الإبل فى شرم الشيخ «بتاكل خشب»

كتب: أحمد العميد

الإبل فى شرم الشيخ «بتاكل خشب»

الإبل فى شرم الشيخ «بتاكل خشب»

كومة من أعواد القصب المعصورة يتجمّع حولها «سمارة» و«حناطة» و«عصفور» و«بلية»، فى وادى «الخروم» بشرم الشيخ، تمد رقابها الطويلة إلى أسفل تلتقط ما تسد به رمقها. لا يقوى راعيها عواد عايد سليمان، 55 عاماً، على شراء تبن أو خضراوات وخس لها، بصوت ضعيف يصف راعى الجمال ما يتعرض له هو وجماله من محنة قد تقصم ظهورهم: «الجمال جاعت،

{long_qoute_1}

 

بتستحمل آه، لكن الجمال بتحزن وساعات بتمشى تدوّر على أكل فى الوديان التانية ولما تيأس خالص بتاكل خشب». خبرته فى رعى الجمال منحته فرصة للعمل فى السياحة بشرم الشيخ قبل 15 عاماً، عايش الأزمات التى تتعرض لها المدينة، وآخرها ما تشهده هذه الأيام من انخفاض حاد فى أعداد السائحين، يكشف الرجل الخمسينى ما يجرى للجمال المرابطة فى وديان شرم الشيخ عند كل أزمة تمر بها السياحة: «الجمال بتحن وتفضل تطلّع صوت مبحوح بتشحت أكل. لا يوجد مكتب للطب البيطرى ولا حملات من وحدة الرعاية البيطرية على وديان شرم الشيخ لتطعيم الجمال ضد الأمراض المنتشرة بينها وعلى رأسها الجرب، والتى أحياناً تقتل الجمال من دون اهتمام من جانب المسئولين. يضيف «عايد» أن الجمال تناديه حينما تصاب بالمرض والجوع، يفعل ما يقدر عليه من طب بدوى لعلاجها، لكن أحياناً تكون الحقن البيطرية حلاً جذرياً لأمراضها: «الجمال عارفينّى وبيشوفونى وبيشموا ريحتى، بيصعبوا علىّ لما أكون رابطهم ويفضلوا يحنوا ويشحتوا الأكل وأنا مش عارف أأكلهم لأن مفيش سياحة ولا فلوس، أنا مش لاقى أأكل ولادى الأربعة». النوق التى تنجب ويكون لديها رضيع تكون أكثر قلقاً على مصير رضيعها، حيث تكون أكثر عدائية للحصول على طعام وتضطر إلى الرحيل والخروج عن النظام للبحث عن عشب فى الوديان الأخرى: «ساعات بتفك الحبل وتمشى هى وابنها تبحث عن عشب وساعات بيضيعوا بالشهور أو بالسنة بس فى الآخر بترجع لأن لها علامة وختم»، يوضح راعى الجمال، كيف يختم كل راع جماله بعلامة معينة تساعده فى البحث عنه حال ضياعه أو هروبه، مشيراً إلى أن كل قبيلة تضع ختمها على جزء من جسد الجمل: «قبيلة الحويطات مثلاً تضع علامتها على رجل الجمل، وقبيلة المزينة تضعها على رقبته، والقرارشة على وجهه، ولكل راع علامة مميزة بكىّ النار مثل نمَر السيارات».

 


مواضيع متعلقة