بروفايل| الجنرال "شندي".. المصرية قائدة

بروفايل| الجنرال "شندي".. المصرية قائدة
بملامح أظهرت مصريتها، وتشير لعقدها الخامس، وحجابها الأبيض الذي أحاط وجهها، وعينين أدركتا طريقهما، لتكلل خطاها الثابتة داخل المجتمع الأسترالي، الذي سرعان ما لفتت فيه الأنظار بمهارتها ونجاحها، وتتحدى كونها في دولة غير مسقط رأسها، وتشغل بها منصبًا لم تصل إليه امرأة قبل "منى شندي" وتتولى قيادة القوات البحرية الأسترالية.
هاجرت عائلة "شندي" من مصر، وهي في الثالثة من عمرها، إلى أستراليا، لتفقد والدها في سن الـ14، وتستكمل مسيرتها لتحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وهندسة الأسلحة، مع مرتبة الشرف، وماجستير في التجارة من جامعة "نيو ساوث ويلز"، لتتواجد لأول مرة على سفينة وهي في سن الـ23 عاما، ثم تدرجت في المناصب إلى أن أصبحت قائدة بالبحرية الملكية الأسترالية، وقائد وحدة الصواريخ الأسترالية، والمستشار الإسلامي لرئيس البحرية، الذي تعمل فيه على إيجاد مفهوم أفضل بين أعضاء قسم الدفاع الاسترالي عن العقيدة الإسلامية، وتحسين صورة المسلمين وزيادة التعايش في المجتمع، والمعتقدات والقيم والتقاليد المختلفة.
"سيدة مسلمة".. كانت أحد أهم العقبات التي واجهت قائد القوات البحرية الأسترالية، في بداية عملها، لكونه تحديا كبيرا لقطاع كبير من المسلمين حول كيفية التغلب على ذلك من خلال التواصل الدائم، مثال يُقتدى به وكذلك تثقيف الناس من خلال المشاركة والتورط، إنه جزء منه هو ما يساعد على كسر الحواجز، في رأي شندي، التي ذكرت في حوارها مع "دايلي تليجراف" أنها واجهت مشكلة في رمضان، بسبب عدم القدرة على توفير وجبة إفطار لها، وكان عليها أن تأكل مع أي شخص آخر، لكنها تعاملت مع الأمر بهدوء واضطرت إلى تناول علب التونة.
"لدينا إيمان والأشياء التي نقوم بها كجزء من إيماننا، سواء كان الصدق أو جلب سلامة إلى الجدول أو الوقت للتفكير من خلال الصلاة، كل هذه الأمور في الحقيقة لا تضيف قيمة لقوة العمل الفعلية وفعلا تجعلك أكثر عرضة لتكون ناجحة".. هذه الكلمات رفعتها السيدة الخمسينية شعارًا لها في الحياة، لتتمكن من المضي قدمًا، لتكون كادرًا نسائيًا ناجحًا بذاته.
اتجهت إليها أنظار المجتمع الأسترالي، كنموذج مُلهم للمرأة وللعالم الإسلامي، ومصدر لانبعاث القوية الخفية التي تحملها، حين تُطلق إحدى كلماتها المُحببة "نعم"، للاقتراحات المقدمة لها، حيث ساندتها كثيرا لتحقيق أهدافها وطموحاتها بالحياة.
على خطى ثابت، تركت شندي أثارًا طيبة لدى الشعب الأسترالي، وفخرًا لمنشأها الأصلي في مصر، ومن أسباب سعادتها هي مساعدة الآخرين لتحقيق أهدافهم قدر المستطاع، وذلك الأمل الذي تراه باعينهم.