«شيماء» احترفت الكاراتيه.. و«نادية» الملاكمة كل حياتها.. و«نهلة» رفع الأثقال أكسبها ثقة فى النفس

كتب: دينا عبدالخالق

«شيماء» احترفت الكاراتيه.. و«نادية» الملاكمة كل حياتها.. و«نهلة» رفع الأثقال أكسبها ثقة فى النفس

«شيماء» احترفت الكاراتيه.. و«نادية» الملاكمة كل حياتها.. و«نهلة» رفع الأثقال أكسبها ثقة فى النفس

حفرت الكابتن «شيماء أبوزيد» بطل مصر فى رياضة الكاراتيه للنساء، ومدرب فريق أحد النوادى المشهورة، اسمها فى السجلات الرياضية قبل 13 عاماً من الآن، وقت أن حصلت على الجائزة، منذ أن كانت فى الثالثة عشرة من عمرها حينما اتجهت لتلك الرياضة التى انضمت لها بمحض الصدفة، تقول شيماء: «كنا بنروح النادى مع إخواتى، كل واحد اختار له لعبة، وصاحبتى قالت لى إنها هتلعب كاراتيه فقلت أبقى معاها فيه علشان نروح ونرجع سوا أحسن، وحبيته جداً بعدها»، إلا أنها فى نفس الوقت زوجة وأم لطفلة ذات ثلاثة أعوام ونصف، تم تكريمها من وزارة الشباب والرياضة هذا العام كأفضل أصغر أم مثالية.

فى عام 1999، بدأت علاقة شيماء بالكاراتيه، التى برزت فيها قدراتها ومهارتها سريعاً، وهو ما جعلها تحصد جائزة المركز الأول فى بطولة الكاراتيه للدول العربية والأفريقية والثالث فى العالم للشباب عام 2007، والثانى فى دورة ألعاب البحر المتوسط 2013، والانضمام للمنتخب المصرى فى نفس العام، والعديد من المراكز المحلية والإقليمية.

فى ظل تلك النجاحات والبطولات، لم تنس الفتاة العشرينية كونها أنثى، فأنست روحها إلى زوجها فى نهاية عام 2011، ومن ثم حملها وولادتها، ما جعلها تتوقف قليلاً عن ممارسة الكاراتيه الذى اتخذته مهنة لها، حتى عادت مرة أخرى بعد عامين، لتواجه موازنة صعبة بين الرياضة واحتياجات المنزل وأسرتها ودراسة الماجستير فى التربية الرياضية: «الموازنة كانت صعبة بس الطموج والإرادة يقدروا يزيلوا كل العواقب».

«يبدأ يوم شيماء منذ السادسة صباحاً، حيث تستعد للتمرين ويتخللها لحظات بسيطة تقضيها مع طفلتها الرضيعة، وتنهى التدريب بعودتها إلى البيت لتبدأ رحلتها كزوجة من تنظيف وطبيخ وغيرهما من المسئوليات. فى التمرين والمسابقات تحافظ شيماء على هيئتها كلاعبة «بالترنج»، بينما خارج أبواب النادى تحرص على متابعة الموضة المناسبة لها، و«النيو لوك» باستمرار وما يتوافق مع حجابها، الذى لم يعترض يوماً مسيرتها الرياضية. النقد طوال الوقت بأن الفتيات لا يصلحن للعب تلك الرياضة كان واقعاً تواجهه أغلب الأوقات الكابتن نادية عبدالحميد، أول مدربة للمنتخب المصرى للملاكمة، المجال الذى انضمت له بالمصادفة أيضاً حينما كان عمرها 15 عاماً، فضلاً عن اعتراض والدتها على الانضمام له فى بادئ الأمر لاحتياجها البقاء فى المعسكرات أيام التدريب، لكنها سرعان ما تخطت ذلك بحصولها على بطولة الجمهورية فى الملاكمة فى عام 2006.

الحصول على تلك الجائزة كان بوابة الفتاة العشرينية للانضمام إلى المنتخب المصرى للملاكمة، والمركز الخامس على مستوى العالم فى بطولة الصين عام 2008، مهارتها وقوتها ساعدتاها على خطف الأنظار فى ذلك المجال وهى فى عمر صغير مقارنة بمن حولها إلا أنه سمح لها بأن تشغل منصب أول مدربة مصرية وعربية وأفريقية للملاكمة عام 2010، بينما كان عمرها 21 عاماً، لتحصد مع فريقها عدداً من الميداليات والجوائز الدولية.

«النظرة فى مجتمعنا اختلفت عن البنات اللى فى الألعاب القتالية شوية، والبنات جوه التدريب حاجة وبره حاجة تانية طالما فيه توازن»، لم تختلف نادية فى حياتها العادية عن غيرها من الفتيات، على الرغم من عضلاتها التى تحقق لها النجاح فى ذلك المجال، إلا أنها لم تشكل لديها أى مشكلة لحبها لها، حيث حرصت على العناية بشعرها واختيار اللون المناسب لبشرتها وتجديد شكله باستمرار، فضلاً عن الاهتمام باقتناء ما يليق بها من الملابس وأدوات التجميل، ولقاء أصدقائها وسماع الأغانى وقراءة الكتب والروايات المفضلة لديها.

لم يختلف الأمر لدى نهلة رمضان، بطلة مصر والعالم فى رفع الأثقال، اللعبة التى انضمت لها بمساعدة والدها، حيث كان يعمل مدرباً فى رفع الأثقال، وفور تشكيل فريق مصرى نسائى له بادرت مع أختها بالالتحاق به عام 2000، ورغم الصعوبة التى واجهتها فى البداية فإنها سرعان ما حصدت أولى بطولاتها بالمركز الأول على مستوى الجمهورية لأعوام 2001 و2002 و2004 و2005 و2006.

«أول لما بدخل التمرين بفصل خالص وبكون مش مركزة غير فيه علشان أعرف أشيل أكبر حمولة ومتقعش منى»، بتلك الطريقة تمكنت الشابة العشرينية من حصد العديد من الميداليات والبطولات الدولية فى العالم والأفريقية والعربية ودورة الألعاب للبحر المتوسط، بجانب أنها تحرص على الحصول على القسط الكافى من الراحة وتجنب التفكير الكثير المسبب للإرهاق والمشى لساعات وتنمية عضلاتها، التى لم تشكل لديها أى أزمة فى حياتها مع أصدقائها. بعد أن ذاع صيتها بين العديد من فتيات جيلها فى مصر والعالم العربى، تعرضت نادية لموقف لم يمح من ذاكرتها، بأن ندد بها أحد الفنانين المشاهير ودعاها لمبارزته فى صالة الألعاب الخاصة به وسط أعداد كبيرة من اللاعبين لمنافستها، لتتمكن من تجاوز الاختبار، لتصبح قوتها هى مصدر ثقتها فى الحياة.

 


مواضيع متعلقة