«الوطن» داخل مكتب «المرأة لمناهضة العنف»: حكايات من دفتر «شكاوى بهية»

«الوطن» داخل مكتب «المرأة لمناهضة العنف»: حكايات من دفتر «شكاوى بهية»
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
داخل محكمة شمال القاهرة بالعباسية، على الجانب الأيسر من باب الدخول، مكتب صغير الحجم تعلوه لافتة زرقاء مميزة، تلفت انتباه المارة بساحة المحكمة، «مكتب مساعدة المرأة لمناهضة العنف»، يقصده مواطنات ومواطنون من مستويات مختلفة، بحثاً عن حل أو استشارة، سيدات من طبقات فقيرة ومتوسطة، وأخريات من مستوى عالٍ، ورجال يصحبون بناتهم ضحايا عنف أو انتهاكات لا حصر لها.
رجل خمسينى «ع.ع»، رفض ذكر اسمه، تفاجأ بالمكتب الذى لم يكن يعلم بوجوده، فقرر أن يطرق بابه بعد أن فشلت كل محاولاته للحصول على حق ابنته العشرينية، فى رحلته داخل القسم، مروراً بالنيابة حتى قاعة المحكمة التى ألغت قضيته دون أن يعلم، فقرر أن يلجأ إلى هنا لعله يجد ما ينصفه، أمام باب المكتب ذى الزجاج العاكس للرؤية وقف الرجل الذى يعمل مديراً إدارياً بمصنع نسيج، يطرق الباب الذى انفتح من فوره وخرج يستقبله إلى الداخل د. محمود ياسين، الخبير القانونى بالمكتب، وبعد الترحيب به، سأله بهدوء: «إيه مشكلتك؟ أنت عارف أن المكتب يخص السيدات فقط؟»، يجيب الرجل الخمسينى بإشارة من رأسه بالإيجاب ويبدأ سارداً القصة التى أتت بقدميه إلى مكتبهم: «الشكوى تخص بنتى، يوم 17 نوفمبر اللى فات وهى راجعة من الكلية للبيت، لقت أسانسير العمارة معلق وإحنا ساكنين فى الدور التاسع، اضطرت تطلع على رِجليها، وأول ما وصلت الدور السابع لقت راجل من الجيران هو اللى معلق الأسانسير ولما واجهته بالتصرف السيئ، هجم عليها وحاول يكتم نفسها وشدها ناحية شقته عشان يعتدى عليها، ولولا ستر ربنا كانت بنتى راحت، ودى مش أول مرة يضايق بنات العمارة»، فسأله الخبير القانونى عن الإجراءات التى اتخذها الأب قبل أن يلجأ إليهم ليضمن حق بنته، فرد الرجل الخمسينى بغضب: «رُحنا قسم عين شمس ما رضيوش يعملوا حاجة عشان جارى سودانى ومعاه جنسية هولندية، الضابط قال لى: روّح وطرد الشهود، حتى أمين الشرطة اللى عاين المكان قال لى الباسبور بيغير يا بيه، ولو كان مصرى كنا جبناه لك من قفاه».
{long_qoute_1}
د. مروة حجازى، الخبير الاجتماعى للمكتب الذى يقدم استشارات اجتماعية وقانونية ونفسية، سألت «ع.ع»: «والبنت وضعها إيه؟»، ليجيبها: «بتصرخ طول الليل مفزوعة خايفة يدخل علينا الشقة وينفذ تهديده بالاعتداء عليها هى وأختها، بعد ما اتأكدت بعينيها فى القسم أن مفيش شرطة ممكن تحميها من شرهّ»، عندئذ طرحت الخبيرة الاجتماعية مجموعة اختيارات على الأب ليبدأ المكتب فى التحرك: «إنت جاى لتأهيل بنتك نفسياً، ولا عشان نمشى فى إجراءات قانونية ونوكل لك محامى»، تساءل الأب بعد ثوانٍ: «ممكن أعرف الأول الأتعاب اللى هتاخدوها منى كام؟»، ليفاجئه الرد: «إحنا مكتب مجانى تابع لوزارة العدل، أنت وبنتك مش هتدفعوا مليم، الخدمات كلها على حسابنا من أول التوكيل لحد أجرة التاكسى اللى بيجيبك عندنا»، سعادة غامرة ظهرت على ملامح «ع.ع» الذى لم يصدق نفسه وظن فى بداية الأمر أن المبنى هو أحد فروع منظمة حقوقية، بعد أن بحث طويلاً عن وسيلة اتصال بالمركز القومى لحقوق المرأة ولم يجد سبيلاً: «لولا إنى شُفت المكتب ده بالصدفة كنت روّحت إيد ورا وإيد قدام، بس المهم إنى لقيت حد يسمعنى ويساعدنى من غير ما يستغلنى، وياخد شىء وشويات، ولا الحوجة لأقسام الشرطة».
{long_qoute_2}
دقائق وتطرق سيدة ستينية الباب، تحاول الدخول وهى تردد: «أنا عندى مشكلة ممكن تساعدونى»، تسرد الحاجة «ف.م» حديثاً مطولاً عن مشكلتها التى لا تتلاءم مع وظيفة المكتب: «أنا عليا قضية إيجار متأخر، ومش عارفة أعمل إيه»، يخبرها القائمون على المكتب بأنه مخصص لقضايا العنف، فتقول فى أسى: «هو مش لما واحدة فى سنى تترمى فى الشارع ده يبقى عنف»، فلم يكن أمام د. مروة حجازى، الخبيرة الاجتماعية بالمكتب، سوى استقبالها فى الحجرة المنفصلة والعازلة للصوت لضمان خصوصية الشاكية، لأكثر من نصف ساعة تستمع إلى مشكلتها وتعدها بالحل والبحث عن مؤسسة خيرية تدفع عنها الإيجارات المتأخرة قائلة: «مفيش ست تلجأ لينا وهنخذلها لكن إحنا مش مكتب خيرى، بس بنحاول ندور على حلول وبدائل»، بعد ساعة ونصف تقريباً خرج الرجل والمرأة وهما فى بالغ الشكر والسعادة من تعامل فريق المكتب.
إقبال شديد يشهده مكتب مساعدة المرأة لمناهضة العنف، تدخل سيدة من هيئتها تبدو أنها ميسورة الحال، تتحدث «العربية» بصعوبة، لحصولها على جنسية أخرى، وتلقيها تعليماً رفيع المستوى بالخارج، تسرد حكايتها مع زوجها «الملياردير» وفق قولها، وأحد الشخصيات العامة، طلبت عدم ذكر اسمه، الذى طردها فأصبحت «هانم أمس» مشردة اليوم، تقيم فى «بنسيون» درجة ثالثة، لا مأوى لها غيره: «أنا جيت من كندا، وعشت معاه 20 سنة وفى الآخر قال لى برَّه عشان يتجوز تانى، مفيش ليكى فلوس عندى»، عندئذ قررت «م.م» أن تسمع بنصيحة صاحبة البنسيون وتتجه إلى المحكمة لرفع دعوى نفقة، وفى طريقها لمحت مكتب مناهضة العنف للمرأة الذى لم تكن تزوره للمرة الأولى عندما التقت بها «الوطن» فتقول: «أنا باجى كل يومين أقعد مع الدكتورة النفسية، حالتى وحشة قوى وصعبان عليا نفسى، وهفضل معاهم لحد ما آخد حقى وهمّا وعدونى».{left_qoute_1}
بين السيدات اللائى ترددن على المكتب الذى بدأ تفعيل خدمته منذ 5 أو 6 أشهر، بحسب د. مروة، كان هناك طرف آخر لم يكن يعلم بشأن المكان، ومن بينهم رضوى عمرو، إحدى ضحايا ظاهرة التحرش، التى أشارت إلى أنها توجهت لقسم الشرطة ولم تجد من الضابط سوى تساؤلات «مستفزة»، حسب وصفها، لم تنصفها فى شىء، الفتاة العشرينية التى بحثت عن وسيلة قانونية تحميها تقول: «بحس فى القسم إنى جانى مش مجنى عليه، وإنى أنا اللى هخرب على الشاب وهضيع مستقبله، لكن هو اللى تسبب فى مشكلة نفسية ليا ولد مفيش فيه عيب، بلدنا للأسف ماشية بالعكس»، أكدت د. مروة حجازي، الخبيرة الاجتماعية، أنه يستقبل جميع السيدات من سن 18 عاماً، ولا يشترط الجنسية المصرية: «أى ست اتعرضت لعنف إحنا تحت أمرها حتى لو خبطت ودخلت عشان تفضفض زى سيدات الطبقة الراقية اللى بيترددوا علينا»، وتتابع «حجازي» التى تتحدث عن المشروع الذى ترأسه المستشارة جيهان البطوطى، والذى يسجل باستمارات تعارف وتقارير مفصلة وسرية فى الوقت ذاته: «لو أبوكى أو جوزك حب يطلع على التقرير مرفوض، أول ما بتخرجى من المكان صلتنا بتنقطع بيكى»، «مروة» أشارت إلى أن المكتب تابع لوزارة العدل، ويشرف عليه المستشار أحمد الزند وزير العدل، والمستشار محمود الرشيدي رئيس محكمة شمال القاهرة، والمستشارة غادة الشهاوي مساعد وزير العدل لحقوق المرأة والطفل، وله 3 فروع فى الإسكندرية وطنطا وأسوان، إضافة إلى القاهرة، ويضم 12 خبيراً خضعوا لدورات تدريبية مكثفة لأشهر، لضمان استمرار المكتب الذى يستعد لتفعيل خدمة الخط الساخن فى أقرب فرصة، حسب قولها.
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة
- أقسام الشرطة
- أمين الشرطة
- إجراءات قانونية
- الجنسية المصرية
- الخط الساخن
- الرجل والمرأة
- الشخصيات العامة
- المركز القومى
- المستشارة جيهان البطوطى
- حقوق المرأة