النائب الفاسد والأهلى العظيم!!

محمد فتحى

محمد فتحى

كاتب صحفي

■ يرن هاتف مدير المستشفى الخيرى. يرد، على الطرف الآخر فلان الفلانى، النائب وصاحب قناة مش عارف إيه. أهلاً وسهلاً..

- إحنا زعلانين منكم جداً

- إنتو مين

- نواب الشعب.. نواب البرلمان

- اللى هو فين؟؟

- برلمان مصر.. مجلس النواب اللى جاى بإرادة شعبية

- زعلانين ليه؟؟

- عشان ما بتدخلوش الغلابة عندكم.. إزااااى.. أنا عندى وقاااائع، وهقدم استجواب

- طيب حضرتك ما تقدم الاستجواب.. دى حاجة حلوة أوى عشان نرد

- يعنى انتو مش هاممكم.. بقول لك هنقدم استجواب

- يا فندم آجى أقدمه معاك لو عايز

- يا دكتور طب واستجواب ليه.. ما الطيب أحسن

- طيب إيه؟؟

- انتو ليه مش بتبعتوا إعلانات عندنا فى القناة؟؟

- ونبعت ليه؟؟ مش دى فلوس الغلابة؟؟ أعلن على قناة ماحدش بيتفرج عليها بفلوس الغلابة اللى إنت بتقول إننا مابندخلهمش عندنا؟؟

- طب الناس فى دايرتى اللى عايزة تتعالج دى مش ليهم حق عليك

- كل العيانين اللى بييجوا المستشفى ليهم حق علينا.. إشمعنى هنميز العيانين اللى جايين من دايرتك

- بس ده فساد

- لا حضرتك.. دى قواعد ونظام وقانون المستشفى، وقدم الاستجواب عشان نعرّفها لك ونعرّفها للناس كلها وتبقى فرصة نرد على كل اللى بيشوهنا بالأدلة والمستندات

- إنت زعلت ولّا إيه؟؟

- وأزعل ليه

- عشان الكلام اللى أنا قلته عليكم فى القناة بتاعتى

- والله ما أعرفها ولا سمعت ولا مهتم

- طب هجيلك زيارة أشوف المستشفى ونتفق على تعاون مشترك

- بعد الاستجواب

- لأ بكرة

- مش فاضى

- طب بعده

- عندنا عيانين غلابة بنشوفهم ومش هينفع أقابل سيادتك عشان ده من وقت العيانين الغلابة اللى حضرتك بتدافع عنهم

- طب هنشر الفيديوهات اللى بتشتم فيكم

- ابقى ابعتلى لينك طيب عشان أتفرج

- خلاص هجيلك آخد معاك قهوة!!!!

المكالمة السابقة حدثت (بتصرف) بين نائب برلمانى، ومدير أحد المستشفيات الخيرية الذى نحتفظ باسمه. نائب الشعب بدلاً من أن ينتظر لتقديم الاستجواب، فضل أن يعجل بالأمر أملاً فى الإعلانات، أو صفقة ترفع أسهمه فى دائرته، ظناً منه أن الأمر (سبوبة).

هذا النائب مثل نواب كثيرين غيره بدأوا فعلياً البحث عن مصلحة، وسيُرضى كثيرين اتقاءً لهم، لكن السؤال المهم هو: من يحاسب مثل هؤلاء على ابتزازهم؟؟!! وهل حصانتهم تسمح لهم بالمتاجرة بالغلابة؟؟والسؤال الأهم: كم واحد من هذه العينة فى مجلس النواب المقبل؟

■ طوال تاريخه كان النادى الأهلى كياناً أكبر من أى اسم أو مجلس إدارة، والحكم القضائى الذى صدر بحل المجلس الحالى كان يجب أن يستغله المجلس نفسه فى الانسحاب بهدوء مع تزايد نبرة الغضب عليهم فى مجمل الأعمال. المجلس لا يستطيع تسويق نفسه، ببساطة، لأنه لا يدير بالشكل الذى يرضى الأهلاوية، والذين رحب كثيرون منهم بقرار الحل، أما محاولات الالتفاف على القرار، واستخدام قناة الأهلى كمنبر للمجلس بدلاً من إدراك أنها منبر للكيان، وبدلاً من اتخاذها لتقديم نموذج فى الإعلام الرياضى، فستسحب من رصيد يكاد ينتهى لهذا المجلس الذى نتمنى له نوماً هادئاً.