المصري "رافع العلم الإماراتي" لـ"الوطن": "دبي احتضنت مشروعي.. ومصر ادتني شهادات بس"

كتب: سلوى الزغبي

المصري "رافع العلم الإماراتي" لـ"الوطن": "دبي احتضنت مشروعي.. ومصر ادتني شهادات بس"

المصري "رافع العلم الإماراتي" لـ"الوطن": "دبي احتضنت مشروعي.. ومصر ادتني شهادات بس"

{long_qoute_1}

نصف مصري والآخر إماراتي، يحمل جنسية البلد الأولى، ومرسوم تمثيل فخري من الثانية، شأنه في ذلك شأن العديد من المبتدأين من العلماء، أما الاحتفاء، فكان حليفه حتى رفع علم الإمارات، بعد حصوله على الميدالية الذهبية في المعرض الثامن للمخترعين بالشرق الأوسط في الكويت، وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي صورته، وهو يحمل علم الدولة الثانية، حيث تباينت الآراء، ففي حين اعتبره البعض خائنًا لبلده، رآه آخرون شأنه شأن باقي العلماء الذين اهتمت بهم دولا غير وطنهم الأم.

حاورت "الوطن" مصطفى مجدي الصاوي (17 عامًا)، العالم الصغير الذي كرمته مصر و3 دول أخرى، هن "بريطانيا، سويسرا، والكويت"، وحصل في محافلهم العلمية على المركز الأول، عن مشروع بحثه "السد العربي الذكي".

بدأ مصطفى مشواره العلمي، في عامه الـ14، خلال وجوده في الإمارات، التي اعتاد زيارتها في كل إجازة، نظرًا لعمل والده هناك، فضلًا عن ولادته بها، حيث كان يحضر ندوات عن البحث العلمي والاختراعات العلمية، وبعد عودته إلى مصر، ونظرًا لعلاقة أحد أفراد عائلته بأساتذة جامعة المنصورة، نجح الشاب الصغير في حضور محاضرات وندوات عن مناهج البحث العلمي بالجامعة، و بعد 6 أشهر من الدراسة، عمل مع أساتذة في كليتي الهندسة والحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة لمدة عامين، على مشروع "السد العربي الذكي".

"السد العربي الذكي، مشروع لإنتاج أكبر طاقة كهربائية متجددة على مستوى العالم، يأتي من دمج 3 طاقات متجددة مع بعض التعديلات الهندسية في كل مصدر من الثلاثة، بحيث يكون الإنتاج هو 33.1 جيجا في الساعة الواحدة، وعملية تحلية للمياه بتكلفة 20% فقط من التحلية الدولية، وتم تجريبه أكثر من 27 مرة، حتى تم الوصول للتجربة النهائية، التي تظهر فيها جميع النتائج بالإيجاب، ودرجة النجاح الكبرى بعد أن تم التجريب في كلية الهندسة جامعة المنصورة".

"مشفتش اهتمام.. كلها حفلات وفي الآخر شهادات".. كان ذلك الواقع هو الدافع وراء عدم ممانعة "الصاوي"، في الحصول على المرسوم التمثيلي الفخري من دولة الإمارات التي احتضنت مشروعه، بعد أن قوبل بعدم اهتمام، لما توصل إليه في مصر، إضافة إلى عدم وجود معامل مجهزة، بعكس الإمارات، التي ذللت له كل العقبات، ووجد إمكانيات كبيرة في معاملها، ساعدته على إنجاز بحثه ومشروعه العلمي بشكل أكثر دقة.

بعد انتهاءه من دراسة الصف الأول الثانوي بمدينته "الدقهلية"، غادر لاستكمال دراسته وأبحاثه العلمية في الإمارات، موطنه الثاني كما يرى، والذي أوضح أنه المرسوم التمثيلي، الذي يسمح له باعتباره مواطنًا إماراتيًا قادرًا على تمثيلها في المحافل العلمية، لكنه ما زال حاملًا لجواز السفر المصري.

"أنا رفعت علم مؤمن بيه وناس ساعدوني".. لم ير مصطفى غضاضة في الأمر، مؤكدًا أن لا علاقة له بالانتماء، فهو ما يزال مصريا، لكن الإمارات لها فضل عليه في احتضانه، وتوفير كل الوسائل له، بخاصة وأنه لم يعاني من "الروتين"، قائلًا: "دولة تعمل 24 ساعة، وليس من الساعة التاسعة حتى الثانية ظهرًا، يتخللهما ساعتين راحة"، مضيفًا، "إذا أردت موافقة الحكومة في مصر على تعاقد الشركات البريطانية والألمانية لتنفيذ المشروع فقد يستغرق الأمر (سنين)، لكن إذا حدث نفس الأمر في الإمارات، فستذلل لي كل العقبات وتساعدني في إنجازه".

قبل احتضان الإمارات لـ"الصاوي"، شارك في بطولة العالم للمبدعين العرب في لندن "معهد بحوث لندن" لتمثيل جامعة المنصورة، بعدما أنهى التجارب العملية داخل المعامل البحثية في جامعة المنصورة، وتم اختياره ضمن أفضل 3 مشاريع للتمثيل في النهائيات، ثم تم اختياره للسفر إلى انجلترا، لعرض بحثه بعد التحكيم المبدئي، لكن بسبب بعض الإجراءات الروتينية الخاصة بالتأشيرة، لم يستطع السفر، وأجرى المسابقة عبر "فيديو كونفرانس"، ثم تم اختياره كأفضل باحث علمي عربي على مستوى العالم، في مسابقة لندن للعلوم والتكنولوجيا.

"طالب علم".. اللقب الذي يفضله "مصطفى الصاوي"، مبررًا: "أنا ما اخترعتش الذرة لسا"، رغم إلقاءه لمحاضرات في مدرسة دبي للتربية الحديثة ومعهد الإمارات العلمي أو النادي العلمي للإمارات كما يطلقون عليه منذ 6 أشهر، كي يستفيد الطلاب مما تعلّمه، كما ألقى محاضرات في جامعة المنصورة، بتعريفه بـ"أصغر باحث علمي" تحت سن 16 عامًا، وما يزال يُكمل مشواره، والتعليم الذي لا يعرف سنًا ولا وقتًا ولا نهاية.


مواضيع متعلقة