وفاة أكبر معمر بمطروح وأقدم صانع لأدوات الزراعة عن عمر ناهز 115 عاما

02:06 م | السبت 19 ديسمبر 2015

فقدت محافظة مطروح، اليوم، أكبر معمر في المحافظة والصحراء الغربية وأمهر صناع المنتجات الخشبية البدائية، وأشهرها أدوات الزراعة القديمة التي كان يستخدمها البدو في الصحراء في أغراض حياتهم اليومية وذلك عن عمر يبلغ 115 عاما.

وقال الحاج عبدالرحمن عبدالجواد العميري، من كبار عواقل قبائل محافظة مطروح: "إننا فقدنا أحد رموز مدينة النجيلة وأكبر معمريها وهو الحاج محمد مبارك العميري عن عمر حوالي 115 عاما أكبر معمر في مدينة النجيلة ومحافظة مطروح".

وأوضح عبدالجواد: "رافقت الحاج محمد عن قرب لفترات طويلة وكان من خيرة ما أنجبت قبيلة عميرة بمدينة النجيلة غرب مطروح وأثر فينا جميعا كأهل مطروح فراقه فهو معروف لدى القاصي والداني وترك ما يقرب من 100 حفيد يعملون الآن في مختلف المجالات وعلمهم الاعتماد على النفس وكان يعمل طول عمره نجارا يصنع الأدوات البدوية منذ شبابه لأكثر من قرن، خاصة أدوات الزراعة والحرث البدوية القديمة من المحراث البدوي هو من صنعها وقدمها للمزارعين في الصحراء حتى انتشرت في القرى والنجوع".

وتابع قائلا إن المعمر الراحل كان أمهر من صنع الأدوات الخشبية القديمة البدائية مثل أدوات زراعة القمح والشعير التي نسميها في الصحراء باللهجة البدوية بخلاف المحافظات الأخرى بـ"المجرى والنوارج والغرابيل" والتي انقرضت حاليا بعد ظهور الأدوات الحديثة، وكان ماهرا في صناعة الباب والشباك للبيت البدوي والمعالف التي تأكل فيها المواشي من الأغنام والماعز والتي تتداول حتى الآن فى كل بيت تربى فيه الأغنام داخل قرى ومدن مطروح، بجانب براعته في صناعة أغراض البيت البدوى "الخيام" من جوازل وكرب وأوتاد يقف عليها البيت البدوي وآلات النسيج والنول للمرأة البدوية والشهيرة بـ"المنشاز" والتي تعمل عليها المرأة المعيلة إلى الآن على مستوى محافظة مطروح لنسج السجاد البدوي من صوف الأغنام وتتخذه سيدات عديدة مصدر دخل لهم، خاصة مع ضعف مصادر الدخل للأسر الفقيرة التي تعيش في نجوع مطروح أو السيدات المطلقات والأرامل اللاتي يعتمدن عليها لكسب قوت يومهن والإنفاق على الأبناء.