"نيكولاس مونتان".. "ملاك البحر" الذي يقضي إجازته في إنقاذ المهاجرين

03:41 م | الجمعة 13 نوفمبر 2015

"أن تسبح بين 300 شخص غارق وتسعى إلى إنقاذ من تستطيع منهم، وسط جثث عائمة، هذا ما يمكن أن يقال عنه لحظات عصيبة في حياة أي شخص".. كلمات وصف بها السباح والمنقذ الأرجنتيني "نيكولاس منغوز مونتان" اللحظات الصعبة التي يعيشها فرق الإنقاذ على الشواطئ التي يفر منها اللاجئون في حال اختل توازن القارب وقُلب رأسا على عقب.

اختار مونتان، ابن الرابعة والثلاثين عاما، أن يقضي إجازته على جزيرة لسبوس اليونانية، بوابة المهاجرين غير الشرعيين من تركيا للانطلاق إلى أوروبا، ليكرس وقته كله لإنقاذ المهاجرين الغارقين إلى جانب مجموعة من المنقذين الإسبان، اختاروا الوقوف فوق أعلى نقطة في الجزيرة لرصد القوارب غير الشرعية القادمة من بعيد وإنقاذ الغارق منها، حيث يصل 20 قاربا يوميا إلى هذه الجزيرة اليونانية البائسة كلّ منها تحمل قرابة 50 شخصاً، رغم أن طاقتها الاستيعابية لا تتعدى 20 شخصا، حسب صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية.

عُرف ابن العاصمة الأرجينتينية، بيونس آيريس، بحبه للمشاركة في النشاطات والأعمال الإنسانية، ويعيش في برشلونة منذ أكثر من 7 سنوات ويعمل حاليا في فريق الإنقاذ التابع لمنظمة Proactiva Open Arms الإسبانية لمساعدة اللاجئين، بعد أن دفعته صور الأطفال الغارقين على الشواطئ إلى الانضمام إليها، فحرص على الانضمام للفريق ليقف على شواطئ الموت مستعدا لاستقبال الأطفال وإنقاذهم وتهدئة روعهم.

ويروي مونتان تفاصيل المشهد في جزيرة لسبوس، قائلاً "اختفت معالم الشاطئ تماما بسبب ما تركه اللاجئون خلفهم من الملابس والأحذية وسترات النجاة المتبقية وحطام القوارب، التي دفعتهم الظروف إلى قيادتها دون معرفة أو خبرة، الأمر الذي كان سببا في كثير من الأحيان في اصطدامهم بسفن أخرى"، حسب تعبيره.