«الشربينى» لـ«الوطن»: لن أسمح بتشويه صورة التعليم فى مصر.. والطالب الذى يخالف القيم سنفصله
«الشربينى» لـ«الوطن»: لن أسمح بتشويه صورة التعليم فى مصر.. والطالب الذى يخالف القيم سنفصله
![الشربينى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/17900789191451502082.jpg)
الشربينى
أكد الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة ترفع شعار «الأدب فضلوه على العلم»، مشيراً إلى أنها تعمل على تعليم الطلاب القيم والأخلاق الحميدة، موضحاً أن هناك معايير وأساليب سيتم وضعها لتكوين طالب يتمتع بأخلاق عالية رفيعة، من خلال تعلم القيم والمبادئ.
وقال «الشربينى»، فى حواره لـ«الوطن»، إن هناك بعض الأحداث غير الأخلاقية تحدث فى بعض المدارس التى تفتقد «الانضباط»
وإلى نص الحوار:
■ فى البداية.. صف لنا المشهد الأخلاقى داخل المدارس من وجهة نظرك؟
- لا شك أن المشهد الحقيقى الحالى على مستوى المدارس شأنه شأن المشهد الأخلاقى الموجود بالمجتمع بصفة عامة يؤثر فيه ويتأثر به، ولدينا من الطلاب من يتحلون بالأخلاق الحميدة، مسلحين بالقيم الأصيلة لمجتمعنا التى تزودوا بها داخل أسرهم وبيئتهم ومدارسهم على مستوى كل مرحلة تعليمية على حدة، حيث تتضمن مناهجنا الكثير من الموضوعات التى تحض على القيم والأخلاق، كما يوجد فى الوقت نفسه البعض من الطلاب عكس ذلك وهم قلة تأثروا بالجوانب السلبية السائدة فى المجتمع، ويرجع ذلك إلى وجود مشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية وراء ذلك، وتحرص الوزارة كل الحرص على معالجة هذه الفئة من الطلاب بمختلف الوسائل العلمية والتربوية المتاحة.
وزير التعليم: نعمل على غرس القيم والأخلاق لدى الطلاب ونواجه ظواهر غريبة على مجتمعنا
■ وماذا عن تنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب داخل الفصول؟
- فى البداية ما زال المجتمع ينشد الهمة فى القيادات التربوية مثل «المعلمين» من أجل تنمية القيم الخلقية لدى الطلاب داخل الفصول، خصوصاً أن عملية تعزيز وتنمية منظومة القيم الخلقية هى البوابة الصحيحة إلى الغرس والتدعيم الناجح لقيم الانتماء الوطنى، إذ لا يمكن نشر وترسيخ قيم الانتماء الوطنى بمعزل عن القيم الخلقية، خصوصاً فى بلد مثل مصر ذات الدور الحضارى، التى ينظر إليها العالم بأسره، فقيمة الحفاظ على أسرار ومكتسبات الوطن على سبيل المثال هى فى الواقع قيمة وأولوية وطنية وفى الوقت نفسه لها ارتباط بقيم النزاهة والأمانة وحب الخير، وفى المقابل نجد أن قيمة التسامح على سبيل المثال هى جزء من قيم الانتماء الوطنى التى تسهم فى إرساء معانى التقبل والتعايش، كما أنها قيمة خلقية عليا، كل ذلك مع معرفة أن المواطنة والانتماء الوطنى مجال له استقلاليته، إلا أن تأصيله وترسيخه كقيم تفضيلية يعلى الفرد من شأنها، ولا بد أن يتواكب مع الإعلاء من القيم الخلقية ذاتها، فقيم الوفاء وصفاء السريرة والمصداقية مثلاً لا بد أن يكون لها دور وتأثير فى ثنى الطلاب والشباب عن الغدر بوطنهم ومجتمعهم.
■ ما دور وزارة التربية والتعليم فى تحقيق المبادئ والأخلاق لدى الطلاب؟
- الدور الحقيقى للوزارة لتحقيق الأخلاق يتم من خلال غرس الميول والاهتمامات والقيم والاتجاهات السليمة فى نفوس الطلاب، من خلال العديد من المواقف التربوية داخل المدرسة، وأيضاً من خلال القدوة والاشتراك فى الأنشطة داخل المؤسسة التربوية، التى تعنى بتنمية المكون الأخلاقى للمتعلمين كالتربية الدينية والتربية الموسيقية والفنية والأنشطة التى تسهم فى تنمية الفرد وترتقى بمشاعره ووجدانه، فضلاً عن اشتراك المتعلمين بالأنشطة الرياضية والكشفية، بما يسهم فى استثمار النشاط لدى المتعلم فيما ينميه جسمياً ومهارياً ويعود على المجتمع بالنفع ببناء شخصية مميزة لدى جميع المتعلمين.
لدينا 18٫5مليون طالب ووقائع التحرش بين الطلاب تحتاج إلى تضافر الجهود بين كافة المؤسسات داخل الوطن لعدم تكرارها
■ وما أهمية غرس القيم والأخلاق الحميدة لدى الطلاب بالمدارس؟
- الأخلاق لها أهمية بالغة فى حياة الطلاب داخل المدارس، لذلك فإن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة اهتما بالأخلاق اهتماماً كبيراً فى كل القطاعات، والتأكيد على الأخلاقيات الكريمة، مثل «الصدق» و«الأمانة» و«الوفاء بالعهد»، ورفض الأخلاقيات الذميمة مثل «الكذب» و«الغش والخيانة»، وهذا ما تسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقه، كما أن الأخلاق تهدئ من الاختلافات الناشئة بسبب الطبيعة الإنسانية وبسبب البيئة المتغيرة بشكل مستمر، وتخفف من القلق لدى الإنسان الذى يزداد يوماً بعد يوم بسبب تطور الحياة وتعقيدها وخوفه من المستقبل، فتجعله دائماً مطمئناً وأن كل إنسان يأخذ حقه، بالإضافة إلى أن الأخلاق تعزز من ترابط الموظفين وتفاعلهم بشكل أفضل مع بعضهم البعض وتحفز كل موظف نحو احترام القانون وتوجيهه للسلوك القويم وتحدد له ما يفعله وما لا يفعله، وبالتالى تحول عدم النظام إلى نظام، وهذا ما يحدث داخل العديد من المدارس، ودعنى أقل لك إن الأخلاق تؤدى إلى تحسين صورة المنظومة التعليمية فى مصر والارتقاء بها وبمعلميها وطلابها.
■ ما المعايير والأساليب التى من الممكن أن تتخذها الوزارة فى خلق قيم وأخلاق لدى الطلاب؟
- المعايير والأساليب التى من الممكن أن نتبناها داخل الوزارة لخلق القيم لدى الطالب، انطلاقاً من أدياننا السماوية وأصولنا وتاريخنا العريق، فإن كل ما يرتضيه المجتمع من قيم واتجاهات هو بمثابة مؤشرات عمل يتم الالتزام بها فى تربية أبناء مصر، كما أنه من حيث الأساليب الخاصة بالوزارة لخلق القيم فيتمثل فى القدوة والاشتراك فى أنشطة مواتية لدعم المكون الأخلاقى والقيمى لدى المتعلم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما تغرسه المؤسسة التعليمية يجب أن يتوافق معه الإعلام فى القنوات الخاصة وكل قنوات التواصل الاجتماعى.
■ وما تعليقك على بعض وقائع التحرش التى حدثت فى بعض المدارس؟
- مثلما قلت إن الطالب شريحة من شرائح المجتمع منها الطالح وهم قلة، ومنها الصالح وهم الكثير، وظاهرة التحرش غريبة على مجتمعنا وظهرت عقب الثورة الهائلة التى حدثت فى العالم فى المعلومات، ومنها شبكات التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، وكذلك الانفلات الذى عانى منه المجتمع بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011، ما أثر على دور الأسرة والمدرسة تجاه الأبناء، والوزارة تعمل على قدم وساق للقضاء على مثل هذه السلوكيات، وهى محدودة جداً ولا تمثل ظاهرة داخل مدارسنا التى تضم نحو 18 مليوناً و500 ألف طالب وطالبة، فكم حالة ظهرت مقارنة بهذا العدد وبعض وقائع التحرش بين الطلاب داخل المدارس؟ فتلك الظاهرة بحاجة لتضافر الجهود بين كافة المؤسسات داخل الوطن بهدف عدم تكرار أى من تلك الوقائع الغريبة على مجتمعنا، وفى نفس الوقت الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه ليعبث بقيمنا الشرقية الأصيلة النابعة من أخلاقنا الحميدة، بالإضافة لتطبيق أحكام القانون رقم 11 لسنة 2011. وواقعة التحرش التى حدثت هذا العام داخل إحدى مدارس الجيزة وقيام 3 طلاب بمحاولة تحرش بزميلهم، فردية ولا يمكن بأى حال من الأحوال السكوت على تلك الوقائع التى تعمل على تشويه صورة التعليم فى مصر، وقمنا بفصل الـ3 طلاب لمدة أسبوع، واستبعاد مديرة المدرسة نهائياً، وذلك عقاباً لهم على مثل هذه الوقائع المخالفة للقيم والمبادئ والأخلاق.
■ وما تعليقك على محاولة هتك عرض طالبة بمدرسة بإمبابة؟
- هذه حادثة فردية ولن أسمح بتكرارها، وقمنا باستبعاد المسئول عن تلك الواقعة نهائياً من التربية والتعليم، وكذلك قمنا بالاستعانة بأفراد أمن إدارى لتأمين المدارس من الداخل أثناء وانتهاء اليوم الدراسى، وأرفض نغمة أن وزارة التربية والتعليم فشلت فى تحقيق القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وما يحدث داخل بعض المدارس حالات فردية لا تعبر عن جميع الطلاب.
■ وماذا عن دور المعلم داخل المدرسة؟
- بالطبع دور المعلم كبير، لأن المعلم التربوى مسئول مسئولية كاملة عن غرس القيم والمبادئ والأخلاق لدى الطلاب فى كافة مراحل العملية التعليمية من «الابتدائية وحتى الثانوية»، ولا يقتصر دوره على شرح الدروس داخل الفصول فقط، لأن المعلم هو العمود الفقرى لمنظومة العملية التعليمية فى مصر، وله الدور الأكبر فى إخراج جيل يعرف معنى الأخلاق والقيم السامية.