«بكاء وإغماء» بين أهالى ضحايا «ملهي العجوزة» فى المستشفيات

كتب: محمد سعيد

«بكاء وإغماء» بين أهالى ضحايا «ملهي العجوزة» فى المستشفيات

«بكاء وإغماء» بين أهالى ضحايا «ملهي العجوزة» فى المستشفيات

خيم الحزن على مستشفيَى إمبابة العام والعجوزة، إذ شهدا بكاء وعويلاً وإغماءات حزناً على الضحايا الذين سقطوا صباح أمس بالملهى الليلى فى العجوزة، إذ ألقى مجموعة من الأشخاص زجاجات مولوتوف على الملهى فى السادسة صباحاً ما أدى إلى مقتل 18 شخصاً من العاملين بالملهى على الفور، فيما اتهم الأهالى صاحب الملهى بالتسبب فى وفاة ذويهم.

مستشفى العجوزة هنا يبكى الجميع فى المكان سيدات ورجال كبار وصغار من أهالى المتوفين فى انتظار خروج جثامين المتوفين من الثلاجات، فالسيدات جلسن على الأرصفة وانهمرن فى البكاء والعويل المستمر على الضحايا، بعد أن ارتدت النساء الثياب السوداء مرددات أسماء أبنائهن وذويهن الذين قتلوا وهم فى ريعان شبابهم لا يتوقعون غدر هؤلاء الأشخاص الذين لم يتوانوا عن قتل 18 شخصاً ليس لهم أى ذنب بإلقاء زجاجات مولوتوف حارقة عليهم فلم يجد القتلى مفراً من الملهى سوى انتظار الموت.

ووسط تلك الأجواء الأليمة تصيح والدة أحد المتوفين بالحادث: «انت فين يا إسلام.. سبتنى ورحت فين.. أنا عملت لك الأكل اللى أنت بتحبه وغسلت لك هدومك يا ابنى.. أنا مستنياك تيجى»، وقام شقيق أحد الضحايا وهو يرتدى الجلباب بالبكاء الشديد ووضع على نفسه التراب ويردد قائلاً: «أقول لابوك إيه دلوقتى يا أحمد.. أقول له ابنك مات.. يا حبيبى يا أحمد»، وقام باقى الرجال بتهدئته فى الحال. وزادت حالات الإغماء للسيدات بين أهالى المتوفين وتم إسعافهن من قِبل الممرضات بالمستشفى، ويردد الجميع: «أشهد أن لا إله إلا الله» إلى حين تسلم جثث ذويهم من الثلاجات التى تم وضعهم فيها وبعدها تم نقلهم إلى المشرحة.

وقال أحد موظفى الاستقبال بالمستشفى: «وصلت 9 جثث وجميعهم كانوا من العاملين بالملهى فى تمام الساعة السابعة والربع صباحاً أمس، بينهم 6 رجال و3 سيدات وجميعهم مصابون بحالات اختناق بسبب غلق باب الملهى عليهم وليست حالات حروق، ولم يتم وصول أى حالات إصابة للمستشفى».

والجثث التى تم التعرف عليها بالمستشفى هم: أحمد محمد كمال «29 عاماً» ومحمد رجب سيد «30 عاماً»، ومصطفى إبراهيم على «53 عاماً»، ومحمد إبراهيم سيد «38 عاماً»، وإسلام حمدى حنفى «27 عاماً»، وشريف أشرف إبراهيم «21 عاماً»، وتم التعرف عليهم عن طريق بطاقاتهم الشخصية، ولم يتم التعرف على الثلاث سيدات، وجميعهم عاملون بالملهى وتوفوا بسبب الاختناق بداخل الملهى، وجاءوا إلى المستشفى متوفين ووجوههم سوداء بسبب الدخان الشديد.

وبمستشفى إمبابة العام، لم يكن الحال أفضل من مستشفى العجوزة، فالسيدات والرجال جلسوا جميعاً أمام مخرج المستشفى الجانبى لانتظار رؤية جثث ذويهم وهم فى حالة يرثى لها من هيستيريا فى البكاء والصياح بأسماء أبنائهم الذين قتلوا غدراً بالملهى الليلى، وصاحت إحدى السيدات وظلت تردد: «كان واقف قدامى امبارح.. رحت فين يا ضنايا.. هعيش لمين بعدك.. أنا اللى هجيب لك حقك يا ابنى» فيما ظل بعض الرجال يقرأون آيات من القرآن الكريم على روح ضحايا الحادث الأليم، وحاول جميع الرجال تهدئة السيدات اللاتى كن على وشك تقطيع ملابسهن من شدة الحزن على أبنائهن. ووسط كل تلك الأحزان تأتى عربة الإسعاف إلى المستشفى، وهنا ينهمر الجميع فى البكاء، ﻷنها لحظة خروج الجثث من الثلاجات إلى عربة الإسعاف، لنقل القتلى إلى مشرحة زينهم، ومن شدة التدافع جاءت قوات الأمن الخاصة بالمستشفى لتأمين وحماية الجثث من شدة التدافع عليهم من قِبل السيدات فى لحظة بكاء من الجميع، فانهارت السيدات والرجال فور رؤية جثث ذويهم، وهم ما زالوا بملابسهم وأحذيتهم، وانتقلوا جميعاً من المستشفى إلى مشرحة زينهم، حيث وصلت إلى المستشفى 3 جثث، وتم نقلها إلى مشرحة زينهم الساعة الثانية ظهراً. ورفض المسئولون بالمستشفى ورجال الأمن الإدلاء بأية معلومات وصرحوا بأن المسئول عن ذلك هم رجال الشرطة.

وقال عبدالحليم حسان، شقيق المتوفى سمير حسان، إن سبب الهجوم على الملهى الليلى هو خلاف حدث بين مجموعة من الأشخاص بالملهى مع صاحب الملهى بسبب فاتورة الحساب، وانتظروا حتى خرجت الزبائن من الملهى، وفى السادسة صباح أمس ألقت تلك المجموعة بالعديد من زجاجات المولوتوف على الملهى للانتقام من صاحبه، وتم غلق الأبواب على الضحايا فماتوا جميعاً بسبب الاختناق، والعاملون بالملهى ليس لهم ذنب، فالخلاف من البداية مع صاحب المحل. فيما اتهم بعض أهالى الضحايا صاحب الملهى ويدعى «عصام» بغلق الباب على العاملين به، وطالبوا بسرعة القبض على المتهمين، والقصاص منهم.

 


مواضيع متعلقة