خبير تخطيط يهاجم الصندوق الاجتماعي للتنمية: "فاشل.. وعرض الشباب للسجن"

07:10 ص | الجمعة 01 يناير 2016

وصف الدكتور صلاح هاشم المحلل السياسي وأستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم، الصندوق الاجتماعى للتنمية بأنه هيئة مصرفية غير تنموية بدرجة ممتازة، مشيرا إلى انحياز الصندوق دائما للحكومة على حساب الفقراء من الشباب والأسر.

وأوضح هاشم، فى تصريحات لـ"الوطن"، أن الصندوق الاجتماعى فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها، واعتمد على سياسات ائتمانية غير عادلة ومجحفة، عرضت عددا كبير من المستفيدين منه، بخاصة الشباب، للسجون، فكل سياساته مصرفية بحتة وليست رعائية أو تنموية.

وأوضح، أن معظم مشروعات القروض التى يمنحها الصندوق الاجتماعى للجمعيات الأهلية لا تستخدم فى إقامة أو تطوير مشروعات مدرة للدخل، بقد ما تستخدم فى حل مشاكل اجتماعية كاستخدام القرض فى سد دين أو علاج مريض أو تزويج أحد الأبناء، وأكد هاشم أن التضارب بين سياسات الحكومة المحفزة على الإقراض وفتاوى رجال الدين التى تصف قروض الصندوق بـ"الرباوية" أدى إلى عزف كثير من الفقراء عن استخدام القروض فى مشروعات علاجية أو مدرة للدخل، معتبرين أموال القروض "فاسدة".

كما كشف هاشم القناع عن أموال الصندوق الاجتماعى، مؤكدا أنها فى أغلبها منح ومساعدات من دول أجنبية، وبعضها قروض دولية فائدة تتراوح من 0.5% الى 1.5 %، مشيرا إلى أن الصندوق يقوم بإقراض الأموال للجمعيات بفائدة مركبة تصل إلى 10.5 % وتقوم الجمعيات بمنح للفقراء بفائدة مركبة تتراوح من 16 % إلى 18%، إضافة إلى رسوم الاستعلام وغرامات التأخير، والتى غالبا ما تستقطع من الفقراء لتذهب فى صورة مكافآت غير مشروعة للعاملين بالصندوق.

وطالب هاشم الحكومة بأن تعترف بفشل سياسات الصندوق الاجتماعي للتنمية، بخاصة بعد إنشاء هيئة الرقابة المالية، وأن تحاول الحكومة الاستفادة من تجارب بنجلاديش وإندونسيا وماليزيا والبرازيل فى مجال مكافحة الفقر، وأن تعيد النظر فى طريقة اختيار قيادات الصندوق ومسؤولى الإقراض، بحيث لا يكونون من أبناء المحافظة ولا يستمرون فى مواقعهم لمدة عام أو عامين على الأكثر تجنبا للفساد الإدارى، الذى ينتج عن آلية "التعشيش" التى تتسبب فى توجيه أموال القروض إلى المناطق التى لا تستحقها، لتصب بمجملها فى قرى العاملين فى الصندوق لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية خاصة بهم.