لاعبو السيرك: "تمن الواحد فينا عند الدولة ألف جنيه.. وكأنه كلب وراح"

12:34 م | الجمعة 11 ديسمبر 2015

بعد الإعلان عن إصدار أكبر موسوعة لتوثيق فنون السيرك القومي، وعقد مؤتمر صحفي تبنته وزارة الثقافة، وحضره عدد من قيادتها، بمقر السيرك بالعجوزة، لم يلتفت أي من لاعبي السيرك القومي لما سيكتب عنهم، بقدر التفاتهم لما يعيشونه من مأسٍ، بداية من معاناتهم من التهميش، مرورا بضعف الأجور، وانتهاءً بإصابات يتعرضون لها قد تودي بحياتهم، دون أن يعيرهم أحد اهتماماً، أو يتوافر لهم تأمين مناسب لحالات العجز والإصابة.

في الوقت الذي كانت تناقش فيه الموسوعة الجامعة لفنون السيرك، كانت "الوطن" تناقش لاعبي السيرك في أزماتهم الطاحنة.

باستياء شديد من الوضع الذي يشهده السيرك حاليا، يذكر مدرب لعبة "الترامبولين" هشام داخلي أمين، تعرضه لإصابة خطيرة قبل شهر أثناء عمله، أسفرت عن كسر ساقه إلى نصفين، وما تبعها من عدم الاهتمام، بخاصة وأنه حتى الآن لم تصرف له إدارة السيرك، برئاسة الدكتور جلال عثمان، مكافأة علاجه، ولا حتى أجر العملية الجراحية، علي حد قوله.

وقال داخلي، لـ"الوطن": "الدكتور أشرف زكي هو أول من استغثت به، وتكفل بدفع كافة مصروفات الجراحة، بما فيها زرع مسامير في ساقي، فضلا عن أنه الوحيد الذي قام بزيارتي، ولم يدخر وقتا في الاطمئنان علي، وهذا ما لم يفعله هشام عطوة، وكيل الوزارة للقطاع الذي أتبعه، رغم علمه بواقعة إصابتي، فنحن نموت وكأننا كلاب، ولسنا آدميين، لم نري اهتماما من الدولة، رغم أن السيرك هو الفن الوحيد الذي يميزنا في الشرق الأوسط، وكل الوزراء لم يفعلوا شيئاً من أجل اللاعب، الذي يخاطر بحياته كل يوم من أجل إسعاد جمهوره، اليوم نجد سيطرة واضحة من الشركات الخاصة، وهذا أكبر دليل علي أن الدولة لا تريد استمرار السيرك القومي".

وتابع: "أعمل في السيرك منذ 51 عاما، وأتقاضى ألف و500 جنيه، رغم أن لاعب السيرك لا بد أن يتقاضى مالا يقل عن 10 آلاف جنيه على مجهوده، فأنا تعرضت للإصابة أثناء أداء عملي، فتعاملوا معي باعتباري "كلب وراح"، أخبرني مدير السيرك بصرف مكافأة قيمتها 4 آلاف جنيه للعلاج، ولم ينفذ وعده حتي الآن، ولا يوجد تأمين على حياتنا التي في لحظة ستذهب هدرا، ألف جنيه هي ثمن حياة لاعب السيرك، مافيش أرخص من كده".

وقال فنان السيرك محمد أبو ليلة: "السيرك يحتاج لإنشائه من أول وجديد، وما يحدث ليس في صالح السيرك ولا فنانيه ولا جمهوره، وتاريخه الذي يرجع للفراعنة يضيع، للأسف الشديد وصلنا لمرحلة الصفر في الإدارة، سواء على المستوى الفني أو التدريبي، وإذا كنا نريد التطوير الحقيقي لا بد أن نبتعد عن نظرية "الترقيع"، السيرك في حاجة لثورة حقيقية، فضلاً عن إقامة أكاديمية تخرج دفعات، وألا يكونوا من أسرة واحدة".

وتروي سمر فتحي، ابنة أحد لاعبي السيرك، معاناتها منذ إصابتها في مارس الماضي، أثناء تأديتها فقرة "الطوق الهوائي"، وتعرضها لكسر في ذراعها وظهرها، وكسر بمنطقة الحوض، ولم تدفع لها إدارة السيرك سوى تكلفة العملية الجراحية، التي بلغت 3 آلاف جنيه، دون صرف مكافأة أو تعويض، رغم أنها تعمل في السيرك منذ كان عمرها 6 سنوات، حتى تعدت الـ18 عاما، مشيرةً إلي أنها لا تتقاضي أكثر من 220 جنيها فقط.

وقال اللاعب فتحي إسماعيل إن السيرك يعاني من نقص في العديد من الخدمات، منها الأجهزة والملابس والإكسسوار والموسيقى، مشيرا إلى أنه يقوم بتصنيع أجهزة عمله داخل أروقة السيرك، ووارد أن تخرج غير صحيحة، مؤكدا أن حدوث خلل في أحد أدواته يخرج الفقرة بمستوى سيء.

وأضاف فنان السيرك القدير سيد كيلاني، الذي يعمل مهرجا، أنه لم ير أي وزير مهتما بالسيرك، ولا يوجد أي إمكانيات تشجعه على العمل، مؤكدا أن الوضع الحالي للسيرك قتل بداخله أي إبداع كمهرج، لأن كل شيء أصبح روتينيا، علي حد تعبيره، فضلا عن خوفه من خوض أي حركات خطيرة تجنباً للجلوس في البيت.