حادثة "الطائرة الروسية" في تركيا تعقد محادثات "أوباما" و"أولاند"

كتب: أ.ب

حادثة "الطائرة الروسية" في تركيا تعقد محادثات "أوباما" و"أولاند"

حادثة "الطائرة الروسية" في تركيا تعقد محادثات "أوباما" و"أولاند"

في ظل التضامن بعد هجمات باريس، افتتح الرئيس باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند محادثات اليوم، حول توسيع الحملة الدولية ضد تنظيم "داعش"، وهو جهد يرجح أن يواجه تعقيدات جراء إسقاط تركيا طائرة حربية روسية.

زيارة أولاند إلى واشنطن تأتي في إطار مساع دبلوماسية لحمل الولايات المتحدة ودول أخرى لتعزيز الجهود لتدمير التنظيم المسلح الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس، ويخطط الرئيس الفرنسي لحث أوباما على العمل مع روسيا لتشكيل تحالف جديد لمحاربة التطرف.

وحتى قبل الحادثة بين تركيا وروسيا، واجه أولاند تحديًا صعبًا في الحصول على موافقة أوباما على الشراكة مع موسكو، فالولايات المتحدة تتشكك بشكل عميق في دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالنظر إلى دعمه طويل الأمد للرئيس السوري بشار الأسد، ولم يعلق أوباما ولا أولاند على إسقاط الطائرة الروسية عندما ظهرا أمام الصحفيين اليوم.

ووفقا لمسؤول عسكري أمريكي، لم تتورط القوات الأمريكية في الحادثة الجوية، ولم يكن المسؤول مخولًا بمناقشة الحادثة في العلن، وتحدث شريطة عدم كشف هويته.

وخلق النزاع بين حكومة الأسد وقوات المتمردين المستمر منذ نحو خمس سنوات فراغًا سمح بازدهار تنظيم "داعش"، ويبدو أن التنظيم الآن، يركز على أهداف خارج قواعده في سوريا والعراق بينها هجمات في لبنان وتركيا وإسقاط طائرة روسية في مصر.

وبتوسع عمليات "داعش" خارج قواعده في سوريا والعراق، يواجه أوباما ضغطًا متصاعدًا بالداخل والخارج لتعزيز الجهود الأمريكية للقضاء على المسلحين، وحتى الآن يقاوم أوباما دعوات إما لتغيير أو تصعيد نهجه، مركزًا بدلًا من ذلك على حمل دول أخرى على عرض المزيد من المساعدات، في هيئة معلومات استخباراتية أو مساعدات إنسانية وعسكرية.

وفي هذا الصدد، قال جوش إرنست، الناطق باسم البيت الأبيض، "من المؤكد أن الولايات المتحدة تتحمل (أعباء) أكثر من قدراتها، ونحن نؤمن أنه يمكن القيام بالمزيد إذا كانت دول (أخرى) مستعدة للإسهام بموارد إضافية".

وتركزت الحملة الأمريكية إلى حد كبير على شن غارات جوية، مع تدريب ومساعدة قوات الأمن على الأرض في العراق، وتعرقلت جهود تدريب المعارضة المعتدلة في سوريا وإمدادها بالعتاد، إلا أن أوباما صرح بنشر 50 من جنود العمليات الخاصة هناك لبدء البرنامج.

وصعدت فرنسا غاراتها الجوية بعد هجمات باريس، معتمدة جزئيًا على معلومات استخبارية أمريكية لضرب أهداف في الرقة، معقل "داعش" في سوريا.

وأمس، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إنه سيسعى للحصول على موافقة البرلمان هذا الأسبوع على بدء شن غارات جوية بريطانية أيضًا.

ويريد أولاند من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الشروع في التعاون مع روسيا التي تشن بدورها غارات جوية في سوريا، وبينما يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده تستهدف مسلحي جماعة "داعش"، تزعم الولايات المتحدة ان موسكو تلاحق المتمردين الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حليف الكرملين الذي تريد الولايات المتحدة الإطاحة به.

والأسبوع الماضي، دعا أولاند الولايات المتحدة وروسيا إلى وضع خلافاتهما السياسية حول سوريا جانبًا، وأن "يقاتلا هذا الجيش الإرهابي في تحالف واحد عريض"، لكن مكتبه أقر بأن "التعاون يبدو وكأنه هدف بعيد المنال".

وقال دبلوماسي فرنسي أمس، "نحن لا نتحدث عن قيادة مركزية، ونتحدث عن تنسيق في الأساليب وتبادل المعلومات الاستخباراتية".

وقال إرنست، إن الولايات المتحدة ستواصل الحوار مع بوتين إلا أنه قال إن أوباما لن يقدم أي وعود إلى أولاند أثناء زيارته اليوم.

ومن واشنطن، سيتوجه أولاند الى موسكو لعقد محادثات مع الرئيس بوتين.

وفضلًا عن مناقشاتهما بشأن التعاون العسكري، من المتوقع أن يبحث أوباما وأولاند أيضًا بذل جهود دبلوماسية لتحقيق انتقال سياسي في سوريا.

وبينما تدعم روسيا بذل جهد دبلوماسي جديد في سوريا، لا تزال موسكو ترفض دعم خطوات تدعو صراحة إلى الإطاحة بالأسد من السلطة.

ويتزايد المستنقع السوري عمقًا منذ قرابة خمس سنوات، ويبدو أن انتقاد استراتيجية أوباما بشأن سوريا يتزايد أيضًا.


مواضيع متعلقة