الأقمار الاصطناعية تسهر على سلامة الغابات والمياه في حوض الكونغو

كتب: (أ ف ب) -

الأقمار الاصطناعية تسهر على سلامة الغابات والمياه في حوض الكونغو

الأقمار الاصطناعية تسهر على سلامة الغابات والمياه في حوض الكونغو

يعمل في الجابون مرصد متصل بالأقمار الاصطناعية على مراقبة مساحة تضم 23 بلدًا إفريقيًا بهدف تعزيز إجراءات حماية البيئة ومكافحة التلوث البحري والاستثمار المفرط للغابات.

ويتيح هذا المرصد التقاط صور من الأقمار الاصطناعية عالية الدقة تغطي مساحة شعاعها 2800 كيلومتر، وهو يقع في نتوم على بعد ثلاثين كيلومترًا من ليبرفيل.

ولدت فكرة هذا المشروع المسمى "آغيوس" أو الوكالة الجابونية للدراسات وأعمال المراقبة الفضائية في العام 2007 أثناء انعقاد مفاوضات دولية حول المناخ، وهو ثمرة اتفاق مع الوكالة الفرنسية للتنمية.

ويقول علي بونجو أندويمبا الأمين العام للمجلس الوطني الجابوني للمناخ، إن "هذا المشروع جعلنا ندرك من جهة أهمية غاباتنا، وجعل من الصور الملتقطة من الفضاء مرجعًا لنا في المجال العلمي من جهة أخرى".

ويتصدى هذا المشروع للإجابة عن أسئلة تتعلق بالبيئة والمناخ في إفريقيا، مثل معرفة الأسباب التي جعلت بحيرة تشاد تفقد 90% من مساحتها في نصف قرن، ومعرفة أثر النشاط البشري على الغابات في الجابون.

ويضيف بونجو: "تقع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على ثاني رئة خضراء في العالم (بعد غابة الأمازون)، وقد بات لدينا الإمكانات اليوم، للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بذلك".

ووقعت الوكالة الجابونية جملة اتفاقات مع وكالات أجنبية منها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ومجموعات صناعية مثل الفرنسية الإيطالية تيليسبازيو، للحصول على صور مباشرة من الأقمار الاصطناعية.

ويقدم خبراء فرنسيون يد العون في هذا المشروع أيضا، ويقول العالم غيسلان موسافو: "عملنا يشبه تحليل صور الأشعة التي يطلبها الأطباء، علينا أن نحلل ونفهم الصور بشكل دقيق".

ويعمل موسافو مع فريقه على تصميم خريطة جديدة لغابات الجابون التي تمتد على 80% من مساحة هذا البلد، ومنها غابات عذراء تخترقها شبكة كثيفة من الأنهار والمجاري المائية.

ومن أهداف هذه الخريطة التقدم في حماية التنوع البيئي، إذ أن هذه الغابات تضم تنوعًا كبيرًا في الأنواع الحية، من النمور والفيلة إلى الظباء والقرود.

وتقول الحكومة الجابونية، إنها تعمل على التوفيق بين حماية هذا النظام البيئي الفريد ومتطلبات التنمية الاقتصادية والزراعية والمنجمية.

وتجري أعمال المراقبة من خلال شاشة تظهر عليها نقاط عدة تشير إلى وجود السفن قبالة سواحل الجابون.

ويقول الخبير في مجموعة تيليسبازيو دومينيك روزييه، العامل في مشروع آغيوس، إن "تحليل الصور مهم لفهم ماذا يفعلون هناك.. هنا مثلًا لدينا بيانات تشير إلى أن هذه السفينة تدعى آيه إس فينيسيا، وهي ترفع علم ليبيريا، أصبح من السهل أن نعرف ما إن كان لها الحق في أن تصطاد هنا".

ويعد العلماء تقارير ترفع إلى السلطات الجابونية، وفيها معلومات قيمة لمن يرغبون في ملاحقة السفن العاملة بصورة غير شرعية، أو حسن إدارة الثروة السمكية في المحيط من خلال تقدير الحجم الموجود حاليًا.

ولا تمانع الوكالة الجابونية في مشاركة معلوماتها مع أي من الدول التي يغطيها نطاق مراقبتها، لقناعتها بأن غابات حوض الكونغو ثروة يجب أن تدار بجهد مشترك، وتجري حاليًا مباحثات مع رواندا والكونغو للنظر في طرق الاستفادة من أعمال المراقبة الفضائية هذه.


مواضيع متعلقة