وحيد حامد يكتب: مشعلو الحرائق.. وضاربو الدفوف..!!

كتب: وحيد حامد

وحيد حامد يكتب: مشعلو الحرائق.. وضاربو الدفوف..!!

وحيد حامد يكتب: مشعلو الحرائق.. وضاربو الدفوف..!!

من الطرائف التى قرأتها أخيراً.. أن الثعلب والحمار اختلفا فى لون البرسيم، قال الثعلب إنه أخضر وقال الحمار إنه أصفر.. وحسماً للأمر قررا عرض الأمر على ملك الغابة «الأسد»، ليقرر ويحكم بينهما، فقال الأسد إن البرسيم لونه أخضر.. وصرخ فى الحمار: «انصرف يا حمار»، الذى رمح بأقصى سرعة خشية أن يجعله الأسد طعاماً شهياً له.. وبالطبع عاش الثعلب لحظة الانتصار وأحس بالنشوة، وهو ينتظر حكم الأسد بشأنه وهتف بثقة واطمئنان: وأنا يا مولاى..؟ نظر إليه ملك الغابة نظرة غاضبة وساخطة وأصدر حكمه: «سنة سجن يا ثعلب»..!!

بُهت الثعلب، وارتخت عضلاته، ومن هول الصدمة صرخ راجياً ومتسائلاً ومستعطفاً: لماذا يا مولاى تصفح عن المخطئ وتعاقب الذى أصاب..؟؟

قال الأسد، وقد ارتدى رداء الحكمة: إذا أخطأ الحمار، فلا يقع عليه أى عقاب، لأنه حمار..!! أما أنت فقد أصبت فى لون البرسيم وأخطأت فى جدالك مع الحمار، وعليه كان حكمنا عليك.. وأعتقد أن من أسباب هذا الارتباك الذى نعيشه.. وهذا الاختلاف الذى يشملنا يرجع إلى نقاش الثعالب مع الحمير.. حيث يكون الفوز للحمير..!!

 

{long_qoute_1}

 

لا أحب أن أكون من الثعالب، وأيضاً لا أحب النقاش مع الحمير، وما أكثرهم..!!

فالثعلب والحمار كلاهما لديه عقل حيوان، أما نحن فلدينا نعمة الله التى لا مثيل لها، وهى عقل الإنسان، عقل الإنسان الذى ارتقى بالبشرية عبر كل العصور والأزمان وأنشأ العلوم والفنون والمعارف وأقام الحضارات، وبالتالى وجب علينا إعمال هذا العقل فى كل أمورنا وأحوالنا وصولاً إلى مصائبنا التى نتجاهلها أحياناً ونعمل على إنكارها أحياناً، تاركين الفرصة أمامها كى تتضخم وتتكاثر وتنتشر، ومن يُعمل عقل الإنسان فيما يجرى فى مصر الآن يجد أن المواطن المصرى الغلبان أصبح محاصراً بين مشعلى الحرائق وضاربى الدفوف.. وكلاهما يبالغ، وكثيراً ما يكذب ويضلل، وفى حالات ليست بالقليلة يفترى ويفجر.. والإنسان الذى يجهد عقله قليلاً يدرك أن المجتمع المصرى الآن عبارة عن ساحة حرب إعلامية منذ ثورة 25 يناير التى يعتبرها البعض الآن مؤامرة، ورأيى الذى لا أفرضه على أحد أنها كانت فى البداية وفى الأصل هبّة أو انتفاضة شعبية وطنية ضد نظام حكم فقد صلاحيته وبات ميئوساً منه، ولو أن الأمر استمر نقياً ووطنياً لكانت النتيجة أفضل عشرات المرات مما نحن عليه الآن.. إلا أن اقتحام جماعة الإخوان مع التيار السلفى الوهابى مع الجماعات الإسلامية الأخرى، بالإضافة إلى النخبة التى ظهرت فجأة وهم يحملون راية الثورة فى الظاهر، أما الباطن والخفى أنهم عملاء مدربون لديهم مهام واجبة التنفيذ، هذه المهام كانت بتكليف أمريكى وأوروبى لإجهاض الانتفاضة الوطنية الحقيقية، وتمكين جماعة الإخوان وكل من يدور فى فلكها.. وفعلاً جاءت الجماعة وأمسكت بزمام البلاد لمدة عام ورحلت.. إلا أن النخبة الفاسدة من العملاء المدربين ظلت باقية تمارس دورها فى وقاحة وإصرار حتى الآن.. ولأن صناعة الكلام قد تألقت وصارت الأهم والأغلى، فقد تم افتتاح دكاكين «التوك شو» التى تتخذ من السياسة ومشاكل البلاد بضاعة لها وأصبح لكل دكان من يرعاه ويزوده بالبضاعة المطلوبة والتى يجب ترويجها.. ولما كان الهدف هو الاستيلاء على عقل المواطن، فقد رأينا على الشاشة وجوهاً كثيرة لم يكن لهم فى «الطور أو الطحين» وما زالوا..!! بعضهم يملك القدرة على الإقناع ولو بالباطل وهؤلاء هم الأغلى أجراً، والمثل العامى يقول: «الحظ لما يآتى يخلّى الأعمى ساعاتى» وهكذا صار العميان يقودون المبصرين..؟؟ بعض الدكاكين بضاعتها المعارضة وهذه بضاعة جيدة ومطلوبة ومرحب بها بشرط أن تكون معارضة من أجل البناء لا الهدم.. وكشف الفساد والإهمال والعجز عمل له أجر وثواب فى الدنيا والآخرة.. والمطالبة بالحرية وتوفير الأمان للناس حق لا يجادل فيه أحد.. والمناداة بحياة كريمة لكل مواطن من الأهداف الإنسانية والوطنية.. أما نشر الأكاذيب وترويجها والإلحاح الشديد فى إقناع الناس بها فهذا عمل من أعمال الشيطان لا الإعلام.. مشعلو الحرائق يتحدثون دون ملل أو كلل عن الاختفاء القسرى مع توجيه الاتهام إلى أجهزة الدولة الأمنية بأنها وراء ذلك.. ومراراً وتكراراً تعلن هذه الأجهزة عدم مسئوليتها عن ذلك، وتبعد نفسها عن كل شبهة، ولكن بلا فائدة.. الآلة الإعلامية مستمرة فى دورانها.. وفجأة ودون بحث تكشف لنا المقادير أن هؤلاء المختفين قسرياً، كما يزعمون، هم ضمن العناصر الإرهابية، سواء تم تجنيدهم أو ذهبوا بإرادتهم وقناعتهم الشخصية.. يذهبون لقتال الدولة وتُتهم الدولة بخطفهم.. يا سبحان الله..!!؟ {left_qoute_1}

 

الإرهاب يضرب.. وفرقة مشعلى الحرائق لا يرون إلا أخطاء الدولة

 

هل يعلم مشعلو الحرائق أن قرابة السبعمائة فرد مصرى أغلبهم من الشباب فى صفوف تنظيم داعش بسوريا والعراق فقط.. وبالتأكيد هناك عدد آخر فى صفوف داعش الموجود فى ليبيا.. كل هؤلاء هل نحمّل الدولة مسئولية اختفائهم..؟؟ خطف البشر وإخفاؤهم عمل من أعمال العصابات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية.. أما الدولة -أى دولة- لديها القدرة على احتجاز أى شخص سواء بحق أو بغير حق وفى العلن، ودائماً الدولة لديها مبررات مقبولة أو غير مقبولة!! إذن، لا يوجد ما يدفعها إلى الخطف أصلاً.. مشعلو الحرائق يستغلون أوجاع الناس.. الفقر والمرض وغلاء الأسعار ويدقون الطبول.. وكأن نظام الحكم الحالى، الذى لم يكمل عامه الثانى، هو الذى جاء بالفقر والمرض وغلاء الأسعار..! سألت رجل الأعمال الساخط، الذى يعانى من حالة الركود بالنسبة لأعماله: كيف كان حال البلد بعد رحيل الإخوان..؟ هتف بسرعة: خرابة.. قلت: يا أخى قليلاً من الصبر ليس إلا، فالخرابة لن ترجع عامرة بأهلها وأرزاقها بين يوم وليلة.. إعادة إعمار هذا البلد تتطلب أولاً إعادة إعمار الإنسان المصرى وتأهيله من جديد، بحيث يدرك أن العمل الجاد والمخلص هو السبيل الوحيد للحياة الكريمة.. بأن يقدر أهمية الانتماء وأن الوطن هو إرث للأجيال المقبلة لا بد أن يحافظ عليه ويرتقى به.. إعادة بناء الإنسان المصرى المفروض أن تسبق كل بناء..

وكما أسلفنا، يتاجر مشعلو الحرائق بكل ما يختص بأقوات الناس.. وكانت مشكلة رغيف الخبز هى الطافية على السطح، والزاعقة بشدة منذ سنوات عديدة حتى إن طوابير الخبز كانت تشهد المشاحنات والمعارك.. والحمد لله تم حل هذه المشكلة وأصبح الرغيف متاحاً بلا عناء يذكر، فانتقلنا إلى اللحوم والدواجن والخضراوات، فإذا بالدولة تقوم بواجبها، وبوسائل لا تخفى على أحد، وتعمل على تخفيض الأسعار وضبطها.. وهنا يتحول مشعلو الحرائق إلى السخرية، ويلجأون إلى التنكيت والتبكيت وإثارة الغبار على إنجاز حقيقى..

أيضاً..

نحن البشر فى مختلف المهن بيننا الصالح والطالح.. الفاسد والشريف.. السليم جسماً، وعقلاً، والذى يعانى نقصاً فى الجسم والعقل.. السوى وغير السوى.. المستقيم والمنحرف.. هذا حال المجتمعات كلها فى الدنيا كلها، وليس فى مصر وحدها.. وهذا الحال ينطبق على ضباط الشرطة.. فيهم.. وفيهم.. بالبلدى كده.. وأن يرتكب أحد ضباط الشرطة فعلاً مجرماً سواء كان بقصد أو دون قصد.. وسواء كان بسبب فساد شخص.. أو مرض نفسى أو عجرفة.. أو شعور زائد «بالأنا» الذى يحدث بسبب الإحساس بالسلطة أو لأى سبب آخر.. فإن إعمال القانون على الضابط أمر حتمى شأنه شأن المواطن العادى.. ضابط البوليس على رأسه ريشة.. بل تاج.. عندما يحافظ على القانون ويعمل على تنفيذه بأمانة وشرف.. وعلى رأسه وصمة عار عندما يهدر القانون.. أو يتصور أنه قد أصبح القانون ذاته.. والتجاوزات التى حدثت فى توقيت واحد تقريباً من بعض الضباط، التى لم يتم التستر عليها مع الاعتراف الكامل من وزارة الداخلية بحدوثها وإحالة كل واقعة إلى النيابة المختصة.. كان المفروض أن يكف مشعلو الحرائق عن النفخ فى النار.. ولكن لأن الهدف هو هدم وزارة الداخلية أولاً.. وإرهاب ضباط الشرطة وكسر إرادتهم ثانياً.. وتحريض المجتمع على القوة المنوط بها حمايته ثالثاً، وكأننا نكرر نفس السيناريو الذى تم تنفيذه فى 25 يناير..!!

ضرب جهاز الشرطة بواسطة الثغرة التى هى فساد ورعونة نفر قليل من ضباطه.. ثغرة يجب إغلاقها بجدية وحسم قبل أن تتسع وتصبح فجوة لا نقدر على سدها ونصبح على ما فعلنا نادمين..!!

 

{long_qoute_2}

 

مشعلو الحرائق وأصحاب «بوتيكات» حقوق الإنسان فى مصر.. مثلهم مثل صيادى العقارب والأفاعى.. هؤلاء الذين يهتمون بحق المجرم.. ولا يهتمون بحق الضحية.. يتجاهلون الإرهابى الداعشى الذى يفجر نفسه فينا فيقتل الأبرياء.. يقتل القضاة.. وكل ما يحدث.. خبر حزين.. وجنازة أكثر حزناً.. ثم البقية فى حياتكم.. وينتهى الأمر.. يصاب مشعلو الحرائق بالصمت.. بالخرس التام.. لأن هذا الأمر خارج نطاق المهام المكلفين بها.. هذا الأمر الحديث عنه غير مقبول لدى جهات التمويل.. للمرة الثانية أو الثالثة أطالب الدولة بأن تكشف للرأى العام عن الأسماء التى باعت وطنها وشرفها.. إذا كانت الدولة غير قادرة على محاكمتهم وإعمال القانون فى شأنهم، فإن فضح أفعالهم من الأمور التى لا يجب إخفاؤها.. لقد فضحت الدولة أفعال وزراء، آخرهم وزير الزراعة «هلال»، ومعه رجال أعمال.. سماسرة.. فلماذا التستر على هؤلاء.. أدينوا من يستحق الإدانة.. وادفعوا التهمة عن البرىء.. ولكن لا تتركوا السوس ينخر فى عظامنا.. آن الأوان لكى نعرف من باع وقبض.. ومن عارض بشرف وقناعة حتى لو كان مندفعاً ومتطاولاً.. نحن نرفض المعارضة مدفوعة الأجر..

ومن أسباب الدهشة والعجب هؤلاء الذين يحملون الجنسية المصرية، إلا أنهم عاشوا خارج مصر أغلب عمرهم.. لم يشهدوا حروبها.. ولم يشاركوا شعبها معاناته من أجل لقمة العيش.. ولا بؤس حياته.. هؤلاء الذين يتصدرون قائمة مشعلى الحرائق.. رغم أن أغلبهم صاحب جنسية مزدوجة.. ومنهم من تربى فى أحضان «الجزيرة» القطرية، والمخابرات المركزية، ومنهم من احتوته الأحضان الإنجليزية والأمريكية وحتى الألمانية.. جميعهم ولاؤهم منقوص ونواياهم محل شبهات.. وعليه نقول لهم دعوا الغضب من الدولة لنا.. ولا نريد منكم أن تسخطوا بدلاً منا.. اتركوا الغضب والسخط للذين أكلوا بصلها وعسلها، الذين تحملوا قسوتها وعاشوا رقتها وحنانها.. اتركوا كل هذا للذين يريدون العيش على أرضها والموت على أرضها.. أما أنتم يا سادة، فجوازات سفركم فى جيوبكم، ولستم فى حاجة إلى تأشيرة.. نحن نصبر على الدولة والدولة تصبر علينا.. ونحن نعرف ونعى متى نغضب ونسخط ونثور ولأى سبب نفعل ذلك، وأكثر من ذلك.. خدعنا فيكم بما يكفى وعليكم الكف عن الأذى وبث الفرقة والتحريض السافر.. فأنتم بالنسبة لنا «هجين» لا يختلف كثيراً عن نسل الحصان مع أنثى الحمار..!!! {left_qoute_2}

 

فرقة «الطبالين».. عزف مستمر بحثاً عن المصالح

 

فإذا تركنا هذا الفريق المدمر والمنبوذ والمضلل، فإننا نذهب مباشرة إلى فريق آخر يظن ويعتقد أنه يقوم بدور وطنى عظيم الشأن وعن قناعة وإيمان حقيقى، ولكنه يفسد ذلك بالمبالغة الشديدة والإسراف غير المبرر فى المديح والثناء والإشادة أثناء الحديث عن الإيجابيات والإنجازات، سواء كانت حقيقية أو وهمية.. وكما يقال إن كل شىء زاد على حده انقلب إلى ضده.. فإن المصداقية تتبدد ويحل محلها الفتور والشك.. هؤلاء الذين يتجاوزون الموضوعية فى حماس وحدَّة دفاعاً عن الدولة أو دعماً لها، فإنهم يحققون نتائج عكسية بالنسبة للدولة وبالنسبة لأنفسهم أيضاً.. والبعض منهم يبالغ ويبالغ حتى يحطم كل الحواجز التى تفصل بين الصدق والنفاق ويختلط الأمر أو يصير الأمر كله مصنفاً على أنه نفاق فى نفاق، بينما هو فى حقيقة الأمر صدق وحق.. تماماً كالدبة التى قتلت صاحبها.. وقبل أن أسترسل فى هذا الموضوع يطيب لى أن أذكر أنه فى بداية مشوارى مع الكتابة كنت أذهب إلى قاعات المحاكم أثناء نظر القضايا الكبيرة ومتابعة مرافعات كبار المحامين، وبعضهم كان يصول ويجول فى وقار شديد وثبات وبصوت عالٍ ومؤثر ويضمّن المرافعة أبياتاً من الشعر وأيضاً أحاديث نبوية شريفة وآيات قرآنية، ويأخذنى الإعجاب والحماس وأهمس فى داخلى: «خلاص الراجل كسب القضية»، وعند إصدار الحكم أجد أنه خسر القضية.. إلى أن جمعتنى الصدفة بأحد القضاة الأجلاء، وكان من الطبيعى أن أسأله فى هذا الأمر.. قال القاضى الجليل: الحكم فى أى قضية يكون بالحقيقة.. المحامى النابه يمسك بالحقيقة فى يده، ويتحدث بها أمام المحكمة.. والحقيقة هى التى تثبت فى ضمير القاضى ووجدانه إلى جانب الأدلة والبراهين وشهادة الشهود.. أما نوعية المرافعات التى تتحدث عنها التى تنال إعجابك، فهى ليست مرافعة أمام القضاة لأنها كلامية وخطابية لا يلتفت إليها القاضى الحصيف، وهى غالباً ما تكون لإرضاء المتهم الذى يتكون لديه شعور بأن «المحامى عمل اللى عليه».. إذن الحقيقة هى التى تكسب فى كل الحالات ومختلف المجالات، والمؤكد أن الدولة تملك الكثير والعديد من الحقائق الثابتة التى تبطل مزاعم الخبثاء والمتآمرين وكل من يكيد لنا فى الخفاء، أو العلن مهما كانت كثافة الحقد والشر فى نفوسهم وأبدانهم.. الكلام لا يكسب المعارك ولا يزرع القناعات.. يظل الكلام مجرد كلام.. وعليه يكون المنهج الإعلامى الزاعق والجاهل أيضاً، الذى يجند نفسه لخدمة الدولة أو تجنده الدولة لخدمتها شوكة فى ظهرها لا سلاحاً فى يدها..

فإذا انتقلنا إلى رأس الدولة -الرئيس- فصاحب هذا المنصب له جاذبية خاصة تدفع الكثيرين للاقتراب منه والتقرب إليه، وهذا أمر ثابت ومعروف منذ العهود القديمة، ومن يقترب من رأس الدولة أو الملك يصبح من رجال الملك، ومن يقترب من الرئيس يصبح من رجال الرئيس، كل منهم على حسب طول أو قصر مسافة الاقتراب.. هؤلاء هم الذين يجب أن نخشاهم ونحذرهم.. فكم من «ملك» أتلفته حاشيته وأساءت إليه، منهم ملكنا المفدَّى فاروق الأول والأخير، وأحياناً ما يكون رجال القصر أهم من صاحب القصر نفسه بعد أن يتمكنوا ويتغلغلوا ويتشبثوا.. وغالباً ما يمتلك هؤلاء آفة النفاق مصحوبة بالرياء ومعجونة بأدب القرود تمكنهم من احتواء «الضحية» احتواءً كاملاً فيسقط المسكين سقوط الذبابة فى شبكة العنكبوت.. وقديماً قالوا: صلاح الملك من صلاح الحاشية، ولذلك نرى فى أيامنا هذه المتطوعين من تلقاء أنفسهم بالدق على الدفوف والنفخ فى مختلف جميع آلات النفخ الموسيقية، مع الاستعداد للرقص وهز الأرداف فى سبيل الوصول إلى غاياتهم المنشودة، وهنا تحضرنى حادثة حقيقية لها دلالة عميقة حدثت فى عالم الصحافة أثناء فترة حكم الرئيس السادات.. رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية عريقة ذات تاريخ، تُصدر أكثر من مطبوعة على رأسها مجلة أسبوعية شهيرة كان أيضاً رئيس تحريرها.. قرر الرجل أن يصدر عدداً كاملاً «من الجلدة إلى الجلدة».. أو «من الغلاف الأول إلى الغلاف الأخير» عن المرحوم الرئيس السادات، وأثناء الإعداد والتجهيز لهذا العدد تقدم أحد المحررين الشبان من السيد رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وهمس فى استحياء: «يا أفندم مش معقول المجلة من أولها لآخرها يكون فيها موضوع واحد عن شخص واحد؟ احتمال المجلة ما توزعش كويس الأسبوع دا..!» وكان رد رئيس التحرير جاهزاً ومفاجئاً: «عنها ما وزعت.. أنا عامل العدد ده علشان يشوفه قارئ واحد فقط».. بالطبع هذا القارئ الأوحد هو السيد الرئيس السادات!! والله أعلم هل فرح السادات أم غضب..؟ تلك النوعية من البشر هى التى ترعى ما يطلق عليه الإعلام الموالى الذى يأخذ جانب الدولة على طول الخط.. أيضاً يأخذ جانب رأس الدولة على طول الخط، وذلك فى حالتى الصواب والخطأ، ومن هنا أصبح من العادى والمألوف أن يكون لكل مسئول سواء كان كبيراً أو صغيراً رجاله المقربون وحاشيته وبطانته حيث يمارسون فنون النفاق المختلفة براحتهم، وأيضاً يفسدونه براحتهم أيضاً.. وأصبحنا نرى المستشار الصحفى والإعلامى والمتحدث الرسمى.. والمستشار الفلانى، وأصبح كل مسئول محاطاً بجوقة من عازفى الآلات النحاسية، محدثة أكبر قدر من الضجيج ولا نعرف الحق من الباطل ولا الصواب من الخطأ، ويذهب اليقين ويستقر الشك فى نفوسنا.. وتكون النتيجة النهائية أن يصبح الإعلام الموالى معاوناً للإعلام المناهض وداعماً له.. أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم..

ملاحظات عابرة..

■ تحظى السفارة الأمريكية بحماية قوية وفريدة من نوعها حتى إن المنطقة المحيطة بها مغلقة تماماً والدخول إليها محظور إلا بتصريح.. رغم أن هذه السفارة على وفاق مع كل أشكال الإرهاب.. بينما السفارة الروسية ومعها السفارة الفرنسية، والواقع عليهما تهديد مباشر.. يدوب حراسة شكلية.

■ «داعش» ليست كافرة رغم القتل والحرق والسرقة والزنا والكذب وهدم أركان الدين.. لكن.. إسلام البحيرى الذى يدعونا إلى التفكير وإعمال العقل، بحيث نعرف ما هو حق وما هو باطل.. كافر.. رغم أنه مؤمن أيضاً..

■ سوف أفتقد «الإعلامى» محمد فودة فى هذا البرلمان (منقولة عن صديق).

■ علمت أن المؤسسات الخيرية على اختلاف أنواعها فى مصر جمعت هذا العام تبرعات بلغت 36 مليار جنيه..!! والسؤال الذى يطرح نفسه: كم يبلغ حجم المبلغ الذى تم إنفاقه على الأعمال الخيرية فعلاً؟.. سؤال لكل من يهمه الأمر.

 

 


مواضيع متعلقة