باحثون غربيون: انهيار النفط الأكثر حدّة من 4 انهيارات سابقة

كتب: محمد الدعدع

باحثون غربيون: انهيار النفط الأكثر حدّة من 4 انهيارات سابقة

باحثون غربيون: انهيار النفط الأكثر حدّة من 4 انهيارات سابقة

ذكرت ورقة بحثية بعنوان «الانخفاض العظيم فى أسعار النفط.. الأسباب والعواقب»، أعدّها جون بافس، وأيهان كوسى، وفرانسيسكا أونسورج، ومارك ستوكر، بصندوق النقد الدولى، أن الانهيار الحالى لأسعار النفط لم يكُن الأول، إذ سبقه ثلاثة انخفاضات كبرى بدأت فى 1985/1986، مروراً بـ1990/1991 خلال حرب الخليج، حتى 2008/2009 كردّ فعل للأزمة المالية العالمية. وقبل انهيار أسعار النفط عام 1986 ظلت أسعار النفط مرتفعة لعدة سنوات بسبب الثورة الإيرانية عام 1979، وبخلاف ذلك أدت الأسعار المرتفعة للنفط إلى تنشيط إنتاجه خارج «أوبك»، لا سيما بولاية ألاسكا الأمريكية، والمكسيك، وبحر الشمال، حتى إن ضعف الطلب ووفرة الإنتاج أجبرا «أوبك» على تخفيض إنتاجها بمقدار النصف، وتحملت السعودية التى تسهم بنحو ثلث إنتاج «أوبك» هذا التخفيض. ومع ذلك انخفضت أسعار النفط السعودى إلى 28 دولاراً للبرميل عام 1985، فضلاً عن تخفيض إنتاجها إلى 2.3 مليون برميل يوميّاً، مقابل 10 ملايين قبلها ببضع سنوات.

{long_qoute_1}

وكان انهيار الأسعار عامى 1990-1991 نتيجة غير مباشرة للغزو العراقى للكويت فى أغسطس 1990، وكانت أسعار النفط منخفضة لعدد من السنوات قبل الغزو، وقد تسبب غزو العراق للكويت وحرب العراق اللاحقة لاستعادة استقلال الكويت، فى فقدان السوق أكثر من 4 ملايين برميل يوميّاً من النفط الخام العراقى والكويتى معاً.

والقدرات غير المستغَلّة لأعضاء «أوبك» الآخرين تتجاوز المستوى الكافى لتغطية هذا العجز، لكن الأمر استغرق منهم بعض الوقت لزيادة الإنتاج، لذلك ارتفعت الأسعار بشكل حادّ، وتجاوزت أسعار «برنت» لفترة وجيزة مستوى 40 دولاراً للبرميل فى سبتمبر 1990، قبل أن تتراجع ببطء إلى 28 دولاراً فى ديسمبر، مع وصول إمدادات إضافية للسوق.

وكان انهيار الأسعار الذى تلا ذلك فى منتصف يناير 1991 حادّاً ومفاجئاً، وقبل حرب العراق وافقت الوكالة الدولية للطاقة على أنه فى حالة الحرب ستطرح اقتصادات الأعضاء المتقدمة فى الغالب 2.5 مليون برميل يوميّاً من مخزونات النفط الخام التى تحتفظ بها احتياطيّاً لمواجهة حالات الطوارئ. وقد أدى الإجراء الذى اتخذته الوكالة والنجاح المبكّر الواضح لقوات التحالف فى إنهاء سيطرة العراق على الكويت، إلى انخفاض الأسعار بشكل فورى إلى أقل من 20 دولاراً للبرميل. ثم مثّل انهيار 1990-1991 عودة للأسعار إلى مستوياتها السابقة. وكان انخفاض الأسعار فى 2008-2009 هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، كما كان ردّ فعل للأزمة المالية العالمية التى بدأت فى عام 2008. فخلال النصف الثانى من عام 2008 انخفضت أسعار النفط بأكثر من 70%، وكان انهيار الأسعار، الذى جاء انعكاساً لحالة عدم اليقين السائدة عالميّا وللانخفاض الحاد فى الطلب، لا يقتصر على النفط، فقد شهد معظم أسواق الأسهم انخفاضات مماثلة.

وبين الانهيارات الأربعة فى أسعار النفط بعض أوجه الشبه والاختلاف الأساسية، وأكثر الجوانب اللافتة للنظر هى أوجه الشبه بين انهيار الأسعار عامى 1985 و1986، والانهيار الحالى، فكلاهما وقع بعد فترة من ارتفاع الأسعار وزيادة الإنتاج فى البلدان غير الأعضاء فى «أوبك»، فى ألاسكا وبحر الشمال والمكسيك فى انهيار عامى 1985 و1986، ومن النفط الصخرى فى الولايات المتحدة، والرمال النفطية فى كندا، والوقود الحيوى فى الانهيار الحالى.

 


مواضيع متعلقة