"فايزة" تقهر "سرطان النخاع" بـ"الضحك": "إحنا عيلة القُرع"

"فايزة" تقهر "سرطان النخاع" بـ"الضحك": "إحنا عيلة القُرع"
تطل من شباك غرفتها، تضع "الغسيل المبلل" فوق الحبل كي يجف، ما إن تظهر حتى تخطف أنظار من حولها، برأسها الذي يخلو من الشعر، لا تبالي بهم وتستكمل ما بدأته، وقبل أن تعود لغرفتها، تنظر لهم وتبتسم ابتسامة رقيقة، توريهم خجلًا من إرادتها القوية، ومن عزيمته التي ضربت بـ"السرطان" عرض الحائط.
تروي "فايزة محمد السيد" (52 عامًا) قصة إصابتها بالمرض، قائلة: "كنت أركض خلف صغيري كعادتنا معًا، وفي إحدى المرات انزلقت قدماي، ما أدى إلى إصابتي بانزلاق وكسور في الرقبة، اضطررت معهما إلى ارتداء (رقبة صناعية)، لكن الأمور كانت تزداد سوءًا، فلجأت للإشاعة التي أوضحت إصابتي بسرطان في (النخاع الشوكي)، الذي يعمل على تآكل فقرات العمود الفقري، ويصعب حركة الإنسان مع الوقت".
تضيف "فايزة"، لـ"الوطن": "اكتشفت إصابتي بالسرطان بعد ثورة 25 يناير، أجهدتني محاولات الشفاء، وما تبعها من جلسات الكيماوي التي تصيبني بالدوخة والقيء"، متابعة: "الكيماوي خلى شعري يقع، وجوزي ساندني، وكان ديمًا يقولي انتي هتفضلي أحلى واحدة في عينيا، ولما كنت اخرج انشر الغسيل يقولي يا حبيبتي الناس هيشوفوكي، كنت اقوله ربنا عايز كده، اللهم لا اعتراض".
"إحنا عيلة القرع".. قالتها "فايزة" وضحكت، موضحة أن أغلب نساء عائلتها مصابات بالسرطان بمختلف أنواعه، مثل "الرحم، الثدي، والكلى"، مؤكدة أنها لم تخجل من استقبال ضيوفها برأسها الخالي من الشعر، متابعة: "أنا حاسة اني صغرت 20 سنة بضحكتي، السرطان موجعنيش ومخوفنيش، أنا مبقتش قوية غير بعد ما جالي سرطان من 5 سنين".
بضحكة صافية من القلب، ولسان لم يكف عن إطلاق النكات، جلست "فايزة" تستكمل قصتها مع السرطان، لكن خبر وفاة "ولاء" صديقتها التي تعاني هيّ الأخرى من السرطان قطع ضحكاتها وحولها إلى دموع على فراق صديقتها، قائلة: "هيّ اللي شجعتني لما عرفت ان عندي سرطان، وعرفتني ازاي اقاومه، الله يرحمها".