انعقاد "التعاون الخليجي" للاتفاق على رؤية مشتركة بشأن القضية السورية
انعقاد "التعاون الخليجي" للاتفاق على رؤية مشتركة بشأن القضية السورية
صورة أرشيفية
يعقد قادة مجلس التعاون الخليجي، لقاء قمة، اليوم، في الرياض في مرحلة -دقيقة- بالنسبة للدول المنشغلة بالنزاعات في اليمن وسوريا، وانخفاض أسعار النفط.
وتعلن القمة، تأييدها لجهود توحيد مختلف أطياف المعارضة السورية المدعومة من معظم دول الخليج، والتي تبدأ اليوم في الرياض، أيضا اجتماعا للاتفاق على رؤية مشتركة من الحل في سوريا، تمهيدا لمفاوضات محتملة مع نظام الرئيس بشار الأسد.
كما تأتي القمة الخليجية قبل أيام من مباحثات في سويسرا، بين طرفي النزاع اليمني الذي حصد آلاف الضحايا خلال أشهر، حيث تنخرط دول خليجية عدة في التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين دعما للرئيس عبدربه منصور هادي.
ويقول الباحث اليمني الزائر في مركز كارنيجي الشرق الأوسط فارع المسلمي، لوكالة "فرانس برس"، "تأتي هذه القمة بينما يشهد الخليج واحدة من سنواته الأكثر دقة".
كما أشار إلى وجود "تباين داخلي" بين دول مجلس التعاون، السعودية، والأمارات، والبحرين، والكويت، وقطر، وعمان، في ظل التحديات ال،منية والاقتصادية التي تواجهها.
ومن أبرز هذه التحديات، الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران التي تجمعها علاقة خصومة وتباين مع عدد من الدول الخليجية، ما يرفع عن كاهل الجمهورية الإسلامية وطأة عقوبات اقتصادية دولية مفروضة عليها منذ أعوام، في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وتنظر دول خليجية أبرزها المملكة العربية السعودية، بعين الريبة إلى تنامي نفوذ إيران في الشرق الأوسط والخليج، لا سيما في اليمن حيث تدعم الرياض الرئيس هادي مقابل تأييد إيران للحوثيين، وفي سوريا حيث تدعم الرياض المعارضة مقابل دعم طهران للنظام.
ويرى نيل بارتريك، مؤلف كتاب عن السياسة الخارجية السعودية يصدر الشهر المقبل، ان "التحدي الاساسي الذي يواجه قمة دول مجلس التعاون الخليجي، كالعادة، هو ضمان جبهة موحدة حيال التحديات الاستراتيجية الاساسية في المنطقة".
وترى الباحثة في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتم هاوس، جاين كينينمونت أن صراع النفوذ بين دول الخليج أضعف قدرتها على العمل الجماعي لمواجهة الأزمات الإقليمية.
وتضيف "هم في حاجة إلى خطاب مشترك أكثر وضوحا تجاه تهديدات إقليمية محورية"، مشيرة إلى أن التعاون بين الدول الست تركز خلال الأعوام الماضية على الشؤون الاستخبارية والأمنية، بدلا من تحقيق اندماج أكبر في ما بينها الذي كان أحد الأهداف الأساسية لتشكيل المجلس.
وتعتبر كينينموت، أن هذا الانخفاض "يجب أن يجعل قادة دول مجلس التعاون يركزون" على الاندماج الاقتصادي وتطوير البنى التحتية المشتركة.
وخسر برميل النفط أكثر من 50% من سعره منذ يونيو 2014، وسجلت أسعاره الثلاثاء أكبر انخفاض لها منذ 7 سنوات بسبب تخمة العرض وضعف الطلب.
وبدأت دول خليجية باعتماد إجراءات تقشف محدودة في ظل انخفاض أسعار النفط، مع توقع صندوق النقد الدولي انخفاض عائدات هذه الدول بنحو 275 مليار دولار هذه السنة.