"التهديدات الإرهابية" على رأس جدول أعمال قمة "العشرين" في تركيا

كتب: أ ف ب

"التهديدات الإرهابية" على رأس جدول أعمال قمة "العشرين" في تركيا

"التهديدات الإرهابية" على رأس جدول أعمال قمة "العشرين" في تركيا

يلتقي قادة الدول الأكثر ثراء في العالم، اليوم، في تركيا، لإبداء موقف موحد ضد الخطر الإرهابي، رغم انقسامهم حول سوريا، وذلك بعد يومين على الاعتداءات الدموية التي شهدتها باريس.

ويعد جدول أعمال القمة السنوية، مثقل أصلا بالنزاع في سوريا وأزمة اللاجئين والمناخ، وأضيفت إليه الاعتداءات التي تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي، وأوقعت 129 قتيلا على الأقل في باريس مساء أول أمس.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن جدول الأعمال مختلف تماما، متابعا عقب لقاء مع نظيره الصيني شي جينبينج: "علينا أن نخوض في إطار ائتلاف دولي معركة ضد الأعمال الإرهابية".

وأعلنت عدة مصادر، أن قادة دول وحكومات مجموعة العشرين، يعدون اليوم بيانا مشتركا منفصلا عن البيان الختامي المخصص عادة للقضايا الاقتصادية.

من جهة أخرى، فجر أحد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، نفسه، خلال حملة للشرطة التركية في وقت متأخر مساء أمس، في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد، ما أدى إلى إصابة 4 شرطيين، أحدهم بحال الخطر، حسبما أوردت وسائل الإعلام المحلية.

ونددت الدول الكبرى باعتداءات باريس، وشددت خلال اجتماع أمس في فيينا، لمحادثات حول سوريا، على رغبتها في "تنسيق الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب"، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إلا أن هذه التصريحات لا تخفي فعلا الخلافات التي تحول دون توصل الدول الكبرى، إلى حل حول النزاع في سوريا، الذي أوقع 250 ألف قتيل منذ 4 أعوام ونصف العام، ويشكل نقطة انطلاق الحركات الإرهابي.

وتبني اجتماع فيينا، أمس، "جدول أعمال ملموس"، ينص على تشكيل حكومة انتقالية في غضون 6 أشهر، وتنظيم انتخابات بحلول 18 شهرا، لكن، وكما ذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، فإن "الخلافات" لا تزال كما هي حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وتواصل روسيا التي تخوض عملية عسكرية إلى جانب النظام السوري منذ أكثر من شهر، وإيران، دعمهما للأسد رغم كل شيء، بينما تطالب الولايات المتحدة وأوروبا برحيله، وفي هذه الأجواء، لم يعلن عن أي لقاء ثنائي بين أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش القمة، وكلاهما وصل إلى أنطاليا صباح اليوم، إلا أن أوباما سيلتقي العاهل السعودي، على هامش القمة اليوم، للتباحث في مكافحة الإرهابيين.

وبعد أسبوعين على فوز حزبه الكاسح في الانتخابات التشريعية، يعتزم أردوغان الاستفادة من القمة، لإعادة التأكيد على دور بلاده كشريك لا يمكن الاستغناء عنه، ولذلك أعاد أردوغان فكرته لإقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، لاستقبال اللاجئين والنازحين، على جدول أعمال القمة، وهو ما كانت ترفضه الدول الكبرى حتى الآن.

ويسعى الاتحاد الأوروبي الذي يواجه تدفقا لمهاجرين غالبيتهم من اللاجئين السوريين منذ الربيع، إقناع تركيا التي تستقبل 2.2 ملايين منهم، بإبقائهم على أراضيها لقاء حصولها على مساعدات مالية، إلا أن أردوغان الذي تأمل بلاده بتحقيق تقدم أكبر على صعيد أزمة اللاجئين، أعلن أنه يريد "دعما أكبر" من حلفائه، إلا أن المحادثات في هذا الصدد متوترة وحادة، بعد أيام على صدور تقرير أوروبي، ندد بـ"التوجه السلبي" لوضع دولة القانون في تركيا، وبـ"التراجع الخطير" لحرية التعبير.

وقبل أسبوعين على قمة للأمم المتحدة حول المناخ في باريس، تشكل قمة مجموعة العشرين فرصة لتوحيد الصفوف قبل التوصل لاتفاق حول خفض غازات الدفيئة المسؤولة عن الاحترار المناخي وتمويل ذلك، وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن تباطؤ الاقتصاد الصيني لا يزال يثير قلق الأسواق، خصوصا في الدول الناشئة، وستكون قمة أنطاليا مناسبة لإيصال "رسالة ثقة" بحسب بعض المشاركين حول استقرار الوضع العالمي، بعد طي صفحة أزمة اليورو.

ومن المفترض أن تتيح القمة، إقرار خطة عمل لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، لمكافحة تهرب المجموعات المتعددة الجنسيات من الضرائب.


مواضيع متعلقة