مديرتان تعتصمان 15 يوما على بلاط "تعليم كفر الشيخ" بسبب النقل التعسفي

01:13 م | الأربعاء 18 نوفمبر 2015

15 يوما من الاعتصام قضتها مديرتان بديوان عام مديرية التربية والتعليم في كفرالشيخ، نامتا فيها على بلاط المديرية، تعرضتا لأقسى أنواع الضغط النفسى، من إغلاق للحمامات، وإطفاء الأنوار، وعدم السماح لأقاربهما بزيارتهما بعد انتهاء العمل الرسمي، والتضييق عليهما بالحرب النفسية، تعرضتا للمرض، لكنهما رفضا الخروج فى سيارة الإسعاف، باعتباره فض للاعتصام، ولكنما ظلتا صابرتين صامدتين.

"لأننى لو خرجت من هنا هامسك طباشيرة وأقف على السبورة بعد 30 عاما"، هكذا قالت وفاء محمد رياض، مدير إدارة اللغات بمديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، مؤكدة أنه صدر لها قرار تعسفي من وكيلة الوزارة، بإقالتها من منصبها، وإعادتها للعمل معلمة بعد 33 عاما من العمل الإداري، بسبب شكوى تقدمت بها لوزارة التربية والتعليم، ضد مدير عام التعليم العام، الذي كلفته وكيل الوزارة بالعمل وهو محال للمحكمة التأديبية، رغم أنني كنت احتياطي مدير عام لهذه الوظيفة، بقرار المحافظ رقم 12366 في عام 2013، رغم أن المذكور تمت إحالته للمحاكمة التأديبية فى قضية أخلاقية رقم 585 لسنة 2013، في مخالفات مخلة بالشرف من النيابة الإدارية بكفر الشيخ، وتمت مجازاته بخصم 15 يوما من راتبه، بنشرة الجزاءات رقم 7 بتاريخ 11 أبريل لسنة 2006، والصادرة من الشؤون القانونية بتوصية من النيابة الإدارية، في القضية رقم 171 بتاريخ 2 أبريل 2006، وعليه تم نقله إلى إحدى مدارس مدينة الرياض.

وأضافت "رياض": "تم مجازاة المذكور بخصم 3 أيام من راتبه في الأمر التنفيذي رقم 1354 بتاريخ 1 أغسطس لسنة 2013، والصادر من الإدارة المركزية لنظم المعلومات بالأمر الإداري رقم 12 في 29 يوليو 2013، أيضا تمت مجازة المذكور بخصم يومين من راتبه في القضية رقم 86/111 من النيابة الإدارية بكفرالشيخ، بسبب تزويره توقيع مدير المركز آنذاك على خط سير لموظف لتسهيل خروجه من العمل".

وتابعت في شكواها إلى وزير التربية والتعليم والتي تسلمها منها اللواء حسام أبوالمجد، رئيس قطاع مكتب الوزير، أن المذكور الذي تم تعيينه مديرا للتعليم العام، كان يعمل بقاعة الفيديو كونفرانس، وبعيدا كل البعد عن العملية التعليمية، وكان يوقع خطوط سير وهمية للقاهرة يستخدمها في صرف مبالغ مالية غير مستحقة، ويشارك بصفة دائمة في معظم اللجان الإدارية، ولجان الامتحانات والكنترولات بديوان عام المديرية، ويصرف عنها بدلا نقديا بالمخالفة للقرار الوزاري المنظم لعمل القاعة، بألا يتركها قبل الساعة الخامسة مساء، ولكنه يترك عمله ويشارك في تلك الأعمال ويتقاضى عنها بدلات بالمخالفة للقانون.

وتابعت المعتصمة بالمديرية منذ 15 يوما أنه تم حرمان المذكور من أعمال الامتحانات منذ عدة سنوات ولكنه ترأس لجنة، وتم إحالته للتحقيق، ووقّع عليه جزاء، لوجود موانع من عمله.

وأضافت: "بعد تقدمي بالشكوى للوزارة فوجئت بوكيلة الوزارة، تصدر قرارا تعسفيا دون إنذار أو تحقيق، بنقلي بالقرار رقم 89 في 3 نوفمبر الجاري، من مدير إدارة اللغات بديوان عام المديرية إلى معلمة، كما نقل أميرة إبراهيم السيد عبدالله، من إدارة العلاقات العامة بديوان المديرية إلى وحدة تكافؤ الفرص، ونقل رضا علي السيد عامر، من إدارة التربية الخاصة إلى إدارة التربية الخاصة بإدارة كفرالشيخ التعليمية "شرق".

من جانبها قالت رضا عامر، مدير إدارة التربية الخاصة بالمديرية، والتي شملها قرار النقل التعسفي، بحسب قولها، إنه تم نقلي بسبب شكواي من وكيلة الوزارة لعدم مقابلتي في العمل، وتعنت سكرتير مكتبها في تنفيذ أوامرها بعدم مقابلتي لعرض ملفات خاصة بالعمل، وكان الرد الدائم "هي مش فاضية"، رغم أنها تسلمت العمل منذ 5 شهور، كما أنها دائمة التغيب والوجود بالمديرية، وعليه صدر قرار النقل التعسفي، مضيفا أنها اشتكت تليفونيا باللواء حسام أبوالمجد، وأخبرته بأنها لديها أعمال كثيرة ومتوقفة بسبب عدم مقابلة وكيلة الوزارة، فوعدها بالاتصال بوكيلة الوزارة لمقابلتها، ولكن لم يتم، وفوجئت بقرار النقل، مؤكدا أن "قرار النقل لم يتم على نفس درجتي، ولكن لدرجة أقل بالمخالفة لقانون الخدمة المدنية رقم 18 لسنة 2015، وعليه دخلت في اعتصام بمكتب وكيلة الوزارة منذ 15 يوما، فقامت إدارة المكتب بطردنا منه، ثم نقلنا اعتصامنا بمكتب العلاقات العامة بالمديرية، ولكنها أغلقت علينا الحمامات، واضطرتنا للجوء للحمامات الرجالي، غير النظيفة، وغير المضاءة ليلا، والبعيدة، رغم صحتنا المعتلة بسب الاعتصام، كما أصدرت أوامرها لإدارة الأمن والعمال والعاملين بالمديرية بعدم السماح لأبنائنا بزيارتنا، كما هددت العاملين حال الوجود معنا القيام بنقلهم، وأضافت: "أنا أتلقى العلاج من القولون العصبي والمرارة، وتضخم الكبد، ويحتاج الراحة النفسية والبدنية، إلا أن وكيلة الوزارة تمارس علينا ضغوطا، ولكننا صامدون، حتى نأخذ حقنا، أو نخرج جثة هامدة".

وأضافت: "حررت محضر شرطة بقسم أول كفرالشيخ، وقام نجلي بالسؤال عن مصيري، فأخبروه أن لديهم تعليمات بعدم الاستجابة لهم، واستغثت بشرطة النجدة، التي ردت قائلة (لا تتصلي بنا مرة أخرى)، وأضافت أن وكيلة الوزارة تسيء المعاملات ودائما ما تشيع وتزعم أنها مسنودة من رئاسة الجمهورية وجهاز أمني كبير، ما يفقدنا الأمل في الإنصاف".

وتابعت "رضا"، أنها حركت دعوى قضائية مستعجلة ضد وكيلة الوزارة رقم 188016 بتاريخ 11 نوفمبر 2015، بالقضاء المستعجل، اتهمت فيها وكيلة الوزارة بالتعسف في نقلها، واتهمتنا بالفساد عبر وسائل الإعلام.

وطالبت المعتصمتان بإلغاء القرار التعسفي، وفتح تحقيق لعرض ما لديهما من مستندات تثبت تعنت وكيلة الوزارة باستخدام سلطتها، ولدينا الكثير من المستندات التي تثبت المخالفات.

وأضافت المعتصمتان أن الجهات لم تراعِ إنسانيتنا، وأننا سيدات فوق الـ50، وتركتنا نفترش البلاط، منذ 15 يوما وحتى الآن، رغم المناشدات اليومية عبر التليغراف والفاكس ولا مجيب، وتوجهتا برسالة إلى الدكتور أسامة حمدى، محافظ كفر الشيخ "كنا ننتظر منكم أن تحتوينا، وتنظر في مظلمتنا، ولكنك انحزت إلى جانب وكيلة الوزارة، وقلت (إنني لن أكسرها)، واختتمتا – حسبنا الله ونعم الوكيل".