«عبدالرحمن».. «4» أيام تحت الحصار بطريق «إسكندرية الصحراوى»

كتب: شيرين أشرف

«عبدالرحمن».. «4» أيام تحت الحصار بطريق «إسكندرية الصحراوى»

«عبدالرحمن».. «4» أيام تحت الحصار بطريق «إسكندرية الصحراوى»

كان يستعد للعودة إلى المنزل، لكنه فوجئ بطقس سيئ، ومياه تحاصره من كل جانب، حتى الأرض «انشقت» وكادت تبتلعه هو وزملاءه فى العمل بإحدى شركات الأثاث على طريق مصر إسكندرية الصحراوى، لم يملك «عبدالرحمن» إلا خياراً وحيداً أن يرضخ للأمر الواقع ويمكث برفقة الجميع محاصراً مثلهم وسط الأثاث الغارق فى المياه حتى تأتيهم وسيلة نجاة. {left_qoute_1}

4 أيام، بلا كهرباء أو شبكة اتصال، كانت الحياة التى اضطر عبدالرحمن الدعمة للتكيف معها إلى حين: «كأنى كنت عايش فى غابة زى اللى بنشوفها فى الأفلام الأجنبى الرعب»، مغامرات عاشها الشاب العشرينى مع زملائه فى العمل، لعبور الطريق وإيجاد وسيلة مواصلات تنقذهم من الهلاك على يد السيول والأمطار، «يوم ما الإسكندرية غرقت لقيت الطريق الصحراوى اللى فيه الشركة اللى بشتغل فيها بينشق، ومفيش أى مواصلة بتعدى على الطريق وفضلنا قاعدين فى الشركة من غير ميّه ولا أكل والكهرباء قطعت عن المنطقة كلها بسبب المطر، وتليفونى فصل شحن وما بقتش عارف أكلم حد من أهلى ييجى ينجدنى من اللى كنت فيه»، يواصل سرد المأساة التى تعرض لها: «فضلنا 4 أيام قاعدين جوّه الشركة محدش يعرف عننا أى حاجة، ولا بنشوف حد كأننا فى حياة بدائية». فى لحظة ما، قرروا أن يواجهوا الأزمة، ويفكوا الحصار عن أنفسهم، لكن الطرق المهدمة من حولهم حالت دون ذلك، رحلة الرعب التى عاشها «عبدالرحمن» وزملاؤه فى العمل، وسط الأمطار والسيول حتى العودة إلى منزله بالقاهرة بسلام، انتهت على يد سائق ميكروباص: «أنا روّحت البيت بأعجوبة، وربنا اللى نجانى بعد ما شُفت الموت بعينى، سواق ميكروباص فى اليوم الخامس ساعدنا ووقف معانا وأخدنا من على الطريق، كانت الأمور بقت أحسن نسبياً، وروّحنا فى 12 ساعة بسبب تشققات الأرض والمياه».

 


مواضيع متعلقة