منفذة هجوم كاليفورنيا.. مالت في سنواتها الأخيرة للتحفظ وبايعت "داعش" الإرهابي

12:20 م | الأحد 06 ديسمبر 2015

لاحظ من يعيشون بالقرب من تشفين مالك، خلال السنوات الأخيرة من حياتها، أنها بدأت تميل لارتداء ملابس أكثر تحفظًا، ودعت الناس بحماسة أكبر لمزيد من الورع.

تقول عمة تشفين مالك، في مسقط رأسها باكستان، إن أنباء ميول ابنة أخيها (29 عاما) الدينية، كانت آخر ما سمعته عنها قبل الأسبوع الماضي، عندما علمت أن تشفين وزوجها ارتديا قناعين وحملا بندقيتين وقتلا 14 شخصا في جنوب كاليفورنيا.

تضيف حفصة بتول عمة تشفين، التي كانت تتحدث من بلدة كرور لال إيسان مسقط رأس أسرة مالك (450 كيلومترا جنوب غربي العاصمة الباكستانية إسلام آباد): "سمعت من أقاربنا، أنها أصبحت شخصية دينية، وغالبًا ما تدعو الناس للالتزام بتعاليم الإسلام في حياتهم"، فيما ما تزال رحلة تشفين من باكستان وحتى وقوع تلك الأحداث الدامية الأسبوع الماضي، عندما قتلت هي وزوجها 14 شخصًا، كانوا مجتمعين في حفل، لغزًا غامضًا حتى الآن.

وقال مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالية، وممثلو الدفاع عن الأسرة، وآخرون، إنهم لا يعرفون الكثير عن تشفين كربة منزل وأم، بخلاف ما تبين الجمعة الماضي، من أنها بايعت تنظيم "داعش" الإرهابي على الولاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قبل أن تشن هي وزوجها أمريكي المولد سيد فاروق (28 عاما) الهجوم الدامي.

وقُتل فاروق وزوجته، في تبادل إطلاق نار عنيف مع الشرطة، بعد ساعات من فتحهما النار على تجمع لرفاق عمل في الإدارة الصحية لمقاطعة سان برناردينو، حيث يعمل فاروق كمفتش في أحد المطاعم، فيما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالية، أنه يحقق في الواقعة باعتبارها هجومًا إرهابيًا.

ويعتزم الرئيس الأمريكي باراك اوباما، الإدلاء بخطاب للأمة الليلة، حول الهجوم وحول جهود الإدارة للحفاظ على الأمة آمنة.

وفي وقت سابق أمس، داهمت السلطات منزلًا مجاورًا لمنزل أسرة فاروق في مدينة ريفرسايد بولاية كاليفورنيا، وكسرت النوافذ واستخدمت شعلة قطع للوصول إلى المرآب، حسبما أفاد جيران، فيما لم يوضح مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) ما كان يبحث عنه، لكن أحد الجيران قال إن صديقًا قديمًا لأسرة فاروق كان يعيش هناك.

وقبل أكثر من 3 سنوات، اشترى هذا الشخص بندقيتين استخدمتا لاحقا في إطلاق النار، لكن السلطات لم تتمكن من التحدث إليه لأنه دخل مستشفى للأمراض العقلية بعد الهجوم، حسبما أفاد مسؤول بـ"إف بي آي"، تحدث شريطة التكتم على هويته لأنه غير مخول بمناقشة قضية قيد التحقيق.

وقال "إف بي آي": "الرجل ليس مشتبها به في حادث إطلاق النار، ورغم ذلك كان المحققون يريدون استجوابه".

ولفت مسؤولون أمريكيون، إلى أن فاروق كان على اتصال بمتطرفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحين أن هذه الاتصالات لم تكن حديثة، ولم تكن تشمل أي مشتبه بهم كبار مسجلين لدى "إف بي آي".

ولد فاروق في شيكاغو لأبوين باكستانيين ونشأ في كاليفورنيا الجنوبية، ووصلت مالك إلى الولايات المتحدة عام 2014 بجواز سفر باكستاني، وتأشيرة خطيبة، لكنها قضت فترات طويلة في السعودية، وبدأت دراسة الصيدلة في جامعة بهاء الدين زكريا في مدينة مولتان الباكستانية عام 2012.

وقالت خادمة بمنزل مولتان حيث كانت تعيش مالك، إنها كانت ترتدي في البداية حجابًا يغطي رأسها فقط وليس وجهها، وقبل عام من زواجها، بدأت ارتداء "البرقع"، بحسب الخادمة، التي تحدثت شريطة التكتم على هويتها خوفا من تعريض عملها مع الأسرة للخطر.