"الساتر الترابي".. أحدث الحيل في الإسكندرية لمواجهة أضرار مياه الأمطار

كتب: مها طايع

"الساتر الترابي".. أحدث الحيل في الإسكندرية لمواجهة أضرار مياه الأمطار

"الساتر الترابي".. أحدث الحيل في الإسكندرية لمواجهة أضرار مياه الأمطار

تتلبد السماء بالغيوم، ممتلأة بالسحب ذات اللون الرمادي، ترتكز وسط سماء يميل لونها إلى الصفرة، وتقف على أعتابها أمطار رعدية، تتأهب للتساقط مُحدثة تّجمعات من مياه الأمطار التي وجدت مستقرةً لها تارة داخل المنازل وإتلاف الأثاث، وتارةً أخرى أمام المحال التجارية وإغراق محتوياته، وفي مشهد ثالث تَرى مياه الأمطار تَجد لها سبيلا بين الطرقات ووسط الشوارع.

اصطفاف الكراسي إلى جانب بعضها وعرض ثياب "المحل" بدلًا من عرضها خارجه، تلك الحيلة التي لجأ لها علاء بدر (31 عامًا، صاحب أحد المحال التجارية في الإسكندرية) حيث رفع المعروضات على مستوى "50 سم" بعيدًا عن الأرض، ليقول: "الهدوم بتاعت المحل أغلبها باظت، لكن المرة دي ما باليد حيلة اضطريت أحمل الهدوم على الكراسي عشان ماتبوظش.. دا أكل عيش"، موضحًا أنه كان يستضيف المارة في الشوارع داخل المحل حتى هدوء المطر.

"في ناس كان بتستعمل كاوتشات العربيات عشان يعدوا الطريق" هكذا أوضح بدر لـ"الوطن"، تَدبر المواطنين لعبور الطرق، ومحاولة الوصول إلى أعمالهم اليومية، موضحًا أن أصحاب المحال المجاورة له استخدموا الألواح الخشبية لإنقاذ ثيابهم من الابتلال، مشيرًا إلى أن أصحاب المنازل ذات الأدوار الأرضية هجرت بيوتهم خشية من هطول الأمطار التي تُغطيها المياه.

فيما لجأ أحمد حسن (65 عامًا، عامل بأحد جراجات شارع أبوقير بالإسكندرية) لاستخدام "الساتر الترابي" أمام الجراج حتى لا يُتلف العربات الساكنة داخله، ليقول: "العربيات باظت وأنا اللي اتحملت مصرفها أنا وصاحب الجراج.. فقولنا نحط رمل"، موضحًا أن الرمال يمكنها أن تقلل من حدة المياه المتساقطة على الجراج، حتى تتأذى العربات.

لم يجد الحاج أحمد أمامه سوى تحصين العربات التي يقوم على حراستها، فعمد لوضع الرمال أمامها حتى تسد المياه عن العربات، وإزالتها عقب انتهاء هطول الأمطار، زادت مهمات ذلك الرجل السّتيني، من خلال تنظيف العربات عقب هطول الأمطار وفي الصباح قبل خروجها من الجراج، قائلا: "العضمة كبرت والدنيا شكلها بتعاند فينا ومضطرين نشتغل أكتر من الأول".

لاقت حيلة "الساتر الرملي" رواجًا بين أصحاب المحال التجارية بشارع أبو قير بمنطقة بولكلي داخل محافظة الإسكندرية، حيث عَمد الأهالي لوضعها بجوار المحال عند هطول الأمطار، حتى لا تُضار أعتاب المحال وتتلف المعروضات منها.


مواضيع متعلقة