«سامح» خريج تجارة: «اشتغلت سمكرى سيارات وسواق.. أنا أحسن من غيرى»

09:37 م | الخميس 10 ديسمبر 2015

الشهادة الجامعية وحدها لا تكفى، ملخص تجربة حياتية عاشها «سامح سيد أحمد»، فى أواخر التسعينات، تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة، مرت السنوات ولم يعمل بشهادته، قرر أن يعمل سائق تاكسى، يجوب شوارع القاهرة بسيارته، يحكى مع الناس، يسمع منهم، الحكايات لا تنتهى، معظمها يتشابه مع حالته، فكم من ركاب استقلوا سيارته حكوا عن أبنائهم الذين تخرجوا فى الجامعات وجلسوا إلى جوارهم بلا عمل.. يفكر قليلاً فى حاله فيحمد الله أنه لم ينتظر الوظيفة التى تناسب مؤهله كثيراً.

«أيام ما كنت بدرس فى الكلية، ماكنش عندى أمل أشتغل بالشهادة من اللى شفته، الجيل اللى قبل منى اتعلم أحسن تعليم وملقاش شغل، مع إنى تعبت فى التعليم وتعبت أبويا وأمى معايا عشان الشهادة»، يقولها «سامح»، لركابه، مؤكداً أنه كلما جاب شوارع القاهرة بسيارته، سمع حكايات مختلفة من أناس تعبوا فى تعليم أولادهم، ثم فوجئوا «بأن قلته أحسن». لا يحمل «سامح» الدولة فقط مسئولية بطالة الشباب الجامعيين، ولكن الشباب نفسه يتحمل جزءاً من المسئولية من وجهة نظره: «أنا واحد من الشباب دول لو مكنتش سبت شهادتى واشتغلت سواق تاكسى كان زمانى لسه قاعد فى البيت، فيه أماكن شغل كتير مش لازم الشهادة، فيه مصانع فى 6 أكتوبر محتاجة شباب.. هما اللى مش عايزين يروحوا عشان المرتب قليل». عمل «سامح»، سمكرى سيارات فى فترة من حياته، وهى المهنة التى أحبها واحترفها، لكنه تركها بسبب قلة العمل وكثرة المصاريف ليعود إلى التاكسى مرة أخرى، تائهاً فى الشوارع، يتمنى أن يفتح مركز صيانة، مؤكداً أن عدداً كبيراً من زملائه فى الدفعة لم يعملوا فى مجالهم، أعز أصدقائه تخرج فى كلية الآداب ويعمل نقاشاً، ولديه صديق آخر مهندس يعمل فى الأعمال الحرة: «مستقبل الشباب فى الأجيال الجاية هيكون أسوأ، إلا إذا خططت الدولة وشاركت الشباب بمشروعات صغيرة تحد من البطالة»، مطالباً بأن يتضمن المنهج الدراسى تعليم حرفة حتى يضمن الشاب فرصة عمل فى أى مجال.