السفير العراقى لـ«الوطن»: 80% من مقاتلى «داعش» بالعراق أجانب.. و6 مليارات دولار ثروة التنظيم من تجارة الآثار

كتب: محمد حسن عامر

السفير العراقى لـ«الوطن»: 80% من مقاتلى «داعش» بالعراق أجانب.. و6 مليارات دولار ثروة التنظيم من تجارة الآثار

السفير العراقى لـ«الوطن»: 80% من مقاتلى «داعش» بالعراق أجانب.. و6 مليارات دولار ثروة التنظيم من تجارة الآثار

قال السفير العراقى لدى «القاهرة»، مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية، السفير ضياء الدباس: «إن الهجمات الأخيرة لتنظيم (داعش) الإرهابى فى باريس تأتى انتقاماً من فرنسا نظراً لدورها الإيجابى فى محاربة الإرهاب». وأكد «الدباس»، فى حواره لـ«الوطن»، أن العراق حقق انتصارات كبيرة على التنظيم فى الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن التنظيم لديه ثروات كبيرة منها ما قدر بنحو 6 مليارات دولار فقط من تجارة الآثار. وعن العلاقات العراقية المصرية، قال «الدباس»: «من الاستثمارات العراقية الكبرى فى مصر، البدء فى إنشاء الخط الاستراتيجى باتفاق ثلاثى بين العراق والأردن ومصر، لنقل النفط العراقى الخام من البصرة مروراً بـ(العقبة) فى الأردن إلى مصر لتكريره وتخزينه وتصديره عن طريق مصر فى إطار المساهمة فى مشروعات تطوير قناة السويس الجديدة»، مشيراً إلى أن المشروع ستكون له عوائد كبيرة على مصر.

{long_qoute_1}

■ العراق بلد يعانى من الإرهاب، فكيف قرأتم الهجمات الأخيرة فى «باريس»؟

- ما حدث فى باريس عملية إجرامية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وعمل مدان، وبكل صراحة لا يرتكبه إنسان سوى، والعملية أكدت أن الإرهاب لا دين له، ولا حدود ولا وطن. الإرهاب هدفه التخريب وإشاعة الفوضى من أجل تنفيذ أجندات يسعى لتحقيقها من يقف وراء هذا الإرهاب الأسود. ما حصل فى «باريس» انتقام لما تقوم به فرنسا من دور فاعل وإيجابى فى محاربة المجاميع الإرهابية وتقديم الدعم للدول التى تُستهدَف من هذا الإرهاب فى سوريا والعراق وحتى فى مصر. بالطبع العملية أشّرت بشكل قوى جداً إلى نقطة مهمة وهى ضرورة العمل المشترك والعمل الدولى لمكافحة الإرهاب الذى أصبح بالفعل حالة دولية لا تختص بمكان معين.

■ فى رأيك.. هل هجمات «باريس» عكست قدرات التنظيم، وهل لا تزال لديه قدرات أخرى لشن عملياته الإرهابية؟

- الإرهاب الآن ممتد فى كل مكان، حيث يستطيع أن ينشط ويغسل عقول الشباب، لذلك يمكن أن يكون له وجود فى كل مكان. لذلك فالتأكيد على مسألة محاربة هذا الفكر قضية رئيسية جداً، وقد تكون الأهم من كل وسائل مكافحة الإرهاب الأخرى، لأن هؤلاء من أبناء الجيل الثانى الذين يعيشون فى أوروبا، فالذين نفذوا العمليات الإرهابية فى «باريس» حتى الآن كلهم من مواليد فرنسا. لذلك تأتى هنا أهمية الفكر وأهمية التبليغ الخاطئ، والمبلغين السيئين الذين يغسلون أدمغة هؤلاء الشباب ويلقنونهم العقائد الفاسدة والمنحرفة التى تدفعهم لأن يمارسوا مثل هذه الأعمال الإرهابية تحت مبررات الدفاع عن الإسلام والمسلمين. هنا مكمن الخطر، وهنا لا يمكن لأحد أن يضع حدوداً لهذا الإرهاب وأماكن وجوده. هم يوجدون حيث يوجد ذلك الفكر الفاسد ومن يروج له.

■ وزير الخارجية العراقى تحدث عن أن «بغداد» حذرت فرنسا ودولاً أوروبية من هجمات إرهابية محتملة.

- العراق الآن، وبحكم مواجهته الشرسة للإرهاب وتعرضه لهذا الزخم الهائل من العمليات الإرهابية، ووجود الإرهاب على أرضه، استطاع أن يمتلك خزيناً كبيراً وكنزاً من المعلومات عن هذه المجاميع الإرهابية وهيكليتها وطرق تحركها، وخبرة التعامل، والجهات التى تقف وراءها وتدعمها. من خلال ما يستطيع أن تسيطر عليه الأجهزة الأمنية من مواد ووثائق، وكذلك من خلال التحقيقات التى تجريها الأجهزة الأمنية مع من يتم اعتقالهم من تلك المجاميع الإرهابية، العراق لديه هذه المعلومات بالتأكيد، وبالتأكيد حرصاً من العراق على مكافحة الإرهاب وإيصال المعلومة لأى دولة تتعرض لهذا الإرهاب فهو يقوم بتزويدها. حتى بعض دول الجوار العراق فى فترات كثيرة زودهم بمعلومات مهمة عن حركات إرهابية.

■ ما الذى أنجزه العراق حتى الآن فى مسألة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى خاصة أن هناك تقارير تقول إن العراق لم يحقق شيئاً أمام التنظيم؟

- لا، على العكس.. «داعش» لمّا دخل العراق على حين غرة وبهذا الشكل المفاجئ واستطاع السيطرة على 4 محافظات عراقية هى الموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار، ووصلت حتى تخوم العاصمة «بغداد»، نتيجة بعض الانهيارات التى حدثت فى القطاعات العسكرية العراقية فى مدينة «الموصل»، بسبب تأثير بعض قيادات الجيش السابق، ومن خدعوا بأكاذيب «داعش»، استطاع العراق أن يمسك بالوضع مجدداً، وبدعم وإسناد من المتطوعين الذين يطلق عليهم تسمية «الحشد الشعبى»، استطاعوا تحرير محافظة «ديالى»، «وصلاح الدين» و«الأنبار» على وشك التحرير الكامل.

■ وما الذى يعيق تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم؟

- ما يعيق إنجاز مهمة تحرير «الأنبار» بالكامل، أو البطء فى تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم عموماً، يعود إلى تغلغل هؤلاء الإرهابيين فى أوساط السكان المدنيين. والقوات العسكرية العراقية تحرص على ألا يقع ضحايا بين المدنيين، وتكون حذرة جداً فى التعامل مع هذا الوجود. كذلك الإرهابيون يصلهم الإمداد بشكل مستمر والحدود السورية مفتوحة ويأتى كثير من الأجانب، ولا أخفى سراً أن أقول إن 80% من المقاتلين الذين يقاتلون ضمن صفوف «داعش» فى العراق من الأجانب. وهذا المدد مستمر والدعم مستمر، لكن الجيش يتقدم بشكل حثيث ويطهر الأراضى باستمرار، وهذا يأتى بفضل تعاون أبناء هذه المناطق مع القوات المسلحة العراقية بعد أن اكتشفوا زيف «داعش» وإجرامه.

{left_qoute_1}

■ هل يمكن إعطاء نسبة مئوية فى نجاح العراق فى مواجهة «داعش»؟

- لا، النجاح كبير، وأهم نجاح هو حرمان «داعش» من الحاضنات التى يمكن أن تكون السند والداعم لوجوده. كل جماعة إذا لم يكن لديها حاضنة تحتويها وتدعمها لا تستطيع الاستمرار. العراق أو الحكومة العراقية استطاعت أن تحرم «داعش» من هذه الحاضنات التى خدعها فى البداية، واستطاعت أن توفر لها بعض التسهيلات على النصر الكبير، نحن نعتبر ذلك أهم نصر.

■ هل لديكم معلومات دقيقة عن كميات الأسلحة التى لدى «داعش» وقدراتهم المالية؟

- بالتأكيد الأجهزة الأمنية من خلال التحقيقات والوثائق التى تسيطر عليها فى مقرات «داعش» لديها معلومات تفصيلية ورقمية، ولكن أنا أستطيع أن أقول بشكل عام، ومن خلال ما نسمعه من وسائل الأخبار فى العراق، إن التنظيم لديه إمكانيات كبيرة لم تكن متصورة، وهذا الذى مكّنه من دخول الأراضى العراقية، والسيطرة على هذه المحافظات. لديهم أسلحة متطورة جداً، وبأعداد كبيرة من المقاتلين وأغلبهم من الأجانب، ثم إن الأهم من كل ذلك هم يستخدمون طريقة تنفيذ أساليب وحشية داخل المناطق التى يدخلونها من أجل إشاعة الرعب فى أوساط الناس، وتحررهم من عنصر الصمود والمقاومة، هذا عامل مهم جداً، يحرقون الرؤوس والبشر، يستخدمون أساليب غريبة لا يمكن أن يتصورها إنسان، ويصورونها وينشرونها ويعرضونها للناس من أجل إرعابهم. أبسط ما يستطيع الإنسان العادى فى هذه الحالة أن يفعله أن يترك منطقته ويهرب.

■ لكن، ألا يوجد تقدير عام حول ثروات التنظيم؟

- أنا لا أعرف تحديداً، لكن فى مرة وزير السياحة والآثار العراقى كان فى «القاهرة» قبل أشهر وذكر أن ما تم بيعه من قطع أثرية من قبل «داعش» فى العراق وسوريا بلغ 6 مليارات دولار. هم لا يدمرون كل الآثار وكل المواقع الأثرية كما يشاع، هم يستفيدون من بيع الآثار أيضاً عبر عصابات مافيا وعصابات تهريب وهذه الآثار لها قيمة عالية جداً. وهذا أيضاً مصدر من مصادر دعم التنظيم، كذلك فى المناطق التى يسيطرون عليها وفيها بعض الآبار النفطية، خاصة فى سوريا، يوجد من يتعاون معهم للأسف حتى من الدول المجاورة، وهذا أيضاً يشكل لهم مكسباًَ ومورداًَ مادياًَ كبيراًَ.

{long_qoute_2}

■ الحشد الشعبى متهم بارتكاب جرائم ضد معارضيه سواء شيعة أو سنة.. ما تعليقك؟

- ما أقوله ليس للدعاية، ما يشاع حول «الحشد الشعبى» من ضمن ماكينة «داعش» الإعلامية، ومن يدعم «داعش». لولا الحشد الشعبى لكان العراق سقط بالكامل، وهذا الذى يغيظ «داعش» ومن يقف وراء «داعش». الحشد الشعبى هو الذى تصدى لهذا التقدم الوحشى واستطاع إبعادهم عن «بغداد» وأن يحرر المحافظات تباعاً، «الحشد الشعبى» جاءوا على أساس النداء الذى أطلقه السيد «السيستانى» لعموم العراقيين، ولم يطلقه لجهة معينة أو لفئة معينة، قال: «على العراقيين جميعاً أن يدعموا القوات المسلحة العراقية من أجل الدفاع عن الوطن والقضاء على هذه الموجة الإرهابية». نؤكد أن الحشد الشعبى مشكّل من كل المحافظات، ويعمل تحت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وليست له أى قيادة أخرى يعمل فى ظلها.

■ ما تقييمك لعمليات التحالف الدولى للحرب على الإرهاب الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية؟

- الحكومة العراقية من البداية طلبت مساعدة المجتمع الدولى فى صد أو محاربة تلك المجاميع الإرهابية، وحددت حاجتها فى الإسناد الجوى فقط، لأن العراق أولاً لا يحتاج قوات برية باعتبار أن ما لديه يكفى، ثم إنه لا يوجد أحد فى العراق يرغب فى وجود قوات أجنبية مرة ثانية. وقوات التحالف تقوم بدورها فى تلبية هذا الطلب وتقدم الدعم والإسناد للقوات العراقية فى جبهات القتال، علما بأن القوة الجوية العراقية قد خطت خطوات كبيرة فى الفترة الأخيرة من أجل إعادة بناء تشكيلاتها، ودخلت تصنيفات جديدة وحديثة من الطائرات إلى سلاح الطيران العراقى، دخلت طائرات «إف 16» و«سوخوى» وطائرات «إل 159» التشيكية أيضاً خلال الأسبوع الماضى، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر تؤدى أيضاً دوراًَ كبيراًَ جداًَ فى إسناد القوات البرية العراقية.

■ هل التحالف بصفة عامة فى سوريا والعراق ناجح فى مهمته أم أن هناك قصوراًَ فى أدائه؟

- التحالف يقدم خدمة بالتأكيد، لكن ليس بالمستوى الذى كنا نتمناه، المفترض أن تبذل جهود أكبر من أجل محاربة هذا الإرهاب. التحالف الدولى المشكل من أكثر من 60 دولة ليس هدفه فقط أن يقدم إسناداًَ جوياًَ للقوات التى تساهم فى مقاتلة «داعش»، بل المطلوب منه ومنهجه بالأساس القضاء على الإرهاب فكرياًَ ومادياًَ ولوجيستياًَ، وحتى مجلس الأمن أصدر قراراًَ بمعاقبة الدول التى يثبت تعاونها مع تلك المجموعات الإرهابية وإدراج ذلك تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. إذن العمل نعتبره غير متكامل، بدليل أنه لا تزال موجات الإرهابيين تجتاز الحدود وتدخل إلى سوريا والعراق.. أين الجهد الدولى هنا؟ إذن الجهد الدولى غير متكامل. والتحالف الدولى يقدم بعض الطلعات الجوية فقط والقصف الجوى هنا وهناك.

{long_qoute_3}

■ هل ترى أن التعاون مع روسيا فى مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية من التعاون مع الولايات المتحدة؟

- نحن نسعى إلى تحالف دولى مشترك، فأن تتعاون مع روسيا ولا تتعاون مع أمريكا، أو تتعاون مع فرنسا وليس مع دولة أخرى، هذا ليس عملاًَ ناجحاًَ ولا صحيحاًَ لمحاربة الإرهاب الذى نراه كيف يتمدد ويضرب فى كل مكان. روسيا دخلت فى تفاهمات مع كل هذا الجهد الدولى من أجل التحشيد لجهد دولى مشترك من أجل محاربة الإرهاب.

■ إذن، أنتم فى العراق ترون أننا بحاجة إلى تحالف دولى جديد لمحاربة «داعش» غير التحالف القائم.

- أى دولة ترغب فى أن تدخل التحالف الدولى وتبذل الجهد لمحاربة الإرهاب هذا عمل جيد.

■ لكن روسيا لا ترغب فى الدخول فى التحالف الحالى، وإنما إنشاء تحالف جديد يضم الولايات المتحدة والعراق وإيران.

- روسيا دعت إلى توسيعه وهذا شىء منطقى، الآن كل دول المنطقة معنية بالإرهاب أما إذا دولة بعينها يتم استبعادها، وهى معنية ومستعدة لبذل جهد وقد يكون وجودها مفيداًَ جداًَ وباعتبارها دولة من دول المنطقة لماذا يتم استبعاها؟. ونفس الشىء يقودنا إلى عملية حل المشكلة فى سوريا، لمّا كانت بعض الدول تصر على استبعاد دولة ما لم يتوصلوا إلى نتيجة. دائماً الحل يجب أن يكون عبر الدول المؤثرة فى مشكلة ما. أن تستبعد دولة لها دور، ما الفائدة من استبعادها إذن؟

■ فى رأيك، ما الذى يخطط له تنظيم «داعش» حالياً للدول العربية، ولمصر بصفة خاصة؟

- استهداف الدول العربية الكبيرة التى تشكل مرتكزات هذه الأمة، العراق ومصر وسوريا، وهذا للأسف نجحوا فيه فى العراق وفى سوريا، وهم يستهدفون مصر الآن، ولكن الحمد لله مصر استطاعت من خلال ضربتها الاستباقية، إذا صح التعبير، أن تمسك الوضع، وأن تبادر هى لضرب هذا الجهد الإرهابى. لكن الهدف واضح وهو القضاء على قوة هذه الأمة من خلال استهداف الدول القوية صاحبة التاريخ والأصالة، كذلك القضاء على الهوية الحضارية الثقافية، أى بمعنى إفراغ هذه الأمة من كل محتواها. وحتى استهداف التراث والمواقع الأثرية واضح منه القضاء على هوية هذه الأمة وتاريخها.

■ هل هناك خطط أمنية للتعاون بين العراق ومصر فيما يتعلق بمسألة الحرب على «داعش»؟

- التعاون موجود ويجب أن يكون، بما أن القناعة موجودة أن بلدينا مستهدفان من قبل الإرهاب، فالتعاون موجود على مستوى تبادل المعلومات، نحن نستفيد كثيراً من الخبرة المصرية والكفاءة التى تتمتع بها الأجهزة الأمنية المصرية، والقوات المسلحة المصرية، ونحن نطمح إلى تعاون أكثر وأكثر فى هذه المشكلة.

■ لماذا تظهر من وقت لآخر توترات ما بين بعض التيارات العراقية ومؤسسة الأزهر الشريف فى مصر؟

- نحن لا نتمنى ذلك بالطبع.. نحن فى العراق، وأقول بأمانة، تحديداً، ننظر إلى الأزهر كمنارة إسلامية وكبيرة وعريقة ومحترمة ونعتبرها مرجعية إسلامية بكل ما للكلمة من معنى. لذلك فإن البعض قد ينتابه الأسف لمّا يرى مثلاً الأزهر أحياناً لا يغطى هذا المعنى من خلال بعض المواقف قد تفهم خطأ، أو لضرورات الظروف. لكن بشكل عام النظرة إلى الأزهر، وهى الطاغية والسائدة، أنه فى العراق الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر يدرك ذلك من خلال المسئولين العراقيين الذين يأتون للزيارة، أكاد أجزم أنه لا يأتى مسئول عراقى إلى مصر إلا ويزور الأزهر. وهذا تأكيد على الاحترام والتقدير والاهتمام بالأزهر الشريف. نحن نتمنى على الأزهر أن يجسد الوسطية التى عرف بها والتى هى سر قوته، وأن يكون راعياً حقيقياً لكل المسلمين ومدافعاً عن كل قضايا المسلمين، وألا يعطى أى مبرر لأحد من أجل أن يمس بهذه المكانة وبهذه الأبوية التى عرف بها الأزهر ونتمنى أن يبقى عليها دائماً.

■ هل دعوتم شيخ الأزهر لزيارة العراق؟

- والله أكثر من مرة، مرة قدمنا دعوة مشتركة من خلال رئاسة ديوان الوقف الشيعى والسنى، ورئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى لمّا زار فضيلة الإمام الأكبر أيضاً قدم له الدعوة لزيارة العراق. الدعوات مستمرة وأمنياتنا أن يزور فضيلة الإمام الأكبر العراق، ليطلع أيضاً بنفسه وعلى الواقع على مدى احترام العراقيين للأزهر الشريف، وسيرى صدى مساعيه هناك فى العراق فى كل الأوساط، بغض النظر شيعية أو سنية، الكل يحترمون الأزهر، ويعتبرون الأزهر مرجعية للمسلمين عموماً.

{left_qoute_2}

■ ما الذى يمكن أن تقدمه العلاقات العراقية المصرية على الصعيد الاقتصادى؟

- العراق بلد كبير وبلد يمتلك ثروات كبيرة، صحيح أنه الآن يعانى من مشكلات كبيرة أيضاً، لكن هذه تبقى قضايا وقتية، خاصة أنه الآن يكرس كل جهده وإمكانياته لمحاربة الإرهاب الذى يهدد من الأساس وجود دولنا. العراق لديه إمكانيات كبيرة يمكن أن يقدمها لمصر، باعتبار أن العراق رغم أنه بلد غنى لكنه خرج من حروب مدمرة لفترات طويلة وهو يعانى من احتياجات كثيرة على مستوى البنى التحتية، كثير من المرافق الصناعية والزراعية وغيرها، ويطمح العراق من خلال سعيه لإعادة بناء ما دُمِّر، يسعى لأن يتوجه إلى مصر تحديداً، باعتبار أن مصر الدولة العربية الأكبر، وباعتبار أن مصر لديها خبرات كبيرة وإمكانيات علمية وشركات كبيرة جداً، نحن فى العراق خبرناها وعرفناها من خلال عمل ملايين المصريين سابقاً فى العراق. والعراق يترجم حقيقة هذا التوجه، رغم الظروف الصعبة التى يمر بها الآن، يوجد الآن العديد من الشركات المصرية الكبيرة، وهى تنفذ مشروعات كبرى فى مجال الطاقة والبناء مثل شركة المقاولين العرب، وبتروجت وأوراسكوم وإنبى، وغيرها من الشركات، يوجد الآلاف من العمال المصريين والمهندسين الذين ينفذون هذه المشروعات. ونحن نطمح إلى المزيد طبعاً.

■ هل هناك مجالات أخرى للتعاون الاقتصادى بين العراق ومصر؟

- الحكومة العراقية تفكر أيضاً بتعاون على مستوى تنفيذ مشروعات استراتيجية تخدم العراق ومصر فى آن واحد، من قبيل الشروع الآن فى بناء الخط الاستراتيجى وهو خط نقل النفط والغاز من حقول نفط البصرة إلى العقبة فى الأردن ثم إلى قناة السويس، وهذا مشروع واعد واستراتيجى.

■ وهل مصر عندها علم بهذا المشروع؟

- بالطبع، اتفاق ثلاثى بين العراق والأردن ومصر، وبالطبع استفادة الأردن محدودة بأخذ حاجتها المحلية من النفط والغاز، لكن المهم لنا هو ما يمكن أن نستفيد منه نحن ومصر من خلال وصول هذا الخط الاستراتيجى للسويس، حيث يمكن تكرير هذا النفط الخام من خلال مصافى النفط المصرية، وكذلك الاستفادة من مستودعات تخزين النفط فى مصر، وإعادة تصديره إلى أوروبا عبر الخط العربى، وإلى أفريقيا أيضاً. وكذلك مصر يمكن لها أن تأخذ حاجتها المحلية. مثل هذه المشروعات موجودة على الواقع وبدأ تنفيذها الآن، حيث تم البدء ببناء هذا الخط من مدينة البصرة إلى مدينة الزرقاء ثم العقبة فى الأردن، ثم -إن شاء الله- يستمر العمل به كى يصل إلى قناة السويس، وهذه تعتبر من ضمن استثمارات العراق الكبرى فى مشروع تطوير قناة السويس الجديدة.

{left_qoute_3}

■ هل هناك تقدير للعائدات المالية لهذا المشروع على مصر؟

- بالتأكيد ستكون كبيرة، لا أستطيع أن أحصرها بأرقام، لأنها متعددة، فأولاً: استخدامات وتلبية احتياجات مصر من النفط الخام والغاز من خلاله، ثم مسألة تكرير النفط الخام العراقى فى المصافى المصرية وإعادة تصديرها للعراق مرة ثانية، ثم تصدير الجزء الآخر إلى أفريقيا وأوروبا عبر الخط العربى. هذه كلها تشكل بالتأكيد أرقاماً كبيرة عند حساب الفائدة.

 

 


مواضيع متعلقة