نشاط "السيسي" مع قبرص واليونان يبعث برسائل هامة لـ"تركيا وإسرائيل"

كتب: الوطن

نشاط "السيسي" مع قبرص واليونان يبعث برسائل هامة لـ"تركيا وإسرائيل"

نشاط "السيسي" مع قبرص واليونان يبعث برسائل هامة لـ"تركيا وإسرائيل"

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن اللقاء الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص يفتح آفاقًا للتعاون بين مصر ودول المتوسط وأوروبا، خاصة في مواجهة الإرهاب الذي يمثل تهديدًا للإنسانية كلها.

وقال موقع قناة "روسيا اليوم"، في تقرير اليوم، إن مصر جمعتها علاقة شديدة الخصوصية منذ ثورة 30 يونيو مع اليونان وقبرص، وتعددت اللقاءات التي تجمع مصر مع جارتيها وبوابتها لأوروبا، كما يؤكد ذلك الرئيس السيسي نفسه في اللقاءات العديدة التي جمعته مع الرئيس القبرصي، ورئيس الوزراء اليوناني، والتي تهدف جميعها إلى عدة أهداف من بينها ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، وتأكيد التعاون في مكافحة الإرهاب، والتوافق فيما يرتبط بآبار الغاز، ومواجهة التهديدات التركية للمنطقة، وترسيخ التعاون من أجل استقرار شرق المتوسط.

{long_qoute_1}

اعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن "استقرار الشرق الأوسط والمنطقة أحد أهم المخاطر التي لا بد من مجابهتها بشكل جماعي، والتعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي أمور هامة للغاية، والعلاقات مع اليونان كانت وما زالت تنمو أكثر، وتتطور أكثر مما كانت عليه، كما أن اليونان تتمتع دائمًا بالمواقف الإيجابية فيما يخص رؤية مصر خلال السنوات الأخيرة الماضية، مشيرًا الى أن اليونان كانت دائمًا الصوت المصري أمام الدول الأوروبية، وجارٍ الترسيخ لتعاون سيكون نواة لتعاون إقليمي كبير.

{long_qoute_2}

وقال يورجوى تيسبراس، الأمين العام للشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية اليونانية، إن القمة "المصرية - اليونانية" ناقشت المستجدات في المنطقة وجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا وسوريا، إلى جانب تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة "المتوسط" ومكافحة الإرهاب الذي أصبح من أخطر التحديات التي تواجه العالم، خصوصًا أن مصر تلعب دورًا مهمًا في مواجهة الإرهاب وينبغى التعاون معها من قبل جميع دول العالم، لافتًا إلى أن اليونان في مقدمة الدول التي يهمها التعاون مع مصر لمواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى توقيع عدد من الاتفاقيات بمجالات متنوعة للتعاون المشترك في مقدمتها الطاقة والنقل، وأيضًا ربط قناة السويس بالموانئ اليونانية لتعزيز النقل البحري.

وبيّن أن القمة الثلاثية تهدف لدعم استقرار البحر المتوسط وتنشيط التعاون المشترك والتعاون في مكافحة الإرهاب والاستفادة من "الاحتياطيات الهيدروكربونية" في منطقة شرق المتوسط، فضلًا عن تعزيز التعاون في مجالات السياحة والملاحة البحرية لنقل الركاب والبضائع.

{long_qoute_3}

كشف ميخاليس ميخائيل، المستشار الإعلامي لسفارة قبرص في القاهرة، أن الرئيس السيسي سيبحث مع نظيره القبرصي أناستاسيادس، خلال القمة الثلاثية، تطورات الاتفاق الموقع بين البلدين بشأن استيراد مصر للغاز من قبرص، رغم الإعلان عن الاكتشاف الهائل لحقل "ظهر" في المياه الإقليمية المصرية من قبل شركة "إينى" الإيطالية.

وأضاف أنه رغم هذا الاكتشاف ستواصل مصر العمل على استيراد الغاز من قبرص، مشيرًا إلى أن وزير الطاقة القبرصي زار مصر مؤخرًا، والتقى نظيره المصري طارق الملا، لبحث الاتفاق الخاص باستيراد الغاز من نيقوسيا خلال الفترة المقبلة.

فيما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، محمد عبدالحكم، إن المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان، تأتي في إطار جهود مصر في محاربة الإرهاب، والحصول على دعم وتأييد اليونان في ذلك المجال، مشيرًا إلى  أن استقرار مصر يُعول عليه استقرار منطقة الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن التعاون العسكري هو أحد الملفات الهامة للرئيس السيسي خلال زيارته لليونان.{left_qoute_1}

رسائل عدة يحملها تكثيف التعاون العسكري المصري اليوناني خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد اكتشاف آبار غاز في منطقة شرق المتوسط والتداخلات التركية والاسرائيلية في هذه المنطقة، ما يجعل للمناورات رسالة ردع مهمة لكل من تركيا وإسرائيل، خاصة وأن المناورات البحرية والجوية الحالية بين البلدين ليست الأولى وليست كذلك مفاجئة.{left_qoute_2}

وشهدت الفترة الأخيرة، تطورًا كبيرًا بين البلدين، سواء كان عن طريق تبادل الزيارات بين وزراء الدفاع والقادة العسكريين، ويساند السيسي، تحالف  "مصر - اليونان – قبرص" الذي دشنه للعمل المشترك من أجل تنمية الموارد وترسيم الحدود البحرية.

مصر تبعث برسائل عدة من بينها أنها قادرة على حماية مصادر الطاقة الخاصة بها، والتحرك في أي وقت ولأي مكان لحماية مقدرات الأمن القومي المصري، إضافة إلى أن التدريب يحمل نقاطًا مهمة، على رأسها التدريب على أعمال الاعتراض البحري مثل اعتراض المهربين والقرصنة البحرية وحق زيارة وتفتيش السفن المشتبه بها.{left_qoute_3}

كما أنها تعبر عن قدرة مصر على حماية مصالحها خارج حدودها، وهو الأمر الذي تجلى في المناورات العسكرية التي جرت خلال العام الأخير منها المناورة البحرية المشتركة المصرية اليونانية، "أليكساندربوليس 2014"، والتي استمرت عدة أيام بنطاق المياه الإقليمية اليونانية، بمشاركة عدد من الدول العربية بصفة مراقب، وشارك في التدريب، وحدات وقطع بحرية، شملت المدمرات ولانشات الصواريخ وسفن النقل والإمداد وطائرات مكافحة الغواصات من الجانبين، لتنفيذ العديد من الأنشطة، منها تخطيط الجانبين أعمال قتال مشتركة نهارًا وليلًا، لتأمين نطاق البحر المتوسط.

فيما شهد الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ونظيره اليوناني الفريق أول ميخائيل كوستراكوس، والوفد المرافق له، المرحلة الرئيسية للتدريب الجوي المصري اليوناني المشترك "حورس 2015"، وشملت مراحل التدريب أعمال التخطيط لتنفيذ أعمال قتال مشتركة لصد وتدمير الأهداف المعادية وتوحيد المفاهيم والمصطلحات وتبادل الخبرات المكتسبة، وأخيرًا هذه الأيام يجرى التدريب البحري الجوي المشترك "ميدوزا 2015"، في ديسمبر الحالي، بمشاركة وحدات من القوات البحرية والجوية المصرية، متجهة إلى اليونان للمشاركة في فعاليات التدريب المشترك، والذي يستمر لعدة أيام.

يأتى ذلك الى جانب نحو 5 زيارات متبادلة بين كبار القادة العسكريين في البلدين خلال العام الأخير، ما يثبت أن التعاون المصري اليوناني القبرصي رسالة وتحرك قوي من مصر لمواجهة المخاطر التي تحدق بمنطقة شرق المتوسط التي تدخل كجزء من بين الإشكاليات المتعددة التي يعانيها، لكن هذه المرة لمواجهة أطماع إقليمية في مصادر الطاقة لمصر وقبرص واليونان.


مواضيع متعلقة