«الشبكة القومية للزلازل»: هنا تجمع بيانات 70 محطة رصد زلزالى

كتب: نادية الدكرورى

«الشبكة القومية للزلازل»: هنا تجمع بيانات 70 محطة رصد زلزالى

«الشبكة القومية للزلازل»: هنا تجمع بيانات 70 محطة رصد زلزالى

من داخل أكثر أروقة المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية نشاطاً، تجولت «الوطن» بالمركز الرئيسى للشبكة القومية المسئولة عن رصد الزلازل على مستوى المحافظات، للتعرف على كيفية عمل الشبكة فى تجميع البيانات وتحليلها ورصد الزلزال وقت حدوثه على المستوى المحلى والإقليمى والدولى.

{long_qoute_1}

«لا يمكن التنبؤ بوقوع الزلزال»، هى حقيقة علمية متعارف عليها بين علماء الزلازل على مستوى العالم، لذا ترتكز المجهودات على رصد الزلزال وقت حدوثه، ومكان الحدوث. ولم تنتبه مصر لإنشاء شبكة لرصد الزلازل إلا بعد وقوع زلزال 1992، الذى كانت قوته متوسطة إلا أنه خلّف وراءه تدميراً دفع الدولة لإنشاء شبكة الزلازل.

تعد الشبكة القومية للزلازل المحطة الأخيرة التى تستقبل بيانات 70 محطة رصد زلزالى على مستوى الجمهورية، بحسب الدكتور رضا شريف، كبير إخصائيى شبكة الزلازل، وتتنوع أنواع محطات الرصد بين محطات قصيرة المدى للرصد المحلى، وأخرى متوسطة للرصد الإقليمى، ومحطات كبيرة للرصد على مستوى العالم، ومعظم محطات الرصد الكبيرة موجودة فى الأماكن المهمة مثل محطة الضبعة، المقرر إنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بها خلال السنوات الخمس المقبلة.

أشار «رضا» إلى دواليب صغيرة تحوى أجهزة تستقبل البيانات المتعلقة برصد الزلازل من خلال الأقمار الصناعية أو موجات الراديو، وتساهم 5 مراكز فرعية فى جمع هذه البيانات وتنسيقها وإرسالها للمركز الرئيسى، وهى موجودة فى «برج العرب، والوادى الجديد، وأسوان، ومرسى علم، والغردقة».

يشرح كبير إخصائيى الشبكة لـ«الوطن» كيفية التعامل مع البيانات وقت وصولها من خلال ما يسمى بـ«معاملات الأمان الزلزالى»، وتفيد هذه البيانات فى تقليل الخطر الناتج عن الزلزال، بخاصة فى مرحلة ما قبل الزلزال إذا ما لجأت الدولة لبناء مبانٍ سكنية فى منطقة ما، يمكن من خلال محطات الرصد المختلفة رصد النشاط الزلزالى المحيط بهذه المنطقة ومدى تحملها للزلزال، بقياس الشدة الزلزالية، والفوالق النشطة والمتوقع نشاطها بعد مدة زمنية تحددها البيانات.

تساهم البيانات كذلك فى رصد مستوى ما يسمى بـ«الشوشرة الطبيعية»، بخاصة للمشروعات الجديدة بتحديد معاملات التربة الهندسية وتصنيف التربة سواء كانت متماسكة أو متوسطة الصلابة أو هشة، وعلى هذا الأساس يصدر المهندس الاستشارى مواصفات تصميم المبانى بالمدينة.

بعد وصول كمية كبيرة من البيانات التى يحتفظ بها داخل وحدات تخزين البيانات، تصل سعتها إلى 200 تيرا -وهى مساحة ضخمة- يبدأ العاملون بالشبكة فى سحب البيانات وتحليلها فى غرفة مقابلة، تسمى غرفة تحليل البيانات.. تحوى الغرفة، التى يعلوها جهاز إنذار يصدر أصواتاً فى حال رصد زلزال قوته أكبر من 4 ريختر لتنبيه الموجودين فى المناوبات المسائية حال وقوع الزلزال، عدداً من شاشات الحاسوب الكبيرة التى تبدأ من خلال برامج خاصة تحليل البيانات الصادرة من محطات الرصد الزلزالى، وتوضح البيانات التوقيت الفعلى لوقوع الزلزال بمُعامل تأخير يصل إلى صفر.

«الثانية بتفرق».. كذلك يشير الدكتور رضا إلى أحد البيانات الصادرة من محطة دهب، الواقعة بين مدينتى دهب ونويبع، الذى رصد توقيت وقوع الزلزال بـ«الساعة والدقيقة والثانية»، إلا أنه زلزال صغير أقل من 4 ريختر، موضحاً كذلك أن المناطق الأكثر نشاطاً زلزالياً على مستوى الجمهورية تمثلت فى «البحر الأحمر، وخليج السويس، والعقبة، ودهشور، ووادى حجول فى طريق مصر السويس، وفالق كلبشة بأسوان، والبحر المتوسط»، وكان آخر الزلازل التى رصدها المركز فى يونيو الماضى بخليج العقبة.

ومن أكثر المناطق التى تؤثر على مصر هى جنوب شرق البحر المتوسط بين جزيرة كريت وقبرص، ويحدث الزلزال بعد تصادم الصفائح التكتونية، التى تحمل الصفيحة الواحدة قارة مثل قارة أوروبا ويصل سمكها إلى 145 كيلو تحت اليابسة، وتمتد حتى 300 كيلو، وما يزيد من الشعور بالزلزال هو مدى تماسك التربة، فإذا كنت تربة طينية مثل معظم دلتا النيل فيمكن لزلزال متوسط القوة أن يحدث تدميراً كبيراً، فى حين أن نفس الزلزال لا يسبب تدميراً فى منطقة تتسم تربتها بأنها صخرية تقلل من معدل تسارع الزلزال.

وتساعد شاشات تحليل البيانات فى التمييز بين الهزات الأرضية الناجمة عن الزلازل أو التفجيرات فى بعض المحاجر، وذلك من خلال النظر لشكل الموجة الزلزالية إذا كانت متدرجة يتضح أنها هزة طبيعية، أما إذا كانت كتلة واحدة دون تدرج يتضح منها أنها هزة بناء عن تفجير.

وتعد شبكة الزلازل شهرياً، كما ذكر «شريف»، تقريراً يرفع للجهات المعنية مثل هيئة الدفاع المدنى والقوات المسلحة يوضح من خلاله نشاط عمليات التفجير طوال الشهر سواء المصرح به قانونياً فى المحاجر من قبل شركات الأسمنت، أو التفجيرات الأهلية غير القانونية، لافتاً إلى أن معدل التفجيرات يصل أسبوعياً إلى 40 تفجيراً، معتبراً ذلك إشارة واضحة على تقدم البلدان التى تزيد حركة التفجيرات والعمل بداخلها، مضيفاً أنه فى حال ملاحظة تفجيرات بمستويات غير مسموح بها يبلغ عنها فوراً للجهات المعنية التى تتحرك بناء على البلاغ بالتعاون مع المحافظة لضبط المخالفين.

وتحوى الشبكة بين طياتها تاريخ الهزات الزلزالية فى مصر التى شملت الآتى:

تعرضت القاهرة لهزة أرضية فى 13 يناير 1997 بلغت قوتها 5.9 درجة على مقياس ريختر، ولم تسفر عن أيّة أضرار فى الأرواح أو الممتلكات، وتعرّضت لزلزال فى 12 أكتوبر 1999 بلغت شدّته 5.2 درجة على مقياس ريختر، دون حدوث أيّة خسائر، وقد رصدت محطات رصد الزلزال 7 توابع ضعيفة وغير محسوسة لهذه الهزة الأرضية.

وتعرضت القاهرة لزلزال فى 12 يونيو 2001 بلغت قوته 4.9 درجة على مقياس ريختر، وتعرضت مدينة شرم الشيخ، ومحافظة جنوب سيناء بكاملها إلى هزة أرضية فى 11 مايو 1997 بلغت قوتها 4.8 درجة على مقياس ريختر، ولم يتمّ تسجيل أيّة إصابات أو أضرار ضخمة جرّاء هذه الهزّة.

كما تعرضت محافظة قنا لزلزال فى شهر مايو 1999 وصلت قوته إلى 5.3 درجة على مقياس ريختر، وتعرضت محافظة الشرقية لهزة أرضية فى 28 ديسمبر 1999 وصلت قوتها إلى 4.8 درجة على مقياس ريختر، وتعرضت محافظة أسوان لهزة أرضية فى ديسمبر عام 2010 بلغت قوتها 4.6 درجة على مقياس ريختر.

وتعرضت محافظة أسوان لزلزال وصلت قوته إلى 4.2 على مقياس ريختر، فى منطقة بحيرة ناصر، فى ديسمبر عام 2011، وضرب زلزال بقوة 4.2 درجة، منطقة وادى حجول فى محافظة السويس، وشعر به بعض سكان محافظة القاهرة، وذلك فى 18 يوليو 2014، علاوة على زلزال بقوة 4.7 درجة ضرب محافظة السويس، وشعر به سكان محافظتى القاهرة والإسماعيلية، وذلك فى 22 يوليو 2014.

ورغم هذا السجل التاريخى بأهم الزلازل التى شهدتها مصر فإن الشبكة القومية لرصد الزلازل لن تنسى الزلزال الأول والأقوى وهو زلزال أكتوبر 1992، والدمار الذى خلّفه فى الأرواح والمبانى حيث توفّى على أثره 541 شخصاً، وبلغ عدد الجرحى 6522 شخصاً، كما تعرضت العديد من المنازل للانهيار وبلغ عددها 398، وأصبح حوالى 8 آلاف منزل غير صالحة للسكن فى كل من القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم، وهى أكثر المناطق التى تضرّرت من هذه الهزّة، إضافة إلى تضرّر عدد من المدارس والأبنية التعليمية.

معهد البحوث الفلكية

يقع فى منطقة حلوان جنوب القاهرة بمصر تأسس سنة 1903

يعد أحد أقدم وأكبر وأهم المراصد الفلكية فى الوطن العربى

يساهم فى تحديد المسائل الفلكية فى الإسلام مثل رصد الأهلة وتحديد مواقيت الشهور بالتقويم الهجرى

اختارت منظمة اليونيسكو المعهد فى سنة 2011 كأحد مواقع التراث العالمى فى مصر

 

 


مواضيع متعلقة