جون بليكر: مصر تتعرض لـ«دعاية سوداء» من الدول التى راهنت على الإخوان.. ووسائل الإعلام تتعمد تشويه الصورة بكل الطرق

جون بليكر: مصر تتعرض لـ«دعاية سوداء» من الدول التى راهنت على الإخوان.. ووسائل الإعلام تتعمد تشويه الصورة بكل الطرق
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
غالباً، ووسط انشغال الإعلام الغربى بتزييف الواقع، ومحاولاته لنقل صورة مزيفة عما يحدث فى العالم بما يتفق مع مصالحه، لم تنتبه الصحف العالمية الكبرى إلى أن ثقة قرائها فيها تتهاوى، وأن استطلاعات الرأى تشير إلى أنها تفقد تدريجياً مكانتها كوسيلة يعتمد عليها الناس لمعرفة الحقيقة، قاطعت وسائل الإعلام الكبرى مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«الجارديان» الحقيقة، فقاطعتها الحقيقة، وصار أهلها أنفسهم يسألون: أين الخلل؟ وأين الخطأ؟
أحد أبرز تلك الأصوات كان الصحفى البريطانى الشهير «جون بيلجر»، الذى اشتهر بمعارضته للسياسات الأمريكية والبريطانية، خاصة فى فترة الغزو الأمريكى للعراق فى ٢٠٠٣، لم يحتمل «بيلجر» تلك الحالة التى وصل إليها الإعلام الدولى من كذب فاضح وتقارير مزيفة فكتب على مدونته قائلاً: «لماذا تحولت الصحافة إلى أداة لخدمة المصالح السياسية؟ لماذا تصر هيئة الإذاعة البريطانية أو الـ«بى بى سى» على لعب دور «البوق» لأصحاب السلطة؟ لماذا تخدع صحف «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» القراء؟ لم يعد الصحفيون الشباب فى تلك الصحف يفهمون الفارق بين الصحافة الحقيقية والموضوعية الزائفة، بين نقل الحقيقة و«التظاهر» بنقلها، صاروا يعملون فى وسائل إعلام لا تسعى وراء المعلومة لكنها تسعى وراء المصلحة، لم تعد المعلومات والحقائق هى التى تحرك وسائل الإعلام، وإنما صارت القوة والسلطة هى من تحركه».
{long_qoute_1}
ويتابع «بيلجر»: «لقد أصبحت هذه الأسئلة بالغة الأهمية فى وقت أصبح العالم فيه على شفا حرب كبرى، خاصة فى وقت تبدو فيه الولايات المتحدة مصممة على استفزاز روسيا، والصين من بعدها، وعلى ما يبدو، صارت السياسة المعتمدة للصحفيين والمراسلين هى قلب الحقائق، وتحريف كل ما يجرى فى العالم، بتلك الطريقة الفاضحة التى قادت لحمام دم لا ينتهى فى العراق، منذ الغزو الأمريكى له عام ٢٠٠٣، يحيا العالم الآن أوقات خطرة، والأدهى أن حقيقة ما يحدث فيها مشوه تماماً فى أذهان الناس، لقد كانت الصحف ووسائل الإعلام تتلاعب دائماً بالرأى العام كما لو كانت «حكومة خفية»، تمارس تأثيرها من وراء الستار، وتحاول إقناعهم بالأفكار التى تريدها بطرق خفية غير محسوسة، أما الآن، فصارت وسائل الإعلام أقرب إلى حكومة حقيقية، تحكم عقول الناس واتجاهات آرائهم دون خوف من معارضة لما تقول، تبث الأكاذيب حول حقيقة ما يحدث فى العالم دون خجل، وهدفها الأساسى هو «غزو» عقول الشعوب واحتلالها، والتحكم فى رسم كل تصوراتها عن العالم وما يحدث فيه، وهو أمر لا يمكن أن يحدث إلا بعد أن يدمر الإعلام قدرة الناس على التمييز بين الحقيقة والأكاذيب، بين الواقع، والافتراء».
ويضيف: «قيل إن العالم يعيش عصر المعلومات، لكن الواقع أنه يحيا «عصر الإعلام»، فوسائل الإعلام هى التى تخوض الحروب، وهى التى تمارس الرقابة على ما يحدث فى الداخل أو تغض النظر عنه، وهى التى تختار من الذى تفضحه وتشوه سمعته، وهى التى تطبق العقاب بالتشهير والإيذاء على من تختار، وهى التى تمارس تشتيت انتباه الناس عن قضايا بعينها وتركزها على أمور أخرى، لقد أصبح لدى وسائل الإعلام اليوم القدرة على تشكيل «واقع جديد»، يختلف تماماً عن الواقع الذى يجرى أو يحدث على الأرض، وتعتمد فى ذلك على أمرين: نشر الافتراءات والافتراضات الخاطئة، والترويج دون تفكير أو تدقيق، لما يمرره لها أصحاب السلطة والحكام.
يظل غزو العراق عام ٢٠٠٣، نموذجاً صارخاً، ونقطة تحول، فى الطريقة التى أصبحت بها وسائل الإعلام تروج فيها لأكاذيب السياسيين دون أن تتحقق منها، وكان للصحفى الأمريكى البارز «تشارلز لويس» تصريح شهير وقتها عندما سئل فى مقابلة صحفية: ماذا لو كانت هناك وسيلة إعلامية حرة فى العالم كله، قررت أن تتحدى مزاعم الرئيس الأمريكى السابق «جورج دبليو بوش» حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، بدلاً من أن تنخرط فى ترديد تلك المزاعم التى ثبت فيما بعد أنها مجرد دعاية لا أساس لها من الصحة؟ فرد الصحفى قائلاً: «لو أن الصحفيين قاموا بمهمتهم الحقيقية فى تلك الفترة، وهى التأكد من الحقيقة، لكان هناك احتمال كبير ألا تنشب الحرب فى العراق من الأساس».
{long_qoute_2}
كان ذلك هو رأى العديد من كبار الصحفيين مثل «دان راذر» من شبكة «سى بى إس» الأمريكية، و«ديفيد روز» الصحفى فى «الأوبزرفر» البريطانية، وحتى عدد من كبار المراسلين فى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، كلهم اتفقوا على أنه لو كانت وسائل الإعلام الغربية قامت بمهمتها بالتحقق من مزاعم وأكاذيب السياسيين بدلاً من الترويج لها ونشرها بين الناس، لما وصل الحال فى العراق إلى ذلك الوضع المأساوى الذى أصبح عليه الآن.
ويضيف «بيلجر»: والغريب أن أحد من كشفوا حقيقة تلاعب الحكومات وأجهزة الإعلام الغربية للناس، وتشويهها للحقائق حول ما يحدث على الأرض، كان أحد من ساهموا فى هذا التضليل يوماً ما، كان هذا هو «كارنى روس»، مسئول الخارجية البريطانية الذى لعب دوراً بارزاً فى فرض الحصار الدولى على الشعب العراقى فى التسعينات، قبل أن يتحول إلى صوت يفضح الحكومة البريطانية وتحكمها فى وسائل الإعلام لتضليل الناس، يقول «روس»: إن الحكومة تمارس الخداع، أما الصحفيون فهم يتطوعون بنشر وترويج أكاذيبها حول حقيقة ما يحدث فى العالم، ويضيف: «كنا فى الحكومة نغذى المراسلين والصحفيين بالمعلومات الاستخباراتية التى نحددها ونختارها، حتى يقوموا بنشرها، وإلا تعرضوا للتجاهل ومنع تدفق المعلومات إليهم من مصادرنا».
ولا تكتفى الصحف ووسائل الإعلام بترويج الأكاذيب التى تريد الحكومة الترويج لها وحسب، لكنها تمارس أيضاً نوعاً من التصفية لكل من يجرؤ على أن يقول الحقيقة التى تصر على حجبها، كما حدث مثلاً مع «دينيس هاليداى»، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة فى تلك الفترة القاسية، والذى كان يتولى مهمة متابعة الأوضاع فى العراق، ثم قرر أن يستقيل حتى لا يشارك فى جرائم وصفها بأنها تصل إلى حد «المحرقة»، مؤكداً أن فرض العقوبات الدولية على العراق قد أدى إلى مصرع أكثر من مليون شخص.
قرر الإعلام الغربى أن يجعل من «هاليداى» عبرة لمن لا يعتبر، حتى يعرف الكل أنه لا «حقيقة» غير ما تنقله وسائل الإعلام بأوامر من حكوماتها، تعرض للسحل والتشويه والتدمير المعنوى على شاشات وصحف الإعلام البريطانى، وصرخ «جيريمى باكسمان» المذيع الشهير فى «بى بى سى» فى وجهه وقتها: «أنت مجرد مدافع عن صدام حسين»، وعلى ما يبدو، لا تمر «وقفات» الصحفيين البريطانيين مع حكوماتهم فى المواقف السياسية دون اعتراف غير مباشر بالجميل، إذ وقّع المذيع بعدها عقد تأليف كتاب فى صفقة قيمتها مليون جنيه إسترلينى، وهى صفقات رابحة بين الحكومة والإعلام، ما دامت النتيجة أنه بعد أكثر من عقد كامل على حرب العراق، ما زال معظم البريطانيين مقتنعين نتيجة لدعاية الإعلام البريطانى، أن عدد الخسائر فى العراق لا يزيد على ١٠ آلاف جندى منذ بدء احتلاله، وهو عدد يمثل نسبة ضئيلة من حجم الضحايا الفعلى، أى إن الإعلام البريطانى تواطأ مع حكومته لإخفاء خيط طويل من الدماء من الجنود والأبرياء يمتد من لندن إلى بغداد.
ويتابع الصحفى البريطانى: «إن هذا التلاعب بالحقيقة يصل إلى أقصى درجات الخطورة عندما يأتى من صحف لها وزنها وثقلها مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» الأمريكيتين، أو «الجارديان» البريطانية، وهى صحف صارت تلعب اليوم دوراً محورياً فى صناعة واقع بديل للأحداث التى تجرى على الأرض، وترويجها للقراء على أنها حقائق، والأدهى أنها تلعب دوراً فى إعداد الناس لتقبل نشوب حرب باردة جديدة أكثر خطورة، معتمدة على قلب الحقائق بأن تظهر مثلاً أن روسيا هى التى أشعلت الأزمة الأوكرانية، على الرغم من أن الواقع أنها أزمة افتعلتها الولايات المتحدة بالتعاون مع حلف شمال الأطلسى، وستظل الطريقة التى حجبت بها وسائل الإعلام الغربية حقيقة الوضع حول ما يحدث فى أوكرانيا لخدمة مصالحها وأهدافها السياسية هى إحدى أكبر الأكاذيب التى شهدها العالم فى العصر الحديث». كل ما يمكن أن يدعم «حقيقة» أخرى غير ما تقوله وسائل الإعلام تم حجبه، ومنعه، ومحوه، فى الوقت الذى يتم فيه الاعتماد على أدلة ومصادر، أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها «هزلية» لنقل «الواقع» المختلق الذى يريد الإعلام نشره، كما حدث مثلاً عندما قرر مراسل أمريكى أن المسئول عن إسقاط الطائرة الماليزية فى أوكرانيا فى وقت أزمتها الأخيرة، هو مسئول أوكرانى موالٍ لروسيا، إلا أن الصحفى لم يذكر أى وقائع، ولا أى دلائل، ولا حتى أى مصادر واضحة تظهر من أين استقى تلك المعلومة، كل ما قاله هو أن ذلك المسئول الأوكرانى كان يعرف باسم «الشيطان»! هكذا بلا أى دليل، قرر المراسل الأمريكى أن رجلاً شريراً مخيفاً هو الذى أسقط الطائرة.
تحرص وسائل الإعلام الغربية أيضاً على أن تحجب صوت المواطنين الحقيقيين، من أصحاب البلد والأرض، وتظهرهم على أنهم غرباء أو وافدون أو أقلية، فى الوقت الذى تحرص فيه على أن تظهر الموالين لها على أنهم هم الغالبية الحقيقية وصوت الناس فى أى دولة تقوم بتغطية أخبارها، كما فعلت مثلاً خلال الأزمة الأوكرانية، عندما أصر مراسلو الصحف الغربية على أن الأوكرانيين المؤيدين لروسيا هم «أجانب»، وليسوا مواطنين حقيقيين، على الرغم من أن غالبية الأوكرانيين فعلياً، على العكس من الأقلية التى كان الإعلام الغربى يسلط أضواءه عليها، كانت غالبية رافضة للتدخل الأجنبى الذى تحركه أمريكا من وراء الستار للإطاحة بحكومتهم المنتخبة، ولا يهتم الإعلام الغربى إطلاقاً بنقل وجهة نظر الطرف الآخر مهما بلغت أهميته أو كان موقعه، كما يحدث مثلاً من استباحة للهجوم المستمر على الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، وتوجيه الاتهامات الكاذبة له بغير دليل، واتهامه بالتخطيط للغزو والتدمير حتى دون أن يطلق طلقة واحدة، ودون الاستماع لما لديه ليقول، لأن نقل الحقيقة كما هى، أو حتى من جوانب أخرى غير الجوانب الذى يريد الإعلام إبرازها، لا يمكن أن يحقق الغرض المطلوب من الترويج للأكاذيب.
{long_qoute_3}
إن نفس الصحف التى قادت لغزو العراق فى بداية الألفينيات، وعلى رأسها «واشنطن بوست ونيويورك تايمز وأوبزرفر» وغيرها، هى نفس الصحف التى تقود العالم كله الآن إلى هاوية حرب عالمية ثالثة، بأكاذيبها وقلبها للواقع الذى يحدث فى العالم كله، ويقول «روبرت بارى»، أحد كبار الصحفيين الأمريكيين، والرجل الذى كشف عن فضيحة «إيران كونترا» فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق «رونالد ريجان»: لو أن هناك من يتساءل كيف يمكن أن تنشب الحرب العالمية الثالثة، لوجد أنها يمكن أن تبدأ ببساطة بنفس الطريقة إلى بدأت بها الحربان العالميتان من قبل، ولعبت فيها الدعاية والإعلام دوراً بارزاً، ويكفى إلقاء نظرة على الطريقة التى تعامل بها تحالف السياسة والإعلام الأمريكى مع أوكرانيا، واستخدامه لنبرة «الطيبين» فى مواجهة الأشرار، لنفهم أن نقل الصورة للناس لم يعد قائماً على نقل الحقيقة ولا الواقع ولا المنطق».
صحف غربية تساهم فى التمهيد لحرب عالمية جديدة
لم يكن «جون بيلجر» وحده هو من قرر التصدى لذلك الدور المشبوه الذى أصبحت وسائل الإعلام تمارسه بالترويج للأكاذيب التى تخدم أصحاب السياسة، باحث بريطانى آخر فى جامعة «مانشستر»، هو «بيرس روبينسون»، قدم ورقة بحثية بعنوان: «الدعاية والإقناع السياسى المنظم والكذب والسياسة الدولية» أمام مؤتمر الجمعية البريطانية للدراسات الدولية، قال فيها: «إن الواقع أن وسائل الإعلام قد أصبحت جزءاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه فى استراتيجيات التحايل والخداع والكذب فى السياسة الدولية، وأداة يعتمد عليها السياسيون حول العالم لنشر المعلومات التى يريدون تمريرها للناس، فى نموذج صارخ للتحايل والكذب، يجعل ما كان يقوم به «جوبلز» وزير الدعاية السياسية فى عهد الزعيم النازى «أدولف هتلر»، مجرد لعب أطفال، من الذى يتحكم اليوم فى الصورة التى تصل للناس فى بيوتهم؟ ومن الذى يحكم تصوراتهم عما يحدث فى العالم؟ ما الذى تكشفه عبر وسائل الإعلام؟ وما الذى تخفيه؟ وما الذى تتعمد تقديمه بشكل مضلل عبر وسائل الإعلام؟ إن الحكومات حول العالم تتعامل مع أجهزة الإعلام اليوم على أنها مسئولة عما يسمى بـ«عمليات الإقناع المنظمة»، وهى عمليات يمكن أن نقول عنها إنها جزء من عمليات الحرب النفسية فى العلوم العسكرية، تتضمن الدعاية، أو الترويج لفكرة أو اتجاه سياسى معين تسعى الحكومة لحشد الناس وراءه، من خلال تنظيم المعلومات وتوصيلها بشكل ممنهج عبر وسائل الإعلام لتحقيق أكبر أثر مطلوب فى خدمة أهداف السياسة الخارجية، باختصار، صارت وسائل الإعلام الغربية تتقن فن التلاعب بالمعلومات لإحداث تأثير معين، أو تحقيق نتيجة بعينها من خلال توصيل المعلومات بشكل معين، أو، وهو الأخطر، من خلال إقناع الناس بواقع معين حتى وإن لم يكن حقيقياً، باستخدام الخداع أو الكذب، أو لى عنق الحقائق وتحريفها».
صحف غربية تساهم فى التمهيد لحرب عالمية جديدة
ويتابع الباحث البريطانى: «لم يعد هناك من ينكر اليوم أن عمليات الإقناع المنظمة للشعوب هى جزء أساسى من أى نظام حكم، سواء كان ديمقراطياً أو سلطوياً، يتزايد التركيز عليها فى أوقات الخطر، أو فى حالات الحروب التى تستدعى حشد الناس وتوجيه آرائهم فى الاتجاه المطلوب، لا يهم هنا ما إذا كان إقناع الناس بواقع معين أمراً جيداً أو سيئاً، ما إذا كان الهدف أخلاقياً أم لا، لكن المهم هنا هو هل هذا الأسلوب فعال أم غير فعال فى إقناع الناس؟».
ويضيف: «ومن أجل تحقيق أقصى فاعلية فى إقناع الناس بما تريد وسائل الإعلام ومن وراءها إقناعهم به، تصبح كل الوسائل والأساليب مباحة ومشروعة، بما فى ذلك تشويه المعلومات ونقل الحقائق بشكل مضلل، ويعترف معظم خبراء عمليات الإقناع السياسى المنظم أن عملياتهم لا بد أن يكون فيها تحريف ومغالطات فى الحقائق، ومبالغات فى المعلومات والأرقام لنقل صورة معينة، والتضليل الصارخ للناس من خلال الكذب بدرجات تتفاوت من الغش البسيط حتى الخداع الفج».
فى حالات الحرب، أو الصراعات، أو حالات المواجهة بين مصالح دولة ما ودول أخرى، كما يحدث مثلاً فى المواجهة الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين أوروبا و«بوتين» خلال الأزمة الأوكرانية، أو حتى فى المواجهة بين الدول التى راهنت على الإخوان فى الشرق الأوسط وبين مصر بعد الإطاحة بهم من الحكم، تصبح «الدعاية السوداء» هى الوسيلة الأساسية التى تعتمد عليها الحكومات لضرب من تواجههم، يصبح من المعتاد أن تعمد وسائل الإعلام إلى تشويه صورة «الخصم» بكل الطرق والأساليب الممكنة، بما فى ذلك نشر الأكاذيب عنه اعتماداً على مصادر مجهلة أو لا يمكن التأكد من صحتها، ونشر المعلومات المفبركة التى لا يوجد أساس لها من الصحة، أو نقل «نصف الحقيقة» للناس، سواء من خلال المعلومات الناقصة، أو حجب أجزاء معينة من الحقيقة عن الناس بشكل يقدم للناس صورة مشوهة تماماً عن الواقع حتى دون كذبة واحدة.
تلجأ وسائل الإعلام للتضليل وحجب المعلومات، أو استخدام معلومات تدرك عدم صحتها لتأكيد وجهة نظرها، لأنها تدرك ببساطة أن الناس لن يقتنعوا بكلامها، ولن يسيروا فى المسار المحدد لهم والمطلوب منهم لو أنهم عرفوا الحقيقة كاملة أو رأوا الصورة من جميع جوانبها، كما أن «حشد» الناس فى حالات الحرب أو المواجهة لا بد أن يكون جزء منها هو تضخيم التجاوزات أو المبالغات التى قام بها الخصم للتلاعب بمخاوف الناس ودفعهم فى اتجاه دعم الحكومة لكى تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم أياً كان تطرفها. إن كم الكذب الذى يسمعه الناس من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بشكل عام، قد جعل من العسير عليهم أن يفهموا الحقيقة بشكل كامل، ولا حتى أن يتخيلوا كم الخداع الذى يتعرضون يومياً له، إن آلة السياسة الضخمة الرابضة وراء صناعة الإعلام فى العالم الغربى، مصحوبة بالتأثير الرهيب للمصالح المالية لأصحابها هى أمر لا يدركه معظم الناس، ويصعب عليهم أن يتخيلوا كيف يمكن لبضع صحف ووسائل إعلامية أن تخدع شعوباً كاملة، دون أن يطرف لها جفن.
إن الناس «تثق» فى وسائل الإعلام لدرجة تجعل خداعهم على يديها أمراً سهلاً، وقليلاً ما يتوقف الأمريكان مثلاً أمام واقع أن وسائل إعلامهم مخترقة منذ وقت طويل من أصحاب المصالح المالية الكبرى، بشكل جعل فكرة الصحافة «الحرة» أو المستقلة فى أمريكا مجرد وهم، وأعادت ممارسات الإعلام الأمريكى الحالية من كذب وتحايل وخداع على الناس لخدمة أصحاب المصالح فيها، كلمات شهيرة قالها رئيس تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» «جون سوينتون» منذ أكثر من مائة عام أمام نادى الصحافة فى نيويورك عندما قال: لا يوجد شىء فى أمريكا اسمه «صحافة حرة»، أنت تعلم ذلك وأنا أعلمه، لا يوجد فيكم من يجرؤ على كتابة آرائه بنزاهة، فلو تجرأ أحدكم على ذلك لأدرك مقدماً أنه لن ينشر، إننى أتلقى راتبى لكى أبقى آرائى النزيهة خارج الصحيفة التى أعمل بها، وكذلك أنتم، ولو بلغت الحماقة بأحدكم حداً يجعله يكتب رأياً نزيهاً لوجد نفسه فى الشارع يبحث عن وظيفة أخرى، لقد أصبح «بيزنس» الصحافة هو تدمير الحقيقة، هو الكذب الصريح، لقد تحولنا إلى أدوات فى يد الأثرياء الذين تحركنا مصالحهم من وراء الستار، كأننا عرائس متحركة تتحرك على إشارات وتلميحات خيوطهم، كل مواهبنا وإمكانياتنا ومعاشنا أصبحت مملوكة لرجال آخرين، هذه هى «دعارة» أصحاب الفكر.
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية
- أجهزة الإعلام
- أدولف هتلر
- أسلحة دمار شامل
- إعلام الغرب
- استطلاعات الرأى
- الأزمة الأوكرانية
- الأمين العام للأمم المتحدة
- الإذاعة البريطانية