبحت ذات طابع خاص لدى معظم الطلبة هذه الأيام، عادة تعود عليها الطلاب وسرعان ما انتقلت من عام دراسى لآخر، فلا مانع من تدشين صفحة للدعوة إلى الحفل عبر أى من مواقع التواصل الاجتماعى، ترتيبات فقرات الحفل الصاخب ينظمها الطلاب من الـ«دى جى» بالاستعانة ببعض الفرق الإسبانية والروسية والمصرية، بار مفتوح لجميع أنواع الخمور وترتيبات أيضاً لحجز غرف بالفندق لتغيير ملابسهم، يتم تحديد الدعوة والزى الرسمى للحفل للفتيات بما يتناسب مع أجواء الحفل الصاخب، أما المحجبات فيُمنعن من الحضور أو حتى دخول الحفل بما يتناسب مع قوانين إدارة الفندق أو الملهى الليلى.

الدخول للحفلة له أسعار تتراوح ما بين تذكرة بـ350 إلى 600 جنيه، حسب قول «خالد الجنزوى»، أحد الطلاب المنظمين لحفلات ما بعد التخرج، «لو هايجيب زجاجته معاه بيتختم عليها، والمحجبات ممنوع يحضروا طبعاً»، الشاب الذى تخرج منذ عامين يساعد حديثى التخرج على إقامة حفلاتهم والاتفاق مع بعض الفنادق وأعداد الطلاب، «الطلاب بيخرجوا من مود الامتحانات، والأماكن دى مش جديدة عليهم لأن كل أسبوع بنسهر فيها»، التنسيق مع الفندق فى توفير راقصة شرقية وبعض الفرق الإسبانية أمر مفروغ منه، حسب وصفه «الشىء لزوم الشىء والحفلة هتبقى مالهاش طعم لو اشتغل الدى جى بس، وفى فنادق بتعمل ده مع حجز المكان لأنه بيبقى خاص لينا بس»، يرى «خالد» أن الكثير من شباب الجامعات والشباب لا يرون ما يحدث بالداخل حتى يحكموا على الشباب، واستطرد فى استياء «كلنا اخوات مع بعض، فى خمور لكن مفيش مخدرات، وإدارة الفندق مش هتسمح بكده ولا حتى سيجارة حشيش».

{long_qoute_1}

ترى «دينا سمير» إحدى الطالبات أن الحرية فى حضور تلك الحفلات هى حرية شخصية، خصوصاً أنها لا تكون منظمة من قبل الجامعة لكنها تنظم من قبل الطلاب أنفسهم ولهم حق الاختيار، حسب قول الفتاه العشرينية «أنا مابشربش خمرة ولا سجاير لكن من حقى أكون مع أصحابى على حريتى»، مشيرة إلى أن المجتمع ما زال ينظر للشباب نظرة سوء ويفرض قيوداً على حرية البعض، وتابعت «بحب ألبس وأمشى فى الشارع أو بعربيتى بحرية، لكن نظرات الناس مش طبيعية، وطالما داخلة أو خارجة من مكان زى ده أبقى متهمة»، طقوس حضور حفلات التخرج تراها أنها لا تختلف كثيراً عن طقوس الاحتفال برأس السنة، وتابعت «حجزت فى نايت أنا وأصدقائى علشان نقضى ليلة رأس السنة مع بعض وهيكون فى وسطنا أبناء وزراء وفنانين ولو حاجة غلط كانوا قفلوا الأماكن دى».

رقص الشباب والفتيات أثناء الحفلة

الحجز مسبقاً لحفلات التخرج يحتاج لمزيد من التنظيم والتحضير، هكذا يؤكد «سامح السيد»، مدير أحد الملاهى الليلية بحى الزمالك، «مفيش مانع من تنظيم حفلات التخرج لطلاب أى جامعة خاصة، مشيراً إلى أن الملهى يخضع لإشراف وزارة السياحة ومؤمَّن تماماً لحفظ الخصوصية وحياة الشباب الشخصية، ويقول «سامح»: «بنقدم خمور ونحذر دخول القُصَّر والمحجبات، ورواد المكان بنتعامل معاهم بكل احترام»، مضيفاً أن ما يتم الترويج له من أن تلك الأماكن بدون رقابة أو تنظيم فهو خاطئ، «أفخم الفنادق فى مصر بتعمل الحفلات دى وعلى أعلى مستوى ويتم صرف مبالغ كبيرة»، مشيراً إلى أن الأسعار متفاوتة للحجز وأحياناً باهظة الثمن، «القاعة لحفلة خاصة تتراوح ما بين 20 ألفاً و100 ألف ويكون عدد الحضور محدوداً»، حسبما يقول.

 

تتذكر أمل حسين، السيدة التى تخرجت من الجامعة الأمريكية عام 1981 والتى درست علوم التربية، كيف كانت الجامعات فى هذا الوقت وتتذكر أيضاً ميدان التحرير وحفل تخرجها، قائلة «كنا بنقف باحترام ونلبس زى التخرج ومجلس الأمناء بيكرمنا، وكنا بنروح على البيت مش زى دلوقتى على النايت والديسكو»، مشيرة إلى أن الجامعة التى يدرس بها الآن أبناء المشاهير وكبار رجال الدولة لم ينجحوا فى ارتباط الطلاب بالأسرة على عكس ما كان يحدث فى الماضى، حسب وصفها «حفلة ما بعد التخرج مش زى دلوقتى خالص، كان فى شياكة وذوق وجمال وكان تجمع الطلاب خارج الجامعة إما لحضور حفلة محترمة مع الأسرة أو السفر خارج القاهرة»، حرصت «أمل» على نقل تلك العادات لابنتها الوحيدة «أمانى» التى درست أيضاً بنفس الجامعة وتخرجت من كليه الإعلام منذ سنوات قليلة، وكان لها رأى آخر فى تلك الحفلات، حسب قول السيدة الثلاثينية «أنا اتخرجت من 5 سنين والحفلات دى كانت فى بدايتها بس كانت فى أماكن مفتوحة ومطربين شباب ومكانش فى خمور ولا بيمنعوا المحجبات».

 


مواضيع متعلقة