أصحاب شركات سياحية: تنشيط الرحلات الداخلية لن يحل الأزمة.. وسيرهق المدن

كتب: مها طايع

أصحاب شركات سياحية: تنشيط الرحلات الداخلية لن يحل الأزمة.. وسيرهق المدن

أصحاب شركات سياحية: تنشيط الرحلات الداخلية لن يحل الأزمة.. وسيرهق المدن

باتت خاوية لا يزاحمها سوى اصطفاف أعمدة النور ذات الإضاءة الخافتة على جانبيها، فاتسعت الطرقات والممرات أمام نسمات هواء ليلها الساحر للتطاير وإنعاش المدينة، بعد أن كانت تعج بالسياح، قبل الأحداث الأخيرة التي شهدتها شرم الشيخ، إثر تحطم الطائرة الروسية في سيناء 31 أكتوبر الماضي، والتي على إثرها علقت روسيا الرحلات من وإلى مصر، علاوة إلى بريطانيا التي لجأت لسحب رعاياها من مصر.

ورغم إن أيام قليلة تفصلنا عن السنة الميلادية الجديدة، فلا تزال الأوضاع داخل شرم الشيخ تشهد ركودا ملحوظا في أعداد السياح، علاوة على الخسارة التي لحقت بالشركات السياحية، حيث اضطر العاملين بالفنادق والمطاعم السياحية إلى ترك وظائفهم، نظرا لعدم وجود العمل الذي يساعدهم على المعيشة هناك.

"السياحة الروسية كانت في الصفوف الأولى أصبحت بالأخيرة"، بذلك الوصف عبرت سمر فاروق إحدى منظمي البرامج السياحية لشرم الشيخ، عن المأساة التي يعيشونها منذ أيام مضت، بعد نزوح بعض الدول الأوروبية عن المدينة، موضحة أن معظم السائحين أخذوا قرارات إلغاء الحجوزات التي يقدمونها قبل موعد رأس السنة الميلادية "الكريسماس".

فلعل طوق النجأة الذي تحاول "فاروق" التمسك به، بوضع الشركة التي تعمل بها إحدى الخطط، التي بدورها تعمل على خفض أسعار الحجوزات لشرم الشيخ والفنادق المستقبلة للمواطنين، وذلك دعما للسياحة، وأملا في جذب أعداد من السياح قبل "الكريسماس".

"شرم الشيخ دائما على استعداد لاستقبال ضيوفها من دول العالم بتلك الأيام، خاصة بقرب العام الميلادي الجديد، إلا أن شرم الشيخ تشهد عزوفا من السائحين، تجعل المدينة في حالة لا يرثى لها"، بتلك الكلمات عبر أحمد شاهين 23 عاما، مدير حجز الرحلات بإحدى الشركات السياحية لدي شرم الشيخ لـ"الوطن"، موضحا أن مشهد الشواطئ والقرى السياحية وهما يخلوان من السائحين، تجعله في بؤس، ليقول: "إحنا سيبنا القاهرة وشغالين في السياحة في شرم.. وولادنا بالمدارس هنا ومش عارفين بعد الحالة دي هنعمل إيه"، مضيفا أن بعض العاملين بالقطاعات السياحية عادوا إلى محافظاتهم بعد الركود السياحي.

تعتبر شرم الشيخ مقصدا سياحيا جذابا في ذلك التوقيت، على حد قول محمود جاهين، 35 عاما، مدير جودة بإحدى شركات السياحة بشرم الشيخ، حيث رأى فكرة انعاش المدينة بالسياحة الداخلية، لا تَجلب سوى الإرهاق للمدينة بأكملها، من خلال الاستخدام السيء لبعض المصريين، حيث يسبَح البعض بملابس لا تليق بالجو السياحي هناك، الأمر الذي يُزعج السياح.

وشدد جاهين، على خطورة الوضع الحالي بشرم الشيخ، موضحا أن بعض الفنادق لم تجد أمامها سوى الاستغناء عن العاملين، نظرا لعدم قدرتهم على الانتظام في دفع رواتبهم، لافتا إلى العروض التي تقدمها بعض الشركات أمام المواطنين بخفض الأموال لحجز بعض الأيام لقضائها، لدعم وتنشيط السياحة الداخلية.


مواضيع متعلقة