تفاصيل تصفية عبدالحميد أباعود وابنة خاله "أيت" خلال مداهمة "سان دوني"

كتب: أ ب

تفاصيل تصفية عبدالحميد أباعود وابنة خاله "أيت" خلال مداهمة "سان دوني"

تفاصيل تصفية عبدالحميد أباعود وابنة خاله "أيت" خلال مداهمة "سان دوني"

قال مسؤولون فرنسيون، اليوم، إن الإرهابي البلجيكي المشتبه في تدبيره الهجمات المميتة في باريس، لاقى حتفه إلى جانب ابنة خاله في شقة في إحدى ضواحي باريس.

وأوضح مكتب النائب العام لباريس فرنسوا مولان، أن عبدالحمد أباعود، تم تحديد هويته بناء على عينات من البشرة ولكن السلطات لا تعرف كيف لاقى حتفه، وعثر على جثته في شقة بمبنى سكني استهدفت في المداهمة الدموية على ضاحية باريس "سان دوني" أمس.

وقال 3 مسؤولون في الشرطة إن المرأة التي قتلت في الغارة كانت ابنة خال أباعود، وأضاف أحدهم أنه يعتقد أن حسناء أيت بولحسن فجرت حزاما ناسفا بعد محادثة قصيرة مع ضباط شرطة.

وأكد المسؤول وجود تسجيل صوتي به طلقات رصاص حيث يسأل أحد الضباط "أين صديقك؟" في حين ترد هي بغضب "إنه ليس صديقي". ثم تسمع أصوات انفجارات، ولم تكن العلاقة بين أباعود وأيت بولحسن واضحة.

كانت الجثث التي تم انتشالها بعد المداهمة مشوهة إلى حد كبير، حيث استقر جزء من العمود الفقري لأيت بولحسن على سيارة شرطة، ما عقد تحديد الهوية الرسمي وفقا لما ذكره أحد المسؤولين.

تحدث كل المسؤولين شريطة عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم ليس مسموحا لهم بالكشف عن تفاصيل التحقيق.

وشنت الشرطة العملية بعد أن تلقت معلومات من مكالمات هاتفية مسجلة ومعلومات استطلاع وبلاغات تشير إلى أن أباعود كان متحصنا هناك، واعتقل 8 أفراد في المداهمة.

في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه فرنسا من الهجمات الدامية في باريس التي أودت بحياة 129 شخصا وأصابت مئات آخرين، حذر رئيس وزرائها مانويل فالس، اليوم، من أن متطرفي "داعش" قد يستخدمون في مرحلة ما أسلحة كيماوية وبيولوجية، وحث البرلمان على تمديد حالة الطواريء 3 أشهر.

وقال فالس، أمام مجلس النواب الفرنسي، "ضرب الإرهاب فرنسا، ليس بسبب ما تفعله في العراق وسوريا، ولكن لما هي عليه، ونعرف أنه قد يكون هناك أيضا خطر أسلحة كيماوية وبيولوجية".

ولم يذكر فالس إن هناك تهديدا محددا يشمل أسلحة من هذا القبيل، وفي أماكن أخرى في أوروبا سعى الزعماء القلقون وجهات تنفيذ القانون إلى حماية السكان، فيما حذر روب وينرايت مدير منظمة تنسيق شرطة الاتحاد الأوروبي (يوروبول)، من تصعيد خطير للغاية للهجمات الإرهابية في أوروبا.

في إيطاليا، قال باولو جينتيلوني وزير الخارجية، إن سلطات تنفيذ القانون تبحث عن 5 أشخاص أشار إليهم مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي "إف بي آي"، ردا على تحذير أمريكي بشأن الأهداف المحتملة في أعقاب هجمات باريس.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا أمس، أن مبنى كاتدرائية القديس بطرس، وكاتدرائية ميلانو، ودار الأوبرا، وأيضا الكنائس والمعابد والمطاعم والمسارح والفنادق تم تحديدها على أنها أهداف محتملة.

وطلب من الشرطة النرويجية والدنمركية أن تبحث عن رجل تقول السلطات السويدية إنه مطلوب فيما يتعلق بالتحقيقات بشأن الإعداد لجريمة إرهابية، وقالت المخابرات السويدية المعروفة باسم سابو إن الطلب ليس مرتبطا بهجمات باريس.

في بلجيكا المجاورة، حيث عاش العديد من منفذي هجمات باريس، أعلن رئيس الوزراء شارل ميشيل، حزمة من الإجراءات الإضافية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تخصيص 400 مليون يورو لتوسيع نطاق الحرب على الإرهاب.

وأبلغ النواب أنه ستتم زيادة أعداد أفراد الأمن وسيولى اهتماما خاصا بالقضاء على رسائل الكراهية، كما دعا إلى مزيد من التعاون الدولي، وقال إنه يريد تعديل الدستور البلجيكي لزيادة فترة احتجاز الشرطة للمشتبه بهم من دون محاكمة، مضيفا "على جميع القوى الديمقراطية العمل معا لتعزيز أمننا".

في بلجيكا، شنت السلطات 6 مداهمات في منطقة بروكسل، اليوم، على صلة بانتحاري باريس بلال الحدفي، وهو واحد من بين 3 انتحاريين فجروا أنفسهم خارج "ستاد دو فرانس".

وقال مسؤول في مكتب المدعي العام الاتحادي البلجيكي، لـ"أسوشيتد برس"، إن المداهمات تجري في حي "مولينبيك" ومناطق أخرى من بروكسل.

وأضاف أن المداهمات تتمحور حول "حاشيته"، وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأن التحقيق ما زال مستمرا.

حث وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، المجتمع الدولي على بذل المزيد لاجتثاث تنظيم "داعش"، التي تبنت هجمات الجمعة في باريس التي استهدفت مسرحا ومقاهي واستادا وطنيا.

وقال فابيوس، الذي كان يتحدث عبر إذاعة "فرانس انترناشونال"، إن التنظيم أشبه بوحش، لكن إذا لم تتمكن كل دول العالم على مكافحة 30 ألف شخص، أعضاء تنظيم داعش، فإن هذا الأمر سيستعصى على الفهم.

وكثفت فرنسا غاراتها الجوية ضد المتطرفين في سوريا، وقال المتحدث باسم الجيش الفرنسي الكولونيل جيل جارون، اليوم، إن القوات الفرنسية دمرت 35 هدفا لـ"داعش" منذ الهجمات على باريس.

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إلى واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل؛ للضغط من أجل تحالف دولي أقوى ضد "داعش".

وبعد سبع ساعات من الحصار في "سان دوني"، قال أولاند إن فرنسا في حالة حرب مع التنظيم الإرهابي.

في مجلته التي تصدر بالإنجليزية، قال تنظيم "داعش" إنه سوف يواصل عنفه والرد بالنار وسفك الدماء على إهانة النبي محمد، وعلى قتل وجرح الكثيرين في الغارات الجوية الصليبية.

من جانبه، قال المدعي العام لباريس مولان، اليوم، إن المحققين عثروا على هاتف محمول في صندوق قمامة خارج مسرح باتاكلان شرقي باريس، الذي شهد مقتل 89 ضحية في مجزرة الجمعة الماضية، وكان على الهاتف رسالة نصية أرسلت بعد بدء المجزرة بنحو 20 دقيقة.

ولفت مولان إلى أن المحققين لا يزالون يحاولون التعرف على مستقبلي الرسالة.

وقالت السلطات الفرنسية إن معظم مهاجمي باريس، الذين تم التعرف على 5 منهم حتى الآن، غير معروفين بالنسبة لها، لكن مسؤولين أمريكيين قالا إن معظم هؤلاء وليسوا جميعا، كانوا مدرجين على قائمة حظر السفر الأمريكية، وتحدث المسؤولان شريطة التكتم على هويتيهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علنا عن القضية.

وفي السياق ذاته، قال مسؤول أمني في إسبانيا إن السلطات الفرنسية أرسلت نشرة إلى الشرطة عبر أوروبا تطلب منها البحث عن سيارة سيتروين كسارا التي ربما كانت تقل صلاح عبد السلام، الذي كان شقيقه إبراهيم، بين الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم.

وأعلنت السلطات الفرنسية حال الطوارئ بعد الهجمات، ونفذت قوات الأمن 414 غارة واعتقلت 60 شخصا، وضبطت 75 سلاحا بينهم 11 سلاحا ناريا من الطراز العسكري، حسبما أفادت وزارة الداخلية. ومن المتوقع أن يصوت البرلمان نهاية الأسبوع على تمديد حال الطوارئ.

وتوسع حالة الطوارئ من سلطات الشرطة لتنفيذ اعتقالات وتفتيش، وتسمح للسلطات بمنع حركة الأشخاص أو المركبات في أماكن معنية في أوقات محددة.

 


مواضيع متعلقة