رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: الرئيس وجه بحفر جميع الأنفاق بـ«أيادى مصرية»

كتب: مروة عبدالله

رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: الرئيس وجه بحفر جميع الأنفاق بـ«أيادى مصرية»

رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة: الرئيس وجه بحفر جميع الأنفاق بـ«أيادى مصرية»

قال اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إن الهيئة والشركات المصرية تنفذ حالياً 6 أنفاق كمرحلة أولى من أنفاق مشروع تنمية محور قناة السويس، بينها نفقان للسكك الحديدية لتمر أسفل قناة السويس، بهدف ربطها بالجانب الشرقى من سيناء من أجل إحداث انتعاش تجارى يربط شرق القناة بغربها.. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ من الناحية الاستراتيجية.. ماذا يمثل مشروع الأنفاق؟

- مشروع الأنفاق أحد أهم المشروعات العملاقة التى تنفذها مصر فى هذه الفترة، حيث يجرى إنشاء مجموعتَى أنفاق، الأولى فى الإسماعيلية، أى 72 كيلومتراً من مدخل قناة السويس، والثانية فى جنوب بورسعيد، وكل منطقة بها 3 أنفاق، اثنان للسيارات وثالث للسكة الحديد، وهذه المشروعات تأخرت 15 سنة، فمثلاً إذا خرجنا إلى معدية القنطرة والرسوة ونفق الشهيد أحمد حمدى نجد طابوراً من السيارات وشاحنات الأسمنت والرخام لمسافة 5 كيلومترات، وهذا الكلام أصبح يؤخر عجلة الإنتاج، فضلاً عن استخدام هذه الشاحنات لوقود أكثر، ما يسبب ارتفاع تكلفة النقل، فبدلاً من أن تستغرق الشاحنة يوماً واحداً أصبحت تستغرق 3 أيام، ما يرفع سعر التكلفة على المستهلك، فضلاً عن الوقت المهدر فى الانتظار لحين وصول المواد الخام المقبلة من سيناء، وبالتالى تتسبب فى تعطيل خطوات التنمية، فالمتضرر من هذا التعطيل المستهلك والدولة على السواء.

{long_qoute_2}

■ وما خطة العمل بالمشروع؟

- سنبدأ بحفر نفقين للسيارات فى الإسماعيلية وبورسعيد، والماكينة الألمانية رقم «1» ستنتهى من الأعمال داخل الموقع ثم تنتقل لحفر نفق السكة الحديد، بينما الماكينة رقم «2» التى تليها فى الانتهاء من أعمال الحفر لأنفاق السيارات ستنتقل للبدء فوراً فى العمل بأنفاق شمال السويس.

■ رغم التكلفة العالية لحفر الأنفاق فإن الدولة قررت بدء العمل فيها حالياً.. فما السبب؟

- لأننا فعلاً بحاجة إلى هذه الأنفاق التى تأخرت وتتسبب فى تعطيل الحركة من شرق القناة إلى غربها، فالنتائج المترتبة على إقامة مثل هذه الشبكة الهائلة من الطرق والأنفاق ستؤدى إلى تنمية حقيقية، وتسهيل الأمر على المستثمر والمواطن، وعندما تكتمل مشروعات الأنفاق فى توقيتها المحدد سنجد أن الحركة المرورية فى منتهى السهولة من شرق القناة إلى غربها والعكس، وحركة تنقل الأفراد والمواد الخام والبضائع أيضاً ستتم بيسر وسهولة، وسيكون لذلك مردود إيجابى على التنمية فى مصر كلها سواء سيناء أو الوادى والدلتا. أما عن الفائدة المباشرة من الأنفاق بالنسبة لأهالى سيناء فإنها ستربطهم بالوادى ولن يصبحوا جزءاً منعزلاً عن وطنهم.

■ولماذا تم اختيار هذه المناطق تحديداً لحفر الأنفاق؟

- تم التخطيط، وبناء على الدراسات والخرائط وجدنا أن هذه المواقع تُعد الأفضل لإقامة الأنفاق، ووفقاً لشبكة الطرق الحالية وجدنا أن إقامة نفق تستلزم ربطه وقربه بالعديد من محاور الطرق الرئيسية، فمثلاً مجموعة أنفاق بورسعيد يتم ربطها شرقاً وغرباً بالطريق الدولى الساحلى، فالطريق المقبل من السلوم، مروراً بالضبعة والعلمين والإسكندرية ودمياط وبورسعيد ينزل إلى النفق ليمتد إلى الطريق الدولى الساحلى وصولاً إلى رفح، إذن فالنفق يربط بين الحدود الشرقية للقناة والحدود الغربية، ليؤدى مهمته والغرض الذى أقيم من أجله، أما طريق الإسماعيلية فنجد أنه ممتد من طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى، ويربط بين القاهرة المكتظة بالسكان والتى تحتوى على أكبر مناطق صناعية مثل العبور وبدر والعاشر من رمضان، امتداداً إلى الحدود الدولية الشرقية من خلال طريق الإسماعيلية - العوجة. فى البداية فكرنا أن نربط نفق الإسماعيلية بالطريق الدائرى شرق الإسماعيلية والذى يربط مدخل المدينة ومنطقة الجامعة بمدخل قناة السويس، لكن وجدنا أن هذا سيؤدى إلى زيادة الكثافة المرورية على الطريق، وأن الأفضل إقامة طريق منفصل تماماً من مخرج النفق الغربى ويسمى طريق «تحيا مصر».

■ حدِّثنا أكثر عن طريق «تحيا مصر».

- هو الطريق المؤدى إلى نفق الإسماعيلية الجديد والموجود غرب القناة، وهذا الطريق أقيم من أجل التخطيط المستقبلى لتجنب حدوث كثافة مرورية ولتخفيف العبء عن الطرق الرئيسية، فضلاً عن سهولة امتداده إلى المحاور التى تربط المدينة، وهذا الطريق يمتد حتى طريق المعاهدة وهو طريق «الإسماعيلية - بورسعيد» لتسهيل دخول وخروج الحركة من وإلى الأنفاق، كما أن طريق «الإسماعيلية - العوجة» يتم التجهيز له حالياً بإنشائه فى 3 حارات لكل اتجاه بدلاً من حارة واحدة، ويمتد بطول 211 كيلومتراً، فطريق «الإسماعيلية - بورسعيد» المسمى بطريق «تحيا مصر» تم التصديق على الموافقات المالية له، ولن تعمل فيه إلا الشركات الوطنية المصرية، وسيتم عمل 5 مقاطعات رئيسية، سواء هنا فى طريق «تحيا مصر» ومنطقة طريق «الفردان - الصالحية»، ومنطقة كوبرى السلام وطريق «القنطرة - الصالحية» ومخارج أنفاق بورسعيد، ويسمى محور «3 يوليو» أو طريق «التقاطع الدولى الساحلى» للحد من الحوادث وانسياب الحركة على الطريق، وهذه المحاور تربط الجمهورية كلها من الشرق والغرب والشمال والجنوب.

{long_qoute_3}

■ هل تتابع الهيئة الهندسية وحدها هذه المشروعات؟

- تعمل الهيئة الهندسية كجهة إشراف وتنفيذ لهذه المشروعات العملاقة، وذلك بمعاونة الهيئة العامة للطرق والكبارى، والجهاز المركزى للتعمير والإسكان.

■ وهل هناك وجود لأى عناصر أجنبية أو استشاريين لتنفيذ هذه الأنفاق؟

- عندما بدأنا فى تنفيذ الأنفاق تم اتخاذ قرار مهم جداً، ووجدنا خلال الدراسات أن الشركات الألمانية هى الأفضل، وكان القرار الذى تم اتخاذه من الرئيس أن تكون الماكينات فقط من الشركات العالمية الكبرى، على أن يكون التصميم وكافة الأعمال التنفيذية بأيدٍ وجهود مصرية، فتم عمل بيت فنى ومالى لكل الشركات للوصول إلى أحسن المواصفات وأقل الأسعار وأحضرنا الشركات المصرية الكبرى التى كانت تعمل من الباطن مع الشركات الأجنبية، والمفترض أنها حصلت على الخبرة ونحن نعطيها الثقة ونساعدها بالمعدات والخامات غير المتوافرة لديها، وكذلك توفير الخامات بسعر أفضل، فضلاً عن إعطائها دفعة مقدماً وبالتالى لدى تلك الشركات حماس أكبر للإنجاز.

■ كم عدد الشركات العاملة فى مشروع الأنفاق؟

- 4 شركات مصرية تشارك فى العمل لإنجاز المشروع، منها شركتان تم عمل اتحاد بينهما وهما «بتروجيت وكونكورد» فى الإسماعيلية، أما فى بورسعيد فتنفذ مشروعاتها «المقاولون العرب وأوراسكوم»، وبجانب هذه الشركات الرئيسية الكبرى يوجد العديد من المقاولين من الباطن لـ«صبّ الخرسانة وأعمال الحفر»، ومقاولون من أجل «التدبيش أو توريد الأغذية والمشروبات» ومقاول أنشأ مصنع الخرسانات والحلل الخرسانية، وآخر لتوريد العمالة المتغيرة. وقد تصل الشركات العاملة فى المنطقة الواحدة إلى 12 شركة، أى إن لدينا تقريباً حوالى 30 شركة، ولو قلنا إن كل شركة تشغّل 100 عامل فيكون لدينا 3 آلاف عامل، هذا بخلاف الأعمال الأخرى من صيانة وتغذية من الخدمات الأخرى.

■ كم عدد الماكينات التى تم استخدامها فى تنفيذ مشروعات الأنفاق؟

- 4 ماكينات، وهذه الماكينات تم شراؤها بالكامل من ألمانيا وهى ملك لمصر ولن تغادر عقب تنفيذ الأنفاق.

نفق الشهيد

نفق الشهيد أحمد حمدى لم يكن لدينا خبرة كافية عند تنفيذه تحت ضغط ربط سيناء بالوادى، وإن كان هناك بعض الأخطاء أو العيوب التى أدت إلى نتائج غير مرجوة، فقد تم معالجتها وتم مراعاة كل هذه الأخطاء، واكتسبنا الخبرات من المشروعات السابقة، وتم العمل على تفادى العيوب، ولدينا استشاريون من الشركات المنفذة، ونتبع أحدث طرق الإنشاءات عند إنشاء الأنفاق الجديدة.

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة