أحلام "الشقيانين" في "لجنة الرؤساء": "نسلم على السيسي.. والبرلمان يهتم بالغلابة"
أحلام "الشقيانين" في "لجنة الرؤساء": "نسلم على السيسي.. والبرلمان يهتم بالغلابة"
- لجنة الرؤساء
- مصر الجديدة
- النموذجية
- السيسي
- البرلمان
- العمال
- الرواتب
- لجنة الرؤساء
- مصر الجديدة
- النموذجية
- السيسي
- البرلمان
- العمال
- الرواتب
- لجنة الرؤساء
- مصر الجديدة
- النموذجية
- السيسي
- البرلمان
- العمال
- الرواتب
- لجنة الرؤساء
- مصر الجديدة
- النموذجية
- السيسي
- البرلمان
- العمال
- الرواتب
واجهة عريقة لقصر ملكي مازال محتفظا بشموخه رغم سنوات عديدة مضت على إنشائه، الذي بناه وأهداه البارون إمبان بعد عام من إنشائه لقصر الشهير عام 1911 للسلطانة ملك أرملة السلطان حسين كامل، عم الملك فاروق الأول، حيث شيده على طراز معماري يبهر الأعين، محاطا بحدائق من سندس أخضر، فبدا في وسطه وكأنه درة ثمينة في عقد فريد، وبعد وفاة ملاكه استأجرت إدارة شرق القاهرة هذا المبنى، ليكون مدرسة ثانوية، وسميت في البداية مدرسة الأميرة فريال، ثم تغير الاسم لمدرسة مصر الجديدة النموذجية عام 52.
وبمرور السنوات، أصبحت تلك المدرسة مجاورة لقصر الاتحادية، الذي تحول إلى مقر لرؤساء الجمهورية، لتكون هي المقر الانتخابي الدائم لهم، ليتم تهيئتها بشكل مختلف في فترة الانتخابات، لتزينها هذا العام "فراشة" سوداء مخملية منقوش عليها باللون الذهبي، ومن الداخل علم مصر، كل ذلك سبقه تفتيش متكرر للمدرسة والعاملين بها، على حد قول محمد عباس أحد العاملين بالمدرسة منذ 20 عاما، قادما من المنصورة.
"عدى عليا هنا في المدرسة مبارك ومنصور ومرسي والسيسي، أصل أنا اللي ماضي على عهدة المدرسة ومعايا كل المفاتيح علشان الصناديق".. بهذه الكلمات وصف الرجل الستيني، الذي أنهكه السن واختفى سواد شعره، دوره أثناء أيام الانتخابات، التي يزداد فيها التعب والإرهاق عن أي يوم دراسي عادي بالنسبة له.
وتابع عباس، بينما يحاول أن ينال قسطا من الراحة عقب صباح مرهق، لإدلاء الرئيس بصوته في الصباح الباكر في ثاني أيام جولة الإعادة للمرحلة الثانية بالانتخابات البرلمانية، أن الإجراءات والتأمينات هذا العام مكثفة عن ذي قبل، منذ أن تسلمت قوات الأمن المدرسة لتجهيزها للتصويت، مضيفا "كنت أتمنى أقابل الرئيس علشان أشكره على مجهوده للشعب".
وهو ما يوافقه عليه عبدالفتاح طنطاوي، على الرغم من انهماكه في إعداد المشروبات الساخنة للقائمين على العملية الانتخابية، والأعداد الغفيرة من الإعلاميين الذين اتخذوا من لجنة الرؤساء مكانا للتمركز لهم، بقوله "كان نفسي أنا كمان أشوف الريس علشان أسلم عليه بس وأقوله شكرا على اللي بتعمله وربنا يحرسك ويحرس البلد"، إلا أنه حاول بقدر استطاعته نيل نظرات خاطفة من مسافة بعيدة أثناء وجود السيسي بمقره الانتخابي، والتي أسعدته بشكل كبير.
"طول اليوم رايح جاي.. أيام الانتخابات تعب وإرهاق شديد، بس كل ده بنستحمله علشان خاطر مصر، والريس، وبنكون مبسوطين به".. ذلك هو لسان حال الرجل الخمسيني الذي لم يتمكن الملل من الوصول إليه على الرغم من حركته التي لا تهدأ، طوال الـ25 عاما الماضية في مهنته كعامل بوفيه بمدرسة النموذجية الذين لم يتجاوز راتبه فيهم الـ1600 جنيه، يقضون حوائجه بصعوبة بين منزله في القاهرة والآخر في بنها حيث تقطن زوجته وأولاده.
كل ما يتمناه طنطاوي من البرلمان المقبل "إنه يسعد الناس ويحققلهم أمنياتهم ويشوف المرتبات وزيادة الأسعار والموظفين الغلابة"، في الوقت الذي ترتفع فيه قيمة المشتريات بشكل سريع، مضيفا أنه يجب النظر إلى الإداريين والعاملين في المدارس لزيادة رواتبهم على غرار المعلمين "يعني مانبقاش واقعين من حسابات المسؤولين كده كلهم".
زيادة الراتب كان الطلب الذي جمع بين العاملين في المدرسة أثناء الانتخابات، رغم الإجازة الممنوحة لهم، حيث شاركهم فيها رمضان عبدالجواد، الذي يتولي ترتيب وتحريك الأغراض وتنظيف المدرسة في تلك الأثناء، ما يجعل هذه الأيام الأربعة "صعبة" بالنسبة لهم، بخلاف اليوم الدراسي الذي ينتهي في الساعة الثانية ظهرا.
يجد الرجل الأربعيني بملامحه السمراء أن قوات الشرطة والجيش والقائمون على العملية الانتخابية يعاملونهم باحترام وأدب جم، على غرار تعاملهم الجيد معهم، على الرغم من كثرة إجراءات التفتيش التي تتم في صباح كل يوم وخلاله، إلا أنه تمنى لقاء المسؤولين أثناء زيارتهم للمدرسة، بخاصة السيسي والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزاراء، لتوجيه الشكر لهم وإبلاغهم رسالة بسيطة هي "بصوا للعمال الغلابة اللي عاوزين يتثبتوا في شغلهم، وزودولنا المرتبات شوية علشان العيشة بقت صعبة"، إلا أن الحراسة "الحديدية" المصاحبة لهم لم تترك له الفرصة للإفصاح عن طلباته، بينما يعود مرة أخرى لعمله، ويستجيب لطلب أحد أعضاء فريق الهلال الأحمر بتحضير المشروبات الساخنة.